يعتقد الرئيس التنفيذي لبنك «جيه بي مورغان تشيس»، جيمي دايمون، بأن هناك احتمالاً كبيراً لاتجاه الولايات المتحدة نحو الركود؛ على الرغم من أنه لا يرى مشاكل منهجية تلوح في الأفق.
وفي حديثه الاثنين خلال المؤتمر الذي عقده البنك في ميامي حول التمويل عالي العائد والرافعة المالية، قال دايمون، وهو رئيس أكبر بنك أمريكي من حيث الأصول: «إن الأسواق ربما لا تضع في الاعتبار احتمالية قوية بما يكفي لبقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول».
وأشار إلى أن «هناك أشياء نوعاً ما مثيرة للقلق، واختلف مع المستوى العالي من الاحتمالية المخصصة لاقتصاد بدون ركود».
وتأتي هذه التعليقات في الوقت الذي اضطر فيه السوق بالفعل إلى تعديل توقعاته للسياسة النقدية؛ ففي حين كان متداولو العقود الآجلة في وقت سابق من العام يخصصون احتمالية كبيرة لسلسلة قوية من تخفيضات أسعار الفائدة بدءاً من شهر مارس، فإنهم يرون الآن أن التيسير لن يبدأ حتى يونيو أو يوليو، مع الأخذ في الاعتبار ثلاثة تخفيضات؛ أي نصف التوقعات السابقة.
وإلى جانب المعدلات المرتفعة كان على الأسواق أن تتعامل مع قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي بتخفيض حيازاته من السندات، وهي عملية تعرف باسم التشديد الكمي.
- تخفيض تدريجي
وبينما من المتوقع أن يبدأ البنك المركزي في التخفيض التدريجي للبرنامج قريباً إلا أنه يظل عاملاً آخر في تشديد السياسة النقدية.
وعلى الرغم من أن الاقتصاد الأمريكي تمكن حتى الآن من تجنب الركود، فقد حذر ديمون سابقاً من أن التوترات الجيوسياسية، بما في ذلك الحرب في أوكرانيا والصراع في غزة، يمكن أن تؤثر في النمو العالمي.
وقال الرئيس التنفيذي لأكبر بنك أمريكي في أكتوبر: «إن هذا قد يكون أخطر وقت شهده العالم منذ عقود».
ورغم ذلك طمأن بعدم توقعه تكرار بعض حالات الانكماش الخطرة الأخرى التي واجهها الاقتصاد الأمريكي، كالأزمة المالية عام 2008 التي شهدت انهيار «وول ستريت» حيث تعرضت البنوك لتداعيات انهيار صناعة الرهن العقاري.
وقال: «إن ارتفاع أسعار الفائدة إلى جانب الركود يمكن أن يؤثر بشدة في مجالات مثل العقارات التجارية والبنوك الإقليمية، ولكن مع تأثيرات محدودة في الاقتصاد الكلي».
ويفسر الأمر قائلاً: «إذا كان لدينا ركود، نعم، سوف يصبح الأمر أسوأ، وإذا لم يكن لدينا ركود أعتقد أن معظم الناس سيكونون قادرين على تجاوز هذا الأمر، وجزء من هذا مجرد عملية تطبيع».
- مشاكل عقارية
وقال أيضاً: «إن أسعار الفائدة ظلت منخفضة للغاية لفترة طويلة، وإذا ارتفعت وحدث ركود فستكون هناك مشاكل عقارية، وستواجه بعض البنوك مشكلة عقارية أكبر بكثير من الغير».
وفيما يتعلق بالبنوك الإقليمية وصف المشاكل التي ضربت بعض المؤسسات المالية، مثل بنك وادي السيليكون وبنك «مجتمع نيويورك»، بأنها «خاصة»، وقال: «إن الائتمان الخاص يمكن أن يتضرر ولكن ليس بمستوى منهجي».
