الشارقة: عائشة خمبول الظهوري
يتأهب الأطفال للتجول في الأحياء، ابتهاجاً بقدوم حق الليلة (ليلة النصف من شهر شعبان)، إحدى العادات المحلية للمجتمع الإماراتي، بينما تمتلئ حقائبهم المزينة بالتصاميم التراثية بأنواع الحلوى والمكسرات والهدايا الصغيرة؛ حيث يمنحهم السكان حلوى ومبالغ نقدية أو بعض الهدايا، ما يبث قيم الحب والرحمة بين الأحياء، كما أنه تقليد يحث أفراده على ضرورة التمسك والحفاظ على عادات الآباء والأجداد.
وتقول موزة عبدالله: «تشهد أحياء «الفريج» فعالية متميزة تحمل جواً أصيلاً من التراث؛ إذ ينظم الأطفال مجموعاتهم الصغيرة، ويزورون المنازل المجاورة، حيث يرحب بهم الأهالي بحفاوة، مع تقديم الحلويات التقليدية، كما تتزين الشوارع في هذا اليوم بالأضواء والزينة، مع الموسيقى الشعبية وصوت الأطفال وهم يرددون: «عطونا الله يعطيكم بيت مكة يوديكم».
أما عن التجهيزات فتختلف من منزل لآخر، وعن ذلك تقول مريم المرزوقي: «يتميز كل منزل بتصميم لهذا اليوم، في حين تقدم بعضها أكياساً معبّأة مسبقاً بالحلويات مع بطاقات تهنئة، والبعض الآخر يجهز صناديق كبيرة مملوءة بحلوى متنوعة الألوان والأشكال لتوزيعها للأطفال فور قدومهم، بالإضافة إلى الوسائد القديمة التي تتميز بنقش من التراث الإماراتي».
وتتابع: «يمتلئ منزلي في هذا اليوم بصناديق أشبه ما تكون ب«مندوس» معبأة بالحلويات التي أصبحت لا تباع اليوم بوفرة، كما تأخذ حيزاً ليبدو «دكان الطيبين»، بالإضافة لمصنوعات من الفخار للزينة، لإضفاء روح التراث وسط المكان، كما أخصص ركناً للألعاب التقليدية البسيطة، مثل «التيلة» و«الصبة»، لاستمتاع الصغار باللعب مع أقاربهم والجيران».
وتؤكد آمنة النقبي أن اللباس التقليدي يعدّ رمزاً تراثياً في هذه المناسبة، والذي يتسم بالبساطة ويعكس ثقافة الإمارات الأصيلة».
وتشير إلى أن «للعيش بعمق هذا اليوم التراثي، ترتدي الإناث «المخور» المطرزة بزخارف مصحوبة بالمجوهرات التقليدية من أساور وقلادة ذهبية اللون، كما تنقش الحناء للصغار، لتبدو هذه الكف الصغيرة ذات معنى تراثي في مثل هذا اليوم؛ إذ تضيف لمسة من الجمال للزي التقليدي، وأما الصبيان الصغار فيرتدون «الكندورة» و«الغترة» مع حقائب مطرزة بشكل تراثي أيضاً».
