طرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مبادرة ل «طي صفحة المأساة الأوكرانية» إذا سحبت كييف قواتها من أربعة أقاليم وتوقفت عن محاولات الانضمام إلى حلف الأطلسي، الأمر الذي رفضته أوكرانيا والولايات المتحدة وحلف الناتو.
وقال بوتين أمس الجمعة: إن بلاده لن تنهي الحرب في أوكرانيا إلا إذا تخلت كييف عن طموحاتها بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وتنازلت عن أربع مناطق ضمتها روسيا بعد استفتاءات لم يعترف بها (وهي دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوريجيا في شرق وجنوب أوكرانيا)، كما يجب ضمان حقوق وحريات ومصالح المواطنين الناطقين بالروسية في أوكرانيا بشكل كامل. وشروط بوتين تتعارض تماماً مع شروط أوكرانيا، وهو ما يعكس على ما يبدو ثقة موسكو المتزايدة في أن قواتها لها اليد العليا في الحرب.
وكرر بوتين مطلبه بنزع سلاح أوكرانيا، وقال: إن إنهاء العقوبات الغربية يجب أن يكون أيضاً جزءاً من اتفاق السلام. وأضاف «يجب أن تكون لأوروبا علاقات جيدة مع روسيا». وأكد بوتين أنه «آن الأوان لمناقشة المنظومة والضمانات الأمنية. لا بد من الحيلولة دون التدخل الخارجي. نريد إقامة منظومة أمنية جيدة. القوات الأجنبية لا مكان لها في أوراسيا. وقال مستشار الرئيس الأوكراني ميخايلو بودولياك لرويترز: إن شروط بوتين بمنزلة مقترح تعترف بموجبه أوكرانيا بالهزيمة وتتنازل عن سيادتها.
وقمة سويسرا، يسعى من خلالها الرئيس الأوكراني إلى إظهار الدعم الدولي لشروط كييف لإنهاء الحرب. ومن المتوقع أن تركز القمة، التي ستنعقد مطلع الأسبوع في سويسرا وسيحضرها ممثلون عن أكثر من 90 دولة ومنظمة، على موضوعات أخرى بخلاف القضايا الإقليمية، من بينها الأمن الغذائي والسلامة النووية في أوكرانيا. ويقول الكرملين: إن المؤتمر«لن يجدي نفعاً» دون وجود ممثلين عن روسيا، وأنه بدون مشاركة روسيا وبدون حوار صادق ومسؤول يستحيل التوصل إلى حل سلمي في أوكرانيا وبشأن الأمن الأوروبي بشكل عام.
و أكد وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن الجمعة في بروكسل، أنّ بوتين،لا يمكنه أن «يملي» شروط السلام، أو أن يملي على أوكرانيا ما يجب عليها فعله.
وقال مصدر دبلوماسي تركي الجمعة: إن وزير الخارجية هاكان فيدان سيبلغ قمة سويسرا بأن حضور كل من كييف وموسكو سيحقق نتائج أفضل. وقال أمين عام حلف «الناتو» ينس ستولتنبرغ: «إن شرط الرئيس الروسي لوقف إطلاق النار بانسحاب القوات الأوكرانية من المناطق الروسية الجديدة سيكون تحقيقاً لأهداف روسيا».
واتفق وزراء دفاع دول «الناتو» على خطة لتكليف الحلف بإدارة إمدادات الأسلحة لأوكرانيا، على أن يتم اتخاذ القرار النهائي خلال القمة المرتقبة في واشنطن الشهر المقبل.
(وكالات)