محمد بن حميد: المنتدى يقام في زمن باتت البيانات فيه أهم ثروات العصر
-------
سيناقش المنتدى أهمية البيانات لتحويل خطط التنمية الاجتماعية إلى واقع ملموس
-------
الشارقة: الخليج
تحت رعاية صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، تنظم دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية، «المنتدى الإقليمي للبيانات والتنمية المجتمعية»، الأول من نوعه في المنطقة الذي يتناول أهمية البيانات وتأثيرها في تحويل خطط التنمية الاجتماعية المستدامة إلى واقع ملموس.
وتقام النسخة الأولى من المنتدى يومي 9-10 أكتوبر المقبل في مركز الجواهر للمناسبات والمؤتمرات، بالتعاون مع اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الإسكوا)، والمركز الإحصائي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، إلى جانب عدد من الهيئات والمؤسسات الاتحادية والإقليمية والدولية.
الاستثمار في البيانات
وتنسجم أهداف المنتدى مع استراتيجيات دولة الإمارات في النهوض باقتصاد البيانات، إذ من المتوقع أن يصل حجم سوق مراكز البيانات في الإمارات إلى نحو 6.3 مليارات درهم في عام 2027، وإلى نحو 9 مليارات درهم عام 2028، كما احتلت الإمارات المرتبة التاسعة عالمياً في تقرير «مخزون البيانات المفتوحة «ODIN» لعام 2023 الذي تصدره منظمة البيانات المفتوحة، ويشمل 187 دولة حول العالم.
أهداف تخدم الحكومات
ويناقش المنتدى، بمشاركة وحضور صنّاع القرار من القطاعين الحكومي والخاص وخبراء الاقتصاد ومجتمع الأعمال ومراكز ومؤسسات البيانات الإحصائية اقليمياً وعالمياً، كيف يمكن للبيانات أن توظف الذكاء الصناعي في علاج الأمراض ورفع كفاءة القطاعات الطبية، ويبحث مستقبل التعليم في ظل خيارات مبتكرة، للاستفادة من ثروة البيانات، وما يمكن أن تحدثه التحليلات الدقيقة للمعلومات والأرقام من تغيرات على أنماط السكن والعمل والتنقل والتجارة وغيرها من القطاعات، كما يتناول الأدوار المؤثرة للمبرمجين ومؤسسات الإحصاء في تجاوز تحديات المجتمعات المعاصرة على كافة المستويات مثل؛ الكوارث الطبيعية، والأزمات الاقتصادية، والأوبئة، وغيرها من التحديات.
ويكشف المنتدى، أهمية البيانات في استحداث الخدمات والبنى التحتية، وتصويب قرارات من شأنها تعزيز الرفاه الاجتماعي، ويبين دورها المركزي في وضع الخطط لتطوير التجمعات الحضرية، كما يشكل المنتدى دليلاً للباحثين والأكاديميين للتعرف إلى آخر ما وصلت إليه علوم البيانات ومعارفها وتمنحهم أدوات البحث والتحليل، لاقتراح المناهج الأكاديمية التي ترسخ الحضور العلمي للبيانات وترتقي بدورها في عملية التنمية.
وفي الوقت نفسه يتيح لرواد الأعمال وأصحاب الشركات الصغيرة والكبيرة التعرف إلى التجارب الناجحة، لتوظيف البيانات في تعزيز تنافسية الأعمال ونجاحها واستدامتها، كما يقرب مفهوم البيانات للمجتمع المحلي ودورها في حياتهم اليومية، ويقدم المنتدى توصيات للحكومات والمؤسسات تساعدها على وضع الخطط والاستراتيجيات المستقبلية.
كفاءة الاعتماد على البيانات
وفي حديثه حول أهمية المنتدى، أكد الشيخ محمد بن حميد القاسمي، رئيس دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية أن الشارقة بتنظيم المنتدى تقدّم نموذجاً عالمياً لمسارات التنمية المجتمعية ودور البيانات في الوصول لتطلعاتها، مشيراً إلى أن البلدان التي تمتلك بيانات دقيقة حول راهن مجتمعاتها، هي البلدان القادرة على صناعة مستقبلها، والقادرة على تحديد مكانها على خريطة القوى الفاعلة والمؤثرة في الحضارة الإنسانية بكافة أبعادها الاقتصادية، والثقافية، والتنموية، والاجتماعية.
وقال:«إن أهمية المنتدى تأتي من واقع أنه الأول من نوعه في المنطقة، وأنه يقام في زمن باتت البيانات فيه أهم ثروات العصر وأداةً فعالة في دعم الاقتصاد وتعزيز مرونته وتطوير وتحديث قطاعاته، فاليوم تقاس كفاءة الخطط والاستراتيجيات الحكومية والخاصة بمقدار اعتمادها على البيانات وقدرتها على توظيفها».
وقال القاسمي:«بقدر ما يشكل المنتدى فرصة لمناقشة أهمية وقوة البيانات في صناعة القرار واستحداث خطط دقيقة للتنمية بصورة عامة والاجتماعية على وجه الخصوص، فإننا ننظر إليه في (إحصاء الشارقة) بوصفه دعوة لكل فرد ومؤسسة في المجتمع، ليكونوا شركاء في دعم مسار التنمية، والمساهمة في وضع مؤشرات يمكن الاعتماد عليها في اتخاذ قرارات تعزز من رفاه المجتمع، وتحسن جودة حياته، خاصة على مستوى التعليم، والرعاية الصحية، وأنماط الحياة المستدامة، وغيرها».