«الخليج» - وكالات
تتزايد المخاوف السبت، من اشتعال الوضع في الشرق الأوسط، حيث عززت الولايات المتحدة وجودها العسكري، بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران في عملية نسبت إلى إسرائيل واغتيال القيادي البارز في حزب الله فؤاد شكر في ضربة إسرائيلية قرب بيروت، وسط توعّد إيران وفصائل أخرى بالرد.
وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية الجمعة، أنه على ضوء «احتمال التصعيد الإقليمي من جانب إيران»، أمر وزير الدفاع لويد أوستن «بإدخال تعديلات على الموقف العسكري الأمريكي بهدف تحسين حماية القوات الأمريكية، وزيادة الدعم للدفاع عن إسرائيل، وضمان استعداد الولايات المتّحدة للردّ على شتّى الحالات الطارئة».
وأعلن البنتاغون أن الولايات المتحدة ستنشر المزيد من السفن الحربية التي «تحمل صواريخ بالستية دفاعية» و«سرباً إضافياً من الطائرات الحربية» لتعزيز وجودها العسكري في المنطقة.
ووري هنية الثرى الجمعة، في مقبرة في مدينة لوسيل شمال الدوحة، بعدما شارك الآلاف في الصلاة عليه في العاصمة القطرية، حيث كان يقيم في المنفى.
واتهمت إيران وحماس وحزب الله إسرائيل باغتياله، بعد ساعات على الضربة الإسرائيلية التي أسفرت عن قتل فؤاد شكر المسؤول عن إدارة عمليات حزب الله في جنوب لبنان، في معقل الحزب بضاحية بيروت الجنوبية.
- «مقذوف قصير المدى»
وأعلن الحرس الثوري الإيراني في بيان السبت أن هنية قتل بواسطة «مقذوف قصير المدى» أطلق على مقر إقامته.
وذكر الحرس الثوري في البيان الذي نشرته وكالة «إرنا» الرسمية أنه «بحسب التحقيقات، فإن هذه العملية نفذت بمقذوف قصير المدى يزن رأسه نحو 7 كجم أطلق من خارج مكان إيواء المدعوين»، متسبباً في «انفجار قوي».
وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية ذكرت أن الانفجار نتج عن عبوة زُرعت في غرفة هنية قبل أشهر، الأمر الذي نفاه بشدة الإعلام الإيراني، وتوعّدت إيران وحزب الله ب «الثأر».
- ضربات في «عمق» إسرائيل
وتوقّعت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة السبت، أن يردّ حزب الله بضربات «في عمق» إسرائيل و«لا يكتفي بأهداف عسكرية».
ونقلت وكالة «إرنا» الرسمية عن البعثة قولها: إن «حزب الله وإسرائيل كانا يلزمان خطوطاً تجاوزها الهجوم» الثلاثاء.
ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة بالسابع من أكتوبر/ تشرين الأول يتبادل حزب الله والجيش الإسرائيلي إطلاق نار بشكل يومي عبر حدود لبنان الجنوبية.
وبحسب وسائل الإعلام الإيرانية، كان هنية «في إحدى الإقامات المخصصة لقدامى المحاربين في شمال طهران عندما استهدف بمقذوف جوي» بعد حضوره حفل تنصيب الرئيس الإيراني.
غير أن الجيش الإسرائيلي أكد أن الضربة الوحيدة التي نفذها في تلك الليلة في الشرق الأوسط كانت الضربة التي أودت بفؤاد شكر وحارسه الشخصي وخمسة مدنيين.
وكتبت صحيفة «كيهان» الإيرانية المتشدّدة السبت أن تل أبيب وحيفا «بين الأهداف»، متوقعة «خسائر بشرية أليمة».
وبحسب مصدر في حزب الله، فإن إيران وحزب الله يبحثان احتمالين للردّ على إسرائيل، ما بين «الردّ بالتوازي، بمعنى أن تقصف إيران وحزب الله والحوثيون أهدافاً إسرائيلية في الوقت ذاته، أو أن يرد كلّ طرف بمفرده إنما بشكل منسّق».
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل في حال جهوزية «عالية» من الاستعدادات لأي سيناريو كان «سواء دفاعي أو هجومي».
وشنت طهران في 13 إبريل/ نيسان هجوماً غير مسبوق بالمسيرات والصواريخ على إسرائيل رداً على ضربة استهدفت القنصلية الإيرانية في دمشق في الأول من إبريل/ نيسان، ونسبت إلى إسرائيل، لكن تم اعتراض معظم الصواريخ والمسيرات من جانب إسرائيل والقوات الأمريكية والحليفة المنتشرة في المنطقة، ولم يسجّل سقوط ضحايا.
- لبنان في حال تأهب
في هذا الوقت، أعلنت السويد السبت، إغلاق سفارتها في بيروت بعدما نصحت الآلاف من رعاياها بمغادرة البلد.
وفي مؤشر إلى تزايد المخاوف، تنتشر شائعات في لبنان عن إلغاء رحلات إلى بيروت، وهو ما نفاه الطيران المدني، لكن شركتي «إير فرانس» و«ترانسافيا فرانس» مددتا تعليق رحلاتهما إلى بيروت حتى 6 آب / أغسطس على الأقل «بسبب الوضع الأمني».
وأعلنت الخطوط الجوية الكويتية السبت تعليق رحلاتها من بيروت وإليها، اعتباراً من الاثنين المقبل إلى أجل غير مسمّى.
ودعت فرنسا رعاياها الذين يزورون إيران إلى المغادرة «في أسرع وقت».
على الأرض، أفاد مصدر أمني لبناني بمقتل عنصر في حزب الله في «غارة إسرائيلية» بواسطة «طائرة مسيّرة» في جنوب لبنان السبت. ونعى حزب الله المقاتل علي نزيه عبد علي الذي «ارتقى شهيداً على طريق القدس».
كما تبنّى الحزب هجومين على مواقع إسرائيلية قرب الحدود اليوم.
- غزة تحت قصف متواصل
في قطاع غزة، يواصل الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية، وقتلت امرأة وطفلها خلال الليل في قصف إسرائيلي على منزل في مخيم البريج بوسط القطاع المحاصر والمدمّر جراء نحو عشرة شهور من الحرب.
وأعلن الجيش أنه «يواصل تفكيك البنى التحتية» في وسط قطاع غزة وفي منطقة رفح (جنوب).
في الضفة الغربية، قتل خمسة أشخاص في ضربة إسرائيلية، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» ومدير مستشفى وشاهد، وقال الجيش الإسرائيلي، إنه استهدف «خلية» مسلحة في محافظة طولكرم.
وقال مدير مستشفى ثابت الحكومي في طولكرم في بيان: «وصل 5 قتلى إلى المستشفى إثر غارة شنتها مسيرات إسرائيلية على مركبة فلسطينية قرب قرية زيتا».
وأوردت وكالة «وفا» أن «طائرة إسرائيلية مسيرة قصفت بصاروخين مركبة كان يستقلها خمسة شبان، ما أدى إلى مقتلهم، واشتعال المركبة بشكل كامل بمن فيها».
وقال ناطق باسم الجيش الإسرائيلي لوكالة فرانس برس، إنه «قصف سيارة تقلّ خمسة أشخاص كانوا على وشك تنفيذ هجوم».