الشارقة: جاكاتي الشيخ
الخطاط السعودي أحمد أبو سرير هو فنان يعمل في مجاليْ الخط العربي وفنون العمارة الإسلامية، حيث أبدع فيهما كثيراً، فوضع بصمته في العديد من الأعمال الخطية، في المساجد في السعودية وخارجها، من خلال الكتابة والزخرفة في قبابها ومحاريبها وسقوفها، وقد ظل عشق الخط العربي وكل ما يتعلق به ملازماً له منذ سنوات تعلمه الأولى حتى أصبح الآن من أبرز المشتغلين فيه.
مكن الشغف - بالخط العربي والفنون الإسلامية بشكل عام – أبو سرير من أن يقدم لوحات جميلة، بخط الثلث بمختلف أساليبه، والذي لقي اهتماماً خاصاً من طرفه، حتى تمكن من التميز فيه، ومن بين لوحاته واحدة يخط فيها المقولة المأثورة: (إِنَّ أَحْسَنَ الحُسْنِ الْخُلُقُ الحَسَنُ).
* سمة جمالية
استغل أبو سرير المميزات التي تتيحها خصائص خط الثلث الجلي ليبدع فيه هذه اللوحة، ويمنحها سمة جمالية خاصة، وذلك من خلال مرونة تشكيل الحروف والكلمات التي تتوفر به، مسهلة كتابتها مستديرة ومبسوطة ومعتدلة ومتساوية، بحسب ما يرتئيه الخطاط من ضرورات إبداعية وجمالية، حيث تتجلى فيه مهارة الخطاط الذي يتمكن من ضبط تلك الخصائص والمميزات، وذلك لكونه من أصعب أنواع الخط العربي، رغم جماليته.
إن اختيار أبو سرير للنص المأثور: «إِنَّ أَحْسَنَ الْحُسْنِ الْخُلُقُ الْحَسَنُ» هو اختيار ذو بعدين، بُعد جمالي يتعلق بما يريد الخطاط أن يبدو عليه شكل العمل، وبعد مضموني يتعلق بفحواه ورسالته الأخلاقية، فهو نص يمجد الخلق الحسن، ويصفه بأنه «أحسن الحُسْن» أي غاية ما يمكن أن يصل إليه الجمال، لأن حُسن الخلق سجية حميدة ومَنْقبَة فاضلة، تُصبغ على المتصف بها أُلفة لدى كل الناس، فطلاقة وجهه الدائمة ولطفه في معاملاته لغيره تكون بمثابة بطاقة دخول آمن إلى القلوب، وهي صفة تتفق كل الشرائع والأعراف على سموّها.
* ترابط معنوي
اشتغل أبو سرير على كتابة النص بشكل تناظري، ولكنه يختلف عن التناظر المعهود في معظم الأعمال الخطية المألوفة، حيث يخط الفنان نصه مرة واحدة مستفيداً من التكرار فيه، بينما عَمد أبو سرير إلى كتابة نصه مرتين، ليشكل من تكرار النص ذاته تناظره المنشود، فقد كتبه في الجزء الأيمن من اللوحة لجهة القراءة العربية المعهودة، وقابله بذاته وكأنه يعكسه في مرآة، بادئاً بكتابة «إن» بألف مائلة قليلاً وهمزة سادَة للفراغ في الأسفل ومشكلة لمحة جمالية زخرفية، ونون كجزء من قاعدة اللوحة، ثم كتب أعلى ذلك كلمة «أحسن» باستدارة متقنة لقاعدة حرف الحاء حتى تتناسق وتتساوى مع شكل النون الذي تشكل معه القاعدة، ثم كتب أعلى ذلك كلمة «الحُسن» بنفس استدارة قاعدة حرف الحاء السابق، وهو ما كرره مع خاء كلمة «الخلق» وحاء كلمة «الحَسن» الأخيرة التي جعلها في قمة اللوحة، وكأنه يريد - من خلال كتابته لأحرف الحاء والخاء الأولى من كلمات النص بنفس الشكل - أن يلفت الانتباه إلى ترابط وأحادية معنى الكلمات الواردة لمضمون هذا القول المأثور، فأحسن الحسن الخلق الحسن، والخلق الحسن هو أحسن الحسن، والخُلق حُسن في أبهى تجلياته، وقد عكس ذلك الترابط المعنوي من خلال ذلك التناظر المنفذ بشكل متقن، فبدت كل الحروف مساوية لتوائمها المناظرة لها، دون أن يغفل عن عمل بعض اللمسات الجمالية للحروف والكلمات، بتمييل بعضها وإطالة بعضها الآخر، مع ملء الفراغات بالحركات والشدّات وبعض الزخارف لزيادة مستوى الجمال الفني للعمل.
لقد أراد أبو سرير لعمله هذا أن يكون متكاملاً، بحيث يعكس شكله مضمونه، وهو ما وُفّق فيه من خلال ما سبق ذكره، بالإضافة إلى اختياره للون واحد لكتابة اللوحة، هو الأسود، ليؤكد بذلك وحدة المعنى وترابط الكلمات، وليضع المشاهد أمام عمل جمالي مميز.
الخطاط السعودي أحمد أبو سرير هو فنان يعمل في مجاليْ الخط العربي وفنون العمارة الإسلامية، حيث أبدع فيهما كثيراً، فوضع بصمته في العديد من الأعمال الخطية، في المساجد في السعودية وخارجها، من خلال الكتابة والزخرفة في قبابها ومحاريبها وسقوفها، وقد ظل عشق الخط العربي وكل ما يتعلق به ملازماً له منذ سنوات تعلمه الأولى حتى أصبح الآن من أبرز المشتغلين فيه.
مكن الشغف - بالخط العربي والفنون الإسلامية بشكل عام – أبو سرير من أن يقدم لوحات جميلة، بخط الثلث بمختلف أساليبه، والذي لقي اهتماماً خاصاً من طرفه، حتى تمكن من التميز فيه، ومن بين لوحاته واحدة يخط فيها المقولة المأثورة: (إِنَّ أَحْسَنَ الحُسْنِ الْخُلُقُ الحَسَنُ).
* سمة جمالية
استغل أبو سرير المميزات التي تتيحها خصائص خط الثلث الجلي ليبدع فيه هذه اللوحة، ويمنحها سمة جمالية خاصة، وذلك من خلال مرونة تشكيل الحروف والكلمات التي تتوفر به، مسهلة كتابتها مستديرة ومبسوطة ومعتدلة ومتساوية، بحسب ما يرتئيه الخطاط من ضرورات إبداعية وجمالية، حيث تتجلى فيه مهارة الخطاط الذي يتمكن من ضبط تلك الخصائص والمميزات، وذلك لكونه من أصعب أنواع الخط العربي، رغم جماليته.
إن اختيار أبو سرير للنص المأثور: «إِنَّ أَحْسَنَ الْحُسْنِ الْخُلُقُ الْحَسَنُ» هو اختيار ذو بعدين، بُعد جمالي يتعلق بما يريد الخطاط أن يبدو عليه شكل العمل، وبعد مضموني يتعلق بفحواه ورسالته الأخلاقية، فهو نص يمجد الخلق الحسن، ويصفه بأنه «أحسن الحُسْن» أي غاية ما يمكن أن يصل إليه الجمال، لأن حُسن الخلق سجية حميدة ومَنْقبَة فاضلة، تُصبغ على المتصف بها أُلفة لدى كل الناس، فطلاقة وجهه الدائمة ولطفه في معاملاته لغيره تكون بمثابة بطاقة دخول آمن إلى القلوب، وهي صفة تتفق كل الشرائع والأعراف على سموّها.
* ترابط معنوي
اشتغل أبو سرير على كتابة النص بشكل تناظري، ولكنه يختلف عن التناظر المعهود في معظم الأعمال الخطية المألوفة، حيث يخط الفنان نصه مرة واحدة مستفيداً من التكرار فيه، بينما عَمد أبو سرير إلى كتابة نصه مرتين، ليشكل من تكرار النص ذاته تناظره المنشود، فقد كتبه في الجزء الأيمن من اللوحة لجهة القراءة العربية المعهودة، وقابله بذاته وكأنه يعكسه في مرآة، بادئاً بكتابة «إن» بألف مائلة قليلاً وهمزة سادَة للفراغ في الأسفل ومشكلة لمحة جمالية زخرفية، ونون كجزء من قاعدة اللوحة، ثم كتب أعلى ذلك كلمة «أحسن» باستدارة متقنة لقاعدة حرف الحاء حتى تتناسق وتتساوى مع شكل النون الذي تشكل معه القاعدة، ثم كتب أعلى ذلك كلمة «الحُسن» بنفس استدارة قاعدة حرف الحاء السابق، وهو ما كرره مع خاء كلمة «الخلق» وحاء كلمة «الحَسن» الأخيرة التي جعلها في قمة اللوحة، وكأنه يريد - من خلال كتابته لأحرف الحاء والخاء الأولى من كلمات النص بنفس الشكل - أن يلفت الانتباه إلى ترابط وأحادية معنى الكلمات الواردة لمضمون هذا القول المأثور، فأحسن الحسن الخلق الحسن، والخلق الحسن هو أحسن الحسن، والخُلق حُسن في أبهى تجلياته، وقد عكس ذلك الترابط المعنوي من خلال ذلك التناظر المنفذ بشكل متقن، فبدت كل الحروف مساوية لتوائمها المناظرة لها، دون أن يغفل عن عمل بعض اللمسات الجمالية للحروف والكلمات، بتمييل بعضها وإطالة بعضها الآخر، مع ملء الفراغات بالحركات والشدّات وبعض الزخارف لزيادة مستوى الجمال الفني للعمل.
لقد أراد أبو سرير لعمله هذا أن يكون متكاملاً، بحيث يعكس شكله مضمونه، وهو ما وُفّق فيه من خلال ما سبق ذكره، بالإضافة إلى اختياره للون واحد لكتابة اللوحة، هو الأسود، ليؤكد بذلك وحدة المعنى وترابط الكلمات، وليضع المشاهد أمام عمل جمالي مميز.