التميّز والرقيّ عنوانان بارزان عريضان، يسمان هذه الدولة التي لا يكاد يمرّ يوم، إلّا وتدهش الجميع بإنجازات غير مسبوقة.. لكن جوهرها وعمقها أمر أساسي وشامل هو البناء؛ هذا البناء بمفهومه العريض والواسع والشامخ الذي يشمل الإنسان أولاً، ببناء روحه وعقله وفكره وثقافته وقيمه، ثم علمه.. وبناء الحجر ثانياً وتطويعه ونحته، بما يصبّ في مصلحة البناء الأول.
هذا العمل الدّؤوب الشاقّ، لم يأت، كما يعلم الجميع، بين ليلة وضحاها، أو بين عشية وغدها؛ إنه نتاج سهر وتعب وجهد متواصل، بدأ مع بواكير عمل مؤسس هذا البلد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، حيث كان يعوم على بحار من الرمال، وتحيطه بحار المياه أيضاً، ويعمل أهله في مهن شاقة تؤمّن لهم لقمة شريفة.
أمّا البناء الآخر، فكان بناء الاستقرار، وضمن ها المسار، وتنفيذاً لتوجيهات صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، دشّن سموّ الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي مشروع الوثبة السكني، الذي سيوفّر 347 فيلا جديدة لمواطني الوثبة، وهو أحد مشاريع «الحي الإماراتي المتكامل»، وتصل كلفته إلى مليار ومئة مليون درهم.
مساحة المشروع 875 ألف متر مربع، ويضمّ كل ما يمكن أن يسهم في إسعاد السكّان وإضفاء الراحة والبهجة على حياتهم. من مجمعات تجارية وحدائق ترفيهية، تسهم في رفاهية الأسر وأطفالها، ومساجد واسعة الأرجاء، تلبّي حاجة المصلّين.
تدشين هذا المشروع يؤكّد أن قيادتنا الرشيدة من أولى أولوياتها استقرار المواطن وتعزيز رفاهيته؛ لأن من يكون مرتاح البال، مستقرّاً في سكنه هادئاً مع أسرته، سيكون بلا أدنى شكّ معطاء نشيطاً في عمله، سواء كان موظفاً، أو يملك مشروعاً خاصّاً، ما يعني أن إنتاجه سيكون مضاعفاً، لخدمة وطنه وشعبه.
الحياة الاجتماعية الآمنة والمستقرة، هدف قيادتنا الرشيدة التي نعلم تماماً أن هاجسها الأول والأخير أن يكون أبناؤها المواطنون، مستقرين سعداء، لأننا في وطن السعادة والأمان والطمأنينة.
وهيئة أبوظبي للإسكان التي نفذت المشروع لديها مزيد من المشاريع خلال المرحلة المقبلة، لتلبية احتياجات الأسر المواطنة في الحصول على المسكن الملائم. وقد وصل عدد المستفيدين من إعفاءات قروضها السكنية إلى 4 آلاف، تصل قيمتها إلى نحو 141 مليار درهم.
في وطن الخير والعطاء، نحن مطمئنّون وآمنون، برعاية قيادة استثنائية، جوهر أهدافها الإنسان المعوّل عليه الاستمرار في تطوير هذا الوطن والعمل على تبوّئه أعلى المراكز في كل المجالات.
