في إنجاز علمي غير مسبوق، تمكنت مركبة الصعود للمسبار الصيني «تشانغ آه-6» من الإقلاع من سطح القمر، اليوم الثلاثاء، حاملة عينات تم جمعها من الجانب البعيد للقمر.
وأظهرت اللقطات التي نشرتها إدارة الفضاء الوطنية الصينية (CNSA) المسبار الصيني وهو يجمع العينات، وكذلك رفعه للعلم الصيني على الجانب البعيد للقمر.
واعتمدت المهمة طريقتين لأخذ عينات من القمر، بما في ذلك استخدام مثقاب لجمع عينات من تحت السطح بالإضافة إلى أخذ عينات من السطح بواسطة ذراع روبوتية، حيث جمعت بشكل آلي عينات متنوعة من مواقع مختلفة.
وأضافت الهيئة أن الحمولات المتعددة المثبتة على مركبة الهبوط، بما فيها كاميرا الهبوط والكاميرا البانورامية وكاشف بنية التربة القمرية ومحلل الطيف المعدني القمري، عملت بشكل جيد وقامت بالاستكشاف العلمي كما هو مخطط.
وقام كاشف بنية التربة القمرية بتحليل وتقييم بنية التربة القمرية تحت السطح في منطقة أخذ العينات، ما وفر مرجعاً للبيانات من أجل الحفر وأخذ العينات.
وبعد الانتهاء من أخذ العينات، رفرف العلم الوطني الصيني، الذي حملته مركبة الهبوط، لأول مرة على الجانب البعيد من القمر.
وأعلنت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا)، أن المسبار الصيني «تشانغ آه-6» انطلق من الجانب البعيد للقمر ليبدأ رحلة العودة إلى الأرض.
ومغادرة المسبار الناجحة للقمر تعني أن الصين أقرب إلى أن تصبح أول دولة تعيد عينات من الجانب الذي لا يمكن رؤيته من الأرض.
وأكمل المسبار، الذي غادر القمر الساعة (23:38 بتوقيت غرينتش)، بنجاح جمع العينات في الثاني والثالث من يونيو/ حزيران.
ويتابع العلماء في جميع أنحاء العالم عودة العينات القمرية إلى الأرض، ويأملون أن تساعد التربة التي جمعها المسبار على الإجابة عن أسئلة مثل نشأة النظام الشمسي.
وانطلق (تشانغ آه-6)، الذي سمي على اسم آلهة القمر الصينية الأسطورية، في الثالث من مايو/ أيار من جزيرة هاينان بجنوب الصين.
وهبط الأحد في موقع لم يسبق استكشافه في الجزء البعيد من القمر الذي لا يواجه الأرض.
ونجحت مهمة الفضاء الصينية السابقة (تشانغ آه-5) في جمع عينات من القمر من الجانب المواجه للأرض في ديسمبر/ كانون الأول 2020، وهو إنجاز أعاد تحفيز الجهود العالمية لإحضار عينات بعد فترة توقف طويلة دامت 44 عاماً.