أعلنت موسكو، أمس الثلاثاء، أن محاولات كييف لخرق الدفاعات الروسية على الخطوط الأمامية في شرق وجنوب البلاد «فشلت»، بعد أربعة أشهر على بدء الهجوم الأوكراني المضاد، في وقت زار فيه الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، جبهة يستهدفها الهجوم الروسي، وسط معارك متواصلة وبيانات مختلفة بين الطرفين حول الخسائر، بينما ترأس الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مساء أمس الثلاثاء، اجتماعاً لمجلس الأمن الروسي.
وأطلقت كييف هجوماً مضاداً طال انتظاره في يونيو/ حزيران الماضي، لكنها أقرّت بأنها حققت تقدماً بطيئاً، فيما وجدت قواتها نفسها في مواجهة مواقع دفاعية روسية متطوّرة وعميقة.
وقال وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، لمسؤولين عسكريين روس رفيعين، إن محاولات أوكرانيا فشلت في خرق الدفاعات الروسية في منطقتي فربوفويه ورابوتينو على جبهة زابوريجيا. ولفت شويغو أيضاً إلى أن الجيش الروسي «صدّ جميع الهجمات في اتجاه باخموت» على الجبهة الشرقية في منطقة دونيتسك، مشيراً إلى أن موسكو أضعفت بشكل كبير إمكانات كييف القتالية، وألحقت بها أضراراً كبيرة، مشيداً بالجنود الروس لقتالهم ب«بسالة وحزم» وإبداء «بطولة حقيقية». وشدد شويغو على أن موسكو لم تخطط لتعبئة عسكرية جديدة بعدما أدت خطة روسيا المفاجئة لاستدعاء قوات احتياط إلى موجة فرار كبيرة من البلاد، العام الماضي.
في الأثناء، أعلن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أمس الثلاثاء، أنه زار الجبهة الشرقية، في المنطقة التي تضم بلدتي كوبيانسك وليمان، اللتين يستهدفهما هجوم روسي.
وكتب زيلينسكي على تلغرام «(زرنا) ألويتنا التي تقوم بمهمة قتالية في واحدة من أكثر المناطق سخونة، كوبيانسك وليمان»، وأرفق المنشور بمقطع فيديو يظهر فيه مع الجنود فيما يبدو أنه ملجأ محصن.
وأشار زيلينسكي إلى أنه «ناقش الوضع العملياتي في ساحة المعركة والقضايا الدائرة والاحتياجات مع قادة الألوية والمقاتلين».
وكان زيلينسكي زار الجبهة مرات عدة منذ بداية الهجوم الروسي، ولا سيما باخموت التي شهدت أعنف المعارك وأكثرها فتكاً.
ميدانياً، أفادت وزارة الدفاع الروسية، أمس الثلاثاء، بأن الجيش الروسي دمّر ورشاً لإصلاح وترميم المركبات المدرعة التابعة للقوات المسلحة الأوكرانية، في خاركوف. وقالت الوزارة «في مدينة خاركوف، على أرض مصنع الدبابات تم تدمير ورشات صيانة وتأهيل المركبات المدرعة للجيش الأوكراني». كما اعترضت الدفاعات الجوية صاروخين من طراز «هيمارس»
وقبل ذلك، أعلنت أوكرانيا، أمس الثلاثاء، التصدي لهجمات جوية روسية، وتدمير آليات عسكرية معادية في زابوريجيا. وقال سلاح الجو الأوكراني إنه أسقط 29 مسيّرة وصاروخ كروز أطلقتها القوات الروسية من شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في 2014.
وأضاف سلاح الجو أن من وصفهم «بالمحتلين الروس» هاجموا أوكرانيا ب31 مسيّرة وصاروخ كروز نوع «إسكندر-ك»، مضيفاً أن دفاعاته أسقطت الصاروخ و29 من تلك المسيّرات، من دون أن يشير إلى الخسائر التي ألحقتها المسيرتان الأخريان.
في سياق متصل، قالت القوات الخاصة الأوكرانية إنها تمكنت من تدمير 5 ناقلات جند مدرعة روسية، وشاحنتين، ومعدات ميدانية أخرى على جبهة القتال في زابوريجيا. ونشرت الوحدات الخاصة مقطع فيديو قالت إنه لاشتعال النيران في عدد من الآليات العسكرية الروسية وانفجارات ناجمة عن اشتعال الذخيرة الموجودة داخلها.
وأعلن الجيش الأوكراني أنه نفذ، أمس الأول الاثنين، 11 غارة جوية على مواقع تابعة للجيش الروسي على جبهات القتال كافة، وقال، في بيان، إن الغارات استهدفت مواقع تجمع للقوات الروسية، ومجمع صواريخ مضادة للطائرات.
كما أعلن أن قواته خاضت 35 اشتباكاً مع القوات الروسية، وأكد أن تلك القوات تواصل هجومها المضاد باتجاه مدينة ميليتوبول على جبهة زابوريجيا (جنوباً)، وباتجاه باخموت (شرقي البلاد). (وكالات)
«نيويورك تايمز»: تكتيك روسي أفشل الهجوم المضاد
أشارت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، إلى نجاح تكتيكات «الدفاع المرن» التي ينتهجها الجيش الروسي، مشيرة إلى أن هذه التكتيكات تبطئ هجوم القوات الأوكرانية المضاد.
وأضافت الصحيفة أن «القوات المسلحة الروسية تسمح عمداً للقوات الأوكرانية بالتقدم من أجل استدراج وحداتها إلى الفخ، وبعد ذلك تقوم القوات الروسية بالاشتباك معها والقضاء عليها، ومن ثم تعود إلى نقاط انتشارها».
ومع ذلك، تقول الصحيفة إن هذا ليس سوى أحد العوامل التي تبطئ هجوم القوات الأوكرانية، إذ تشمل الأسباب الأخرى حقول الألغام، وحواجز الدبابات، والمخزونات الكبيرة من قذائف المدفعية لدى القوات المسلحة الروسية، وإحجام الغرب عن تزويد كييف بالأسلحة في الوقت المناسب. (وكالات)
