عادي

عيد سكان غزة لا يشبه غيره

21:19 مساء
قراءة دقيقتين

فلسطين - أ ف ب

في غزة، حيث بيعت حلويات العيد على رغم الحرب والأزمة الإنسانية الخانقة، إلى القدس حيث تحدّى آلاف الأشخاص البرد والمطر، مرّ أول أيام عيد الفطر الأربعاء كئيباً على الفلسطينيين الذين أقاموا الصلوات على أرواح ضحايا النزاع.

قال أحمد أبو شاعر تحت الخيمة البيضاء الكبيرة، حيث أُقيمت صلاة العيد، والتي غصّت بعشرات الغزيين الذين لجأوا إلى مدينة رفح في أقصى جنوب قطاع غزة: «العيد الماضي لم تكن هناك حرب، لكن هذا العام لدينا حرب مستمرة منذ ستة أشهر وهي تدخل شهرها السابع»، وأضاف: «كان مسجد الفاروق في العام الماضي ما زال على هيئته، قُصف قبل شهر رمضان بأسبوعين تقريباً أو ثلاثة أسابيع».

وفي مختلف الأراضي الفلسطينية، لم يشبه عيد الفطر هذا العام أي عيد آخر. فالحرب المستمرة منذ أكثر من ستة أشهر بين إسرائيل وحركة «حماس» لا تهدأ. وليل الثلاثاء الأربعاء، قُتل 14 شخصاً، بينهم أطفال صغار، في قصف استهدف منزلاً في مخيم النصيرات وسط القطاع بحسب إحصاءات فلسطينية.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي شن غارات على أهداف عدة، منها منصة لإطلاق الصواريخ وقتل أعضاء «خلية إرهابية»، لكنه لم يذكر الضربة على مخيم النصيرات.

وشوهدت جثث ضحايا الغارة، فيما كانت أسرهم تنقلها إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح.

- «كفى حرباً ودماراً»

وقال أحمد قشطة (33 عاماً) وهو أب لأربعة: «أقسم بالله لم نشهد عيداً مثل هذا العيد المليء بالحزن والخوف والدمار والخراب» بسبب الحرب.

وأضاف أحمد الذي نزح إلى رفح مثل مئات آلاف الفلسطينيين الذين يبحثون عن مأوى من القتال: «نحاول أن نكون سعداء، لكن الأمر صعب».

من جهتها، قالت عبير سقيق (40 عاماً) التي تقيم في خيمة في رفح مع عائلتها: إنّ العيد يعني «أجواء هادئة وألعاب أطفال وغاتوهات (قوالب حلوى) ومشروبات وشوكولاتة في كل بيت».

وأضافت: «لكنه هذا العام عيد حزن وتعب. دمروا غزة..كفى حرباً ودماراً» قائلة: إنّ سكان غزة يرغبون في أن يتم التوصل إلى هدنة.

وبدل المخبوزات التي تحضّرها الأسر عادة خلال احتفالات عيد الفطر، روى أحد السكان أنّه قدّم لأطفاله سكاكر من حصص إعاشة وزّعتها الأمم المتحدة.

من جهته، قال معين أبو راس (44 عاماً)، وهو أحد سكان غزة: «إنّه يوم خالٍ من دفء التجمعات العائلية». وبسبب انقطاع الاتصالات والإنترنت «لا نستطيع حتى الاتصال بأقاربنا».

- «ليس هناك احتفال»

وفي القدس الشرقية، توافد عشرات الآلاف من المصلين إلى باحة المسجد الأقصى. وقالت روان عبد، الممرضة البالغة 32 عاماً: «إنّه أتعس عيد يمر علينا. في المسجد يمكن رؤية الحزن على الوجوه».

وأضاف زكي (37 عاماً)، وهو من سكان القدس الشرقية: «الجميع يفكر في ما يحدث في غزة. هذا العام ليس هناك احتفال، نحن فقط سنزور أقاربنا في منازلهم. سنشعر بالذنب إذا فعلنا شيئاً احتفالياً».

وأدت الحملة العسكرية المكثفة والمدمرة التي شنّتها إسرائيل على قطاع غزة إلى مقتل 33482 شخصاً معظمهم من النساء والأطفال.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/35ayjkss

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"