عادي

غموض سياسي متعدد الجبهات يخيم على قمة الناتو بواشنطن

00:01 صباحا
قراءة 4 دقائق

واشنطن - أ ف ب

يلتقي قادة دول حلف شمال الأطلسي، الثلاثاء، في واشنطن في قمة تهدف إلى تأكيد الدعم لأوكرانيا، والمعارضة لروسيا، ويُتوقع أن تطغى عليها جهود الرئيس الأمريكي جو بايدن من أجل البقاء السياسي.

ويحاول بايدن البالغ81 عاماً طمأنة الحلفاء، خلال الاجتماع المستمر حتى، الخميس، بمناسبة الذكرى ال75 لتأسيس الحلف، حيال القيادة الأمريكية وقدرته الشخصية على البقاء في الحكم، وسط تزايد الدعوات التي تطالبه بالانسحاب من السباق الانتخابي.

حتى الآن، قاوم المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأمريكية الضغوط التي يمارسها عليه، حتى بعض من أعضاء حزبه، وذلك بعد مناظرة كان أداؤه فيها كارثياً في مواجهة دونالد ترامب الشهر الماضي، وأثار تساؤلات حول قدرته العقلية والجسدية على البقاء في البيت الأبيض لولاية ثانية.

وقال بايدن في مقابلة بُثت الاثنين «حلفاؤنا يتطلّعون إلى القيادة الأمريكية»، مضيفاً: «من برأيكم يمكنه أن يتدخل في هذه الحالة ويفعل ذلك؟ أنا وسّعت حلف شمال الأطلسي. أنا عززت حلف شمال الأطلسي». ويبدو القادة الآخرون توّاقين للالتفاف حول مضيفهم، وشدّد المستشار الألماني أولاف شولتس لدى مغادرته برلين الثلاثاء، على أنه «غير قلق» إزاء الوضع الصحي لبايدن.

لكن في ظلّ الشكوك المحيطة بقدرة بايدن على الحكم، تدرس الدول الأخرى في التحالف المؤلف من 32 عضواً بقلق احتمال عودة ترامب المحتملة إلى البيت الأبيض.

وخلال حملته الانتخابية، هدّد الرئيس السابق بالقضاء على مبدأ الدفاع عن النفس، بموجب المادة الخامسة من معاهدة إنشاء الحلف، والتي تنص على أن أي هجوم تتعرض له دولة عضو يُعتبر هجوماً على جميع الأعضاء. لكن السياسة الأمريكية لن تكون وحدها محطّ الاهتمام في القمّة.

فالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيشارك في الاجتماع، في حين يواجه صعوبات في تشكيل حكومة بعد انتخابات تشريعية لم يحصل أي معسكر فيها على الغالبية، فيما يشكّل حضور رئيس الوزراء البريطاني الجديد كير ستارمر أول رحلة دولية له منذ تسلّمه منصبه الأسبوع الماضي، في وقت يصل رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، بعد أيام من اجتماع مثير للجدل عقده مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

- دفاعات جوية لأوكرانيا

وبينما يصارعون حقل ألغام السياسة الأمريكية، سيتعيّن على قادة الناتو أن يظهروا أنهم لم يصرفوا انتباههم عن أوكرانيا.

وسيحلّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ضيفاً، وهو أعلن الثلاثاء في بيان بالفيديو، أنه وصل إلى واشنطن للمشاركة في القمة، وقال: «نحن نفعل وسنفعل دوماً كل شيء لجعل الروس يخسرون»، مشيراً إلى أنه سيطلب من الحلفاء المزيد من أنظمة الدفاع الجوي والطائرات المقاتلة وضمانات أمنية إضافية.

وكان تجلّى ضعف قواته أمام ضربات روسية هزت الاثنين عدة مدن أوكرانية.

وفي تصريح لشبكة «سي إن إن»، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي، إن قادة الحلف سيكونون موحدين فيما يتعلّق بمواصلة تزويد أوكرانيا بقدرات دفاعية.وأضاف: «علينا أن نحرص على امتلاكهم وسائل أفضل، ومزيداً منها للدفاع عن أنفسهم».

من جهته، قال الكرملين إنه يتابع القمة باهتمام بالغ. واللهجة التي ستسود المحادثات. ويتوقع أن يكون الوعد بتقديم المزيد من الأسلحة أكبر انتصار يحصل عليه الرئيس الأوكراني، في وقت تسعى قواته بصعوبة للحفاظ على مواقعها.

ووسط قلقهما من جر الحلف إلى حرب مع روسيا، سدّت الولايات المتحدة وألمانيا الطريق على أي حديث عن منح أوكرانيا دعوة واضحة، للانضمام إلى التكتّل الدفاعي.لكن دبلوماسيين يقولون، إن طريق كييف إلى العضوية النهائية في إعلان القمة قد يوصف بأنه «لا رجعة فيه»، قائلين إن كييف «على جسر» الانضمام.

ويُتوقع أن يتعهد الحلف بمواصلة دعم أوكرانيا بالوتيرة نفسها المعتمدة منذ بدء الحرب، أي بما قدره 40 مليار يورو سنوياً، لعام إضافي على الأقلّ. وسيتفقون كذلك على تعزيز دور الحلف، في تنسيق عمليات تسليم أسلحة لأوكرانيا، في خطوة تهدف للمساهمة في حماية الإمدادات بمعزل عن أي تغييرات سياسية في واشنطن في حال فوز ترامب بالرئاسة.

وفي حين يعتبر حلف شمال الأطلسي روسيا أكبر تهديد له، يولي التكتل اهتماماً أكبر للتحدي الذي تشكّله الصين، ويتّهم بكين بأداء دور أساسي على صعيد الإبقاء على قدرات موسكو الحربية من خلال إمداد قوات الكرملين بالتقنيات التي يحتاج إليها.

وطلبت السويد من الحلف تعزيز الجهود في ملف الصين، لضمان دعم الولايات المتحدة، حيث يوجّه المرشّح الجمهوري للرئاسة انتقادات للتكتل على هذا الصعيد.

وقال وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم: «إذا أردنا أن ينظر شريكنا في أمور نعتبرها مشكلة، فعلينا أن نبدي التزاماً إزاء مشاكله»، معتبراً أن التهديد الصيني يثير قلقاً أكبر لدى الأمريكيين ما يثيره التهديد الروسي.وسيحضر قادة أستراليا واليابان ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية إلى واشنطن لتعزيز الروابط مع التحالف.

وندّدت وزارة الخارجية الصينية بحملة «تشويه وهجمات» ضد بكين يقودها حلف شمال الأطلسي، وقالت، إن التكتل يبحث عن ذريعة لتوسيع نطاق نفوذه في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4dbxuza8

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"