عادي

تعرف إلى تفاصيل الضربات الأمريكية-البريطانية على الحوثيين في اليمن

16:41 مساء
قراءة 3 دقائق

صنعاء- أ.ف.ب

شنّت الولايات المتحدة وبريطانيا، فجر الجمعة، ضربات على أهداف في مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن، جراء استهدافهم على مدار أسابيع سفناً تجارية في البحر الأحمر تضامناً مع قطاع غزة الذي يشهد حرباً مع إسرائيل.

وفي بيان مشترك، أكدت الولايات المتحدة وبريطانيا وثماني دول حليفة، أن الضربات تهدف إلى «خفض التصعيد في التوترات وإعادة الاستقرار إلى البحر الأحمر».

وقال الناطق العسكري باسم الحوثيين: إن الضربات استهدفت مواقع عسكرية في العاصمة صنعاء، ومحافظات الحديدة وتعز وحجة وصعدة. وقال المتحدث العسكري يحيى سريع: أدت الغارات إلى مقتل خمسة أشخاص وإصابة ستة آخرين من الجماعة، مؤكداً تنفيذ أمريكا وبريطانيا 73 غارة.

«رد مباشر»

وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن أنّ العملية، وهي «رد مباشر» على هجمات الحوثيين، تمت «بنجاح». فيما أكد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك أن الضربات كانت «ضروريّة» و«متناسبة». وقال حلف شمال الأطلسي إنها ضربات «دفاعية وتهدف إلى المحافظة على حرية الملاحة في أحد الممرات المائية الأكثر حيوية في العالم. يجب أن تتوقف هجمات الحوثيين».

لكن الحوثيين قالوا إن هذه الضربات «لا مبرر» لها، متعهّدين بمواصلة الهجمات على السفن المرتبطة بإسرائيل أو المتجهة إليها.

«غير مشروعة»

في موسكو، قالت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا: إن الضربات التي اعتبرها الكرملين «غير مشروعة» هي «مثال آخر على التضليل الذي يمارسه الأنغلوسكسونيون.. وانتهاك تام للقانون الدولي بهدف التصعيد في المنطقة ليحققوا أهدافهم المدمّرة».

ودعت الصين جميع الأطراف إلى تجنب اتساع رقعة النزاع في المنطقة. وقالت الناطقة باسم الخارجية الصينية ماو نينغ: «إن الصين تشعر بالقلق من التصعيد في التوتر بالبحر الأحمر.. نحض الأطراف المعنية على التهدئة وممارسة ضبط النفس لمنع اتساع رقعة النزاع». واستنكرت سلطنة عُمان أيضاً اللجوء إلى عمل عسكري ضد اليمن.

لكن فرنسا رأت أن الحوثيين هم من يتحملون «مسؤولية التصعيد الإقليمي»، ودعتهم إلى وقف هجماتهم «على الفور».

وبعد أكثر من شهر من بدء الحرب في 7 تشرين الأول/ أكتوبر بين إسرائيل وحماس، شن الحوثيون هجمات بالصواريخ والمسيرات في البحر الأحمر، ما دفع العديد من شركات الشحن إلى تفادي المرور عبر باب المندب، وهو ما أدى إلى زيادة كلف الشحن ومدته بين أوروبا وآسيا.

ونشرت الولايات المتحدة سفناً حربية، وشكلت تحالفاً دولياً في كانون الأول/ ديسمبر، لحماية حركة الملاحة البحرية في المنطقة التي يمر عبرها 12% من التجارة العالمية.

رسالة واضحة

والثلاثاء، أسقطت ثلاث مدمرات أمريكية وسفينة بريطانية وطائرات مقاتلة انطلقت من حاملة الطائرات الأمريكية دوايت دي أيزنهاور، 18 طائرة مسيرة وثلاثة صواريخ أطلقها الحوثيون. ووجه وزير الخارجية أنتوني بلينكن الذي يقوم بجولة في الشرق الأوسط تحذيراً إلى الحوثيين، كما طالبهم مجلس الأمن الدولي بوقف هجماتهم «على الفور».

لكن يوم الخميس، أطلق الحوثيون صاروخاً آخر مضاداً للسفن، كان على ما يبدو وراء الرد الذي نفذته واشنطن ولندن، الجمعة. وحذر الرئيس الأمريكي من أنه «لن يتردد» في «اتخاذ إجراءات أخرى» إذا لزم الأمر.

وقال بايدن إن «هذه الضربات المُحدّدة الأهداف هي رسالة واضحة مفادها بأنّ الولايات المتحدة وشركاءنا لن يتسامحوا مع الهجمات التي تستهدف قواتنا، ولن يسمحوا لأطراف معادية بتهديد حرية الملاحة».

وشن الحوثيون 27 هجوماً صاروخياً وبطائرات مسيرة منذ 19 تشرين الثاني/ نوفمبر بالقرب من مضيق باب المندب الاستراتيجي الذي يفصل شبه الجزيرة العربية عن إفريقيا، وفقاً للجيش الأمريكي. وهم يؤكدون أنهم يستهدفون السفن التجارية المرتبطة بإسرائيل، تضامناً مع الفلسطينيين في قطاع غزة الذي يشهد حرباً مدمرة بين إسرائيل وحركة حماس.

وقال رئيس الوزراء البريطاني، إنه «رغم التحذيرات المتكرّرة للمجتمع الدولي، واصل الحوثيّون تنفيذ هجمات في البحر الأحمر، مرّة أخرى هذا الأسبوع ضدّ سفن حربية بريطانيّة وأمريكيّة... هذا لا يمكن أن يستمرّ... لذا اتّخذنا إجراءات محدودة وضروريّة ومتناسبة دفاعاً عن النفس».

مقاتلات وصواريخ

وذكرت وسائل الإعلام الأمريكية، أن طائرات مقاتلة وصواريخ توماهوك استُخدمت في العملية المشتركة. وقالت واشنطن إنها استفادت من دعم أستراليا وكندا وهولندا. وقالت لندن إنها نشرت أربع طائرات مقاتلة من طراز تايفون FGR4 للإغارة بقنابل موجهة بالليزر على موقعين «يطلق» الحوثيون منهما المسيرات أحدهما في منطقة عبس.

«ثمن باهظ»

على إثر الضربات، توعّد نائب وزير الخارجيّة في حكومة الحوثيّين حسين العزي بالردّ، قائلاً: «تعرّضت بلادنا لهجوم واسع من سفن وغوّاصات وطائرات حربيّة أمريكيّة وبريطانيّة... يتعيّن على أمريكا وبريطانيا الاستعداد لدفع الثمن باهظاً».

من جانبها، أعربت السعودية عن «قلق بالغ»، داعية إلى «ضبط النفس»، ومشددة في الوقت نفسه على «أهمية الاستقرار» في المنطقة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/5bb9x56v

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"