تحتفل بلدان العالم بالمعلّم اليوم.. وهناك دول احتفلت به في يوم آخر. المعلّم يستحق هذا الاحتفال، ويستحق التكريم في كل يوم، فهو المربّي، وهو القدوة، والمثل الأعلى لكثير من التلاميذ.
العرب كانوا يطلقون عليه «المؤدّب»، لأنّهم أيقنوا أن مهمته ليست تلقين العلوم، وحسب، بل تمتزج معها التربية، لتصبح المهمتان أدباً، وهو أرقى أنواع السلوك.
المعلّم (والمعلّمة) ليس مجرّد شخص يدخل الصف، ويؤدّي مهمّة وظيفية، كأي وظيفة يؤديها الآخرون؛ إنه المؤدب المربّي، ومهمته جسيمة، لأنّ من يتعامل معهم، زرع لم يينع، ويحتاج إلى عناية خاصة، ورعاية شاملة، وماء فكر نقي عذب.
الإمارات تضيء في هذا اليوم على صنّاع الأجيال، وبُناتها نفسياً وعلمياً وفكرياً بناء سليماً، ما يتطلب من هؤلاء المؤدّبين أدواراً جديدة في إدارة الصفوف الدراسية، وطرائق شرح ممتعة، وأساليب مميّزة في تقديم العلم لطلابهم في مختلف مراحل التعليم.
نحتفي بيوم المعلم تثميناً لمكانته ودوره المتميز في تنشئة أبناء المجتمع على القيم والعادات العربية والإسلامية، وتعزيز طموح أبنائنا للبحث عن أفضل ما توصل إليه العلم في جميع المجالات، فالتكنولوجيا لا تغني عن وجود المعلم صاحب الرسالة المحبّ والمخلص لوطنه وأبنائه، فهو فتح جميع أبواب العلم والثقافة وحثّ طلابه على الجدّ والاجتهاد، للحصول على أعلى درجات العلم في التخصصات المختلفة، وطور مهاراته ومعارفه ليكون أهلاً للمسؤولية والرسالة التي يحملها.
ولم تألُ المؤسسات المعنية بالتعليم في الدولة، وعلى رأسها وزارة التربية والتعليم، أي جهد لانتقاء معلّمين أكْفاء، ذوي خبرة وباع طويل في هذه المهنة الراقية النبيلة.
والمعلم منذ انطلاق مسيرة دولة الاتحاد، كان حجر الأساس في نهضة التعليم وركيزة تطوره وأحد أبرز عناصره في التطوير والتحديث الذي بذلت فيه الحكومة الرشيدة جهوداً كبيرة للوصول إلى هذا النموذج التعليمي المتميز.
لكن المطلوب من بعض المؤسسات التعليمية، عدم معاملة المعلّم على أنه «موظّف» مطلوب منه ساعات عمل أكبر بكثير ممّا اتُّفق عليه في عقد العمل، وأن يحضّر الدروس حتى لو شكلياً، دون أن يمسّ هذا التحضير الجوهر، لأن المعلّم الكفؤ والمتمكّن من الطبيعي أن يكون متقناً ما سيعطيه للطلاب ومستعداً تماماً له.
إذن نحن نحتفل بالمربّي والمؤدّب وناقل العلم والمعرفة، والقدوة الحسنة لكثير ممّن وصلوا إلى مراكز مهمّة.
نهنّئ معلّمينا بيومهم.. ونقول المربّون لهم كل الأيام.
[email protected]
https://tinyurl.com/38k4v8v5
مقالات أخرى للكاتب




قد يعجبك ايضا






