تعتبر القوانين والتشريعات جزءاً حيوياً من تنظيم أي قطاع في المجتمع، والقطاع الإعلامي ليس استثناء، حيث تلعب القوانين والتشريعات دوراً كبيراً في توجيه وتنظيم أداء وسائل الإعلام المختلفة، بما يضمن التوازن بين حرية التعبير والمسؤولية الاجتماعية.
وضعت دولة الإمارات مجموعة من التشريعات والسياسات والاستراتيجيات الخاصة بالقطاع الإعلامي، منذ قيام الدولة، وتطورت التشريعات وتغيرت نتيجة التقدم الكبير في الدولة والتغيرات الخارجية. وفي عام 2020، تم اعتماد الاستراتيجية الإعلامية للإمارات، وتضمنت مجموعة من التوجهات التي تعمل على تعزيز سمعة الدولة على الصعيد العالمي والإقليمي، وتعزيز الشراكة بين جميع المؤسسات الإعلامية في الدولة، والعمل على توفير بيئة إعلامية رقمية والتفاعل مع الجمهور.
وحددت الدولة نظاماً خاصاً للإعلام الإلكتروني، بإصدار قانون في سنة 2018، بهدف تنظيم أنشطة ودعم صناعة الإعلام الرقمي، نص على ضرورة الحصول على الترخيص في حالات عدة، كالنشاط المتعلق بالنشر الإلكتروني، وبيع المحتوى المرئي والمسموع والمقروء، والإعلانات الرقمية، والمواقع الإخبارية، وغيرها، خاصة أنه مع التطورات التكنولوجية السريعة، أصبح من الضروري تحديث القوانين والتشريعات الإعلامية لمواكبة هذه التغيرات، كتنظيم الإعلام الرقمي ومنصات التواصل الاجتماعي.
تلك الأنظمة والقوانين لها دور واضح وملموس في تنظيم العمل الإعلامي في الدولة، ما يسهم في تحقيق مكاسب كبيرة ونجاحات لافتة، واتباع أفضل الممارسات في العمل الاتصالي، لتصبح دولة الإمارات ضمن مصاف الدولة المتقدمة في قطاع الإعلام.
وثمة تنظيم من نوع آخر يستهدف مستخدمي تلك المنصات، عبر أسلوب القدوة ونموذج الشخصية الإماراتية على منصات التواصل الاجتماعي، فقد حدد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، الصفات الرئيسية التي لابدّ أن تتمتع بها الشخصية الإماراتية على مواقع التواصل، وهذا كان نموذجاً لمستخدمي تلك المنصات، وتضمنت تلك الصفات 10 نقاط هي: يجب أن تتحلى بأخلاق زايد في تفاعله مع المجتمع، وتعكس مستوى التقدم والثقافة الذي وصلت له الإمارات، وتبتعد عن السب والشتم، وتكون شخصية معتمدة على الإقناع، وتركز على الكلمات الطيبة في التفاعل مع الثقافات المختلفة، وتكون نافعة للمجتمع، وتندمج مع المجتمع العالمي بالتحدث بلغته وطرح قضاياه والتفاعل الإيجابي مع مستقبله، وتكون شخصية متقبلة للاختلاف وواثقة بنفسها، وتحرص على رسم الشخصية الإماراتية المتواضعة والمنفتحة على الشعوب الأخرى، وشخصية تعشق الإمارات وتضحي من أجلها، وهذا انعكس بشكل لافت على مستخدمي تلك القنوات، لتعكس تلك الممارسات مستوى النضج والوعي لدى تلك الفئات المستخدمة لتلك المنصات.