عادي

«الإنسان العاقل» عاش في برودة أوروبا قبل 45 ألف سنة

19:51 مساء
قراءة دقيقتين
إنسان نياندرتال

لم يكن المناخ الجليدي يخيف مجموعات رائدة من الإنسان العاقل التي غامرت بالدخول إلى شمال غرب أوروبا قبل 45 ألف سنة، أي قبل آلاف السنين من اختفاء إنسان نياندرتال من القارة، على ما بيّنت دراسات نشرت الأربعاء.

لم تُرصد في السابق آثار قديمة إلى هذا الحدّ للإنسان الحديث في هذه المنطقة من أوروبا. ومن شأن هذا الاكتشاف المهم أن يعزز السيناريو القائل بأنّ جنسنا البشري سكن القارة وحلّ محلّ السكان المحليين المتمثلين في إنسان نياندرتال، على غرار كل السلالات البشرية القديمة الأخرى في مختلف أنحاء العالم.

وفي أوروبا، «انتشرت الظاهرة المتمثلة في أن تحل سلالة محل أخرى على مدى آلاف السنين، بين العصر الحجري القديم الأوسط والعصر الحجري القديم العلوي»، على ما يوضح لوكالة فرانس جان جاك أوبلان، وهو عالم حفريات ومدير قسم التطور البشري في معهد ماكس بلانك في لايبزيغ بألمانيا والمعد الرئيسي للدراسات الثلاث المنشورة في مجلة «نيتشر».

وكان الإنسان العاقل وإنسان نياندرتال يتعايشان معاً خلال مرحلة ما، من دون التوصّل تحديداً إلى مكان وسبب ذلك. واكتٌشفت أدلة أثرية من تلك الحقبة بينها أدوات حجرية من هذين الجنسين، إلا أنّ تحديد أي جهة أنتجت أي أدوات مسألة صعبة جداً بسبب نقص الرفات البشري.

واستند علماء الحفريات خصوصاً على ثقافة لينكومبيان-رانيسيان-جيرزمانوفيسيان، وهو نوع من الأدوات الحجرية المنحوتة، عُثر عليها في مواقع عدة شمال جبال الألب على الشريط بين إنجلترا وبولندا، ويعود تاريخها إلى ما بين 45 و41 ألف سنة قبل الميلاد تقريباً.

ومن عام 2016 حتى 2022، شرع فريق من معهد ماكس بلانك في البحث بأحد هذه المواقع في رانيس بألمانيا، خضعت لأعمال حفر غير مكتملة في ثلاثينات القرن العشرين.

وبحسب أحدث الاكتشافات، يتّضح على ما يبدو أنّ الإنسان العاقل سكن القارة ضمن «موجات» متتالية وأقدم مما كان يتم تصوّره.

وخلال غزوهم شمال أوروبا قبل 45 ألف سنة، كان أسلافنا البعيدون قادرين بشكل جيد على التعايش مع أبناء عمومتهم المنتمين إلى إنسان نياندرتال، الذين مات آخرهم في جنوب غرب القارة قبل 40 ألف سنة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/5yn5dzwh

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"