إعداد: محمد كمال
ربما أصبح من المألوف لدى الناخب الأمريكي ربط اسم هانتر بايدن نجل الرئيس الأمريكي بالمخدرات، في ظل خضوعه حالياً للمحاكمة، ولكنّ من الغريب أن يسعى المعسكر الجمهوري المنافس لربط اسم الرئيس الأمريكي نفسه بتعاطي أنواع من المواد المنشطة ترقى إلى المخدرات قد تساعده ليظهر أكثر حيوية خلال خطابات أو لقاءات وحتى استعداداً للمناظرة المرتقبة، خصوصاً بعد العثور على «كوكايين» في البيت الأبيض وفق صحيفة واشنطن بوست.
وفي الوقت الذي يرد المعسكر الديمقراطي على هذه المزاعم بأنها لا تتخطى نظريات المؤامرة خصوصاً مع عدم وجود دليل، وأنها محاولة للتشويش على أي حضور قوي متوقع للرئيس بايدن خلال المناظرة التاريخية الخميس فقد استدل بعض متحدثي المعسكر الجمهوري ومن بينهم ترامب نفسه، ببعض المواقف التي ظهر عليها بايدن حيوياً على غير عادته ومنها أثناء إلقاء خطاب حالة الاتحاد في شهر مارس/آذار الماضي.
- مطالبة بإجراء تحليل
خلال مقابلة على شبكة فوكس بيزنس، اتهم النائب الجمهوري عن ولاية نورث كارولاينا جريج ميرفي الرئيس بايدن بأنه يتناول شيئاً ما لتحسين أدائه، بل قل:«لا بد أنه تعاطى شيئاً قبل خطابه عن حالة الاتحاد في مارس.. أعطوه شيئًا»، في إشارة إلى مواد مخدرة، ثم قال إنه يمكنه تقديم دليل للإعلامية بالشبكة نفسها ماريا سارا بارتيرومو، لكنه لم يفعل رغم مرور نحو 40 يوماً على المقابلة.
ورغم ذلك واصل ترامب وبعض حلفائه الإعلاميين والنواب الترويج للنظرية ذاتها على نحو لافت للنظر، وفي بعض الأحيان استعان بأطباء، لدرجة انتشار هذه المزاعم بين قطاعات عريضة من أعضاء الحزب الجمهوري. وخرجت عن نطاق الهمسات والتعليقات العابرة إلى حد الاتهامات الطبية المباشرة.
وقال الإعلامي بقناة فوكس نيوز، جيسي واترز، بعد خطاب بايدن الحيوي في مارس/ آذار:« أنا لست طبيباً، لكنهم يقدمون له شيئاً.. وعلى بايدن أن يتبول في كوب»، في إشارة إلى ضرورة إجراء تحليل للرئيس الأمريكي باعتبارها قضية أمن قومي في الولايات المتحدة.
- كوكايين في البيت الأبيض
ترامب نفسه خرج لاحقاً ليتّهم بايدن بتعاطي «الكوكايين» الذي تم العثور عليه في البيت الأبيض مرة واحدة العام الماضي، ودفع من أجل إجراء اختبار المخدرات قبل المناظرة المرتقبة. وقال ترامب إن بايدن «كان منتشياً بالكامل».
ولكن لم يمر شهر آخر - بعد الإعلان عن المناظرة الأولى حتى بدأت المزاعم في الترسخ، واستطرد ترامب في الاستشهاد بها مرارًا وتكرارًا، وبلغت ذروتها بتعليقه يوم السبت حول حصول بايدن على «حقنة» قبل وقت قصير من المناظرة. وقال أمام تجمع حاشد في فيلادلفيا:«سيخرج بكامل قوته، أليس كذلك؟»، في تلميح لاستخدام بايدن مواد مخدرة.
وبالتزامن مع ذلك فإن مذيع قناة فوكس نيوز شون هانيتي قال تعبير «مُدمن» أكثر من اثنتي عشرة مرة هذا الشهر، وفقاً لصحيفة واشنطن بوست، وغالباً ما يفترض أن بايدن ربما كان أو سيكون تحت تأثير الكافيين، فيما وصف رئيس مجلس النواب السابق الجمهوري نيوت جينجريتش بايدن بأنه «مدعوم بالمخدرات».
- الطبيب الخاص للرئيس
الاتهامات الأبرز جاءت على لسان روني جاكسون وهو طبيب البيت الأبيض خلال فترات باراك أوباما ودونالد ترامب، عندما استضافته الإعلامية المشهورة بتبنّي نظريات المؤامرة ماريا بارتيرومو عبر قناة فوكس نيوز، ليقوم باستعراض الأدوية المختلفة التي قد يتناولها بايدن ولا تتناسب مع الوصفة المعتمدة، ووصفها بأنها «قضية أمن قومي».
أما ماريانيت ميلر ميكس وهي طبيبة وسياسية جمهورية، من ولاية أيوا فقد قالت إن زملاءها أشاروا إلى احتمال تناول بايدن عقار «الريتالين أو المنشطات»، وألمحت إلى أنه في المناظرة الأولى، سيحصل على شيء ما. والريتالين مادة منشطة ومخدرة محظورة قد تؤدي إلى فرط نشاط مفاجئ يميل إلى السلوك الذهاني ولكن له مخاطر صحية أخرى كثيرة.