أتذهب «نوبل» غداً لإسماعيل كاداريه؟

01:47 صباحا
قراءة دقيقتين

غداً الخميس بعد الظهر.. هل تنصف جائزة «نوبل» للأدب الكاتب الألباني إسماعيل كاداريه فتذهب الجائزة إليه وهو المرشح لها منذ سنوات، بخاصة، أن الرجل يكتب بلغة بلاده الألبانية، والفرنسية، وحاز العديد من الجوائز الرفيعة في حياته منها جائزة مان بوكر الدولية للرواية في العام 2005، وفي العام 2009 حاز جائزة استورياس، وفي 2020 حاز جائزة نويستان الأمريكية الأدبية؟ وهذه الجوائز العالمية تأخذها «نوبل» بعين الاعتبار، ولكن فوق كل هذه الاعتبارية لصاحب «جنرال الجيش الميت»، هو أيضاً شغل كرسي كارل بوبر في أكاديمية العلوم السياسية والفلسفة الأخلاقية الفرنسية في العام 1996، وفوق هذا وذاك، وراء الرجل أكثر من 80 عنواناً في الرواية والقصة والشعر، وَنُقِلَ إلى أكثر من 30 لغة حيّة في العالم.. فهل يحصل غداً الخميس على «نوبل» للأدب؟

من ناحية الاعتبارية الأدبية، يستحق كاداريه الجائزة بكل جدارة إبداعية وثقافية، بخاصة بالنظر إلى محتوى رواياته وأشعاره الإنسانية، وهو، مثله مثل أي كاتب في العالم كله، سلّط الضوء على قضايا بلاده، بخاصة مقاومة الشعب الألباني للأتراك قبل أكثر من 500 عام من الآن، وكما هو التاريخ الألباني حاضر بقوة في روايات كاداريه، فإن الروح الإنسانية الكونية حاضرة أيضاً في شعره، الذي تعرّفنا إليه في العام 1982 حين صدرت لكاداريه ترجمة عربية لأشعاره «حصان طروادة يلقى حتفه»، وصدرت آنذاك عن وزارة الثقافة السورية، ونقلها إلى العربية عبد اللطيف الأرناؤوط.

إذاً، نحن العرب، قرأنا كاداريه جيداً قبل أكثر من أربعين عاماً، ونشعر به جيداً، ونتضامن مع حقه في «نوبل»، ولكن، في ثوب الرجل الأبيض هذا هناك بقعة سوداء قد تحول دون حصوله على الجائزة، فقد كان صديقاً لأنور خوجا ومقرّباً منه، وهو من يوصف بالديكتاتور الذي حكم ألبانيا في سبعينات القرن العشرين. علاوة على ذلك ينحدر كلٌ من كاداريه وخوجا من مدينة واحدة جنوبي ألبانيا، فهل يحنّ الدم على الدم كما يقولون؟

لكن في كل هذا كان كاداريه شاباً يبحث عن مصلحته الشخصية بشيء من الانتهازية.. أما اليوم فهو في السابعة والثمانين من عمره.. يجلس هادئاً تحت قبعته وشيخوخته، فهل يُعلن عنه غداً الخميس فائزاً بجائزة صانع الديناميت؟

لا هو توقع ولا هو مجرّد توقع، بل هي مادة مناسباتية عن كاتب كهل.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2ssy987y

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"