انتشرت المخاوف بشأن الركود الاقتصادي في أمريكا، أمس الاثنين، في جميع أنحاء العالم، حيث شهدت عمليات بيع واسعة، بما فيها الأسواق الآسيوية، أدت إلى تراجع مؤشر نيكاي 225 الياباني بأكثر من 12% في أكبر خسارة يومية له منذ الأثنين الأسود في عام 1987. كما انعكست هذه المخاوف على الأسواق الأوروبية التي تراجعت 3.5% أيضاً.
وكانت المخاوف من الركود الاقتصادي الأمريكي هي السبب الرئيسي لانهيار السوق العالمية منذ يوم الجمعة الماضي، بعد تقرير الوظائف المخيب للآمال. ويشعر المستثمرون بالقلق أيضًا من تخلف بنك الاحتياطي الفيدرالي عن خفض أسعار الفائدة لتعزيز التباطؤ الاقتصادي، مع اختيار البنك المركزي بدلاً من ذلك إبقاء أسعار الفائدة عند أعلى مستوياتها منذ عقدين في الأسبوع الماضي.
وانخفض مؤشر داو جونز الصناعي 950 نقطة أو 2.42%. وخسر مؤشر ناسداك المركب 3.59%، وتراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 2.87%.
وسجل النشاط الاقتصادي في أمريكا نمواً في يوليو، حيث بلغ مؤشر مديري المشتريات التابع لـ «ستاندرد آند بورز جلوبال» 54.3 نقطة، بأقل من التوقعات عند 55 نقطة.
- «مقياس الخوف»
وارتفع «مقياس الخوف» في وول ستريت - مؤشر CBOE للتقلب ليصل إلى أعلى مستوى أعلى مستوى منذ 2020.
وقادت أسهم «العمالقة السبع» الانخفاض الأوسع في السوق. وانخفضت أسهم شركة رقائق الذكاء الاصطناعي «انفيديا» 7.72%. وتراجعت أسهم «أبل» 5.58%، بعد إعلان شركة بيركشاير هاثاواي السبت أنها خفضت حصتها في شركة أبل بنسبة 50% تقريباً كجزء من موجة بيع ضخمة في الربع الثاني.
وتراجعت أسهم «ميتا» 3.89% و «أمازون» 5.05% و«ألفابت» 3.35% و«مايكروسوفت» 3.03% و«تيسلا» 4.94%.
ويوم الجمعة، سجل مؤشر ناسداك الأسبوع الثالث على التوالي من الخسائر، ما أدى إلى انخفاض مؤشر التكنولوجيا الثقيل بأكثر من 10% من المستوى القياسي الذي سجله الشهر الماضي. كما سجل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 أسبوعه الخاسر الثالث على التوالي، بانخفاض 2% خلال الأسبوع. وحتى مؤشر داو جونز الصناعي، الذي كان متفوقاً في الأداء، قطع سلسلة مكاسب استمرت أربعة أسابيع، وانخفض بنسبة 2%.
وأشار رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو أوستان جولسبي لـ «سي إن بي سي»، إلى أن «أسعار الفائدة عند مستواها الحالي قد تكون مقيدة للغاية».
وأضاف جولسبي أنه «إذا تدهورت الظروف الاقتصادية بشكل كبير، فسوف يقوم البنك المركزي بإصلاحها».
- عائد سندات الخزانة الأمريكية
أصبح العائد على السندات الأمريكية لأجل عامين أقل من العائد على السندات لأجل 10 سنوات للمرة الأولى منذ يوليو 2022 حيث دفعت المخاوف من الانكماش الاقتصادي المتداولين إلى المراهنة على تيسير حاد للسياسة النقدية من قبل الاحتياطي الفيدرالي.
ويعد هذا معلماً رئيسياً لسوق سندات الخزانة، حيث كانت العائدات قصيرة الأجل أعلى من العائدات طويلة الأجل، ما أدى إلى خلق منحنى عائد مقلوب في معظم الأوقات منذ أن بدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي سلسلة من 11 زيادة في أسعار الفائدة بلغ مجموعها أكثر من خمس نقاط مئوية في مارس 2022.
وتأتي هذه الخطوة في الوقت الذي يراهن فيه المستثمرون على أن الاحتياطي الفيدرالي والبنوك المركزية الأخرى سوف تتحول بشكل أكثر عدوانية إلى خفض أسعار الفائدة وسط مخاوف متزايدة من تعثر النمو الاقتصادي بوتيرة أسرع مما كان متوقعاً قبل أسابيع فقط. وقد أدى ذلك إلى واحد من أقوى الارتفاعات في سوق السندات منذ اندلاع المخاوف من أزمة مصرفية في مارس 2023.
وقال جيمس أثي، مدير المحفظة في شركة مارلبورو لإدارة الاستثمارات، إن تغيير منحنى العائد قد يعني أن الاقتصاد الأمريكي دخل في حالة من الركود.
وانخفض العائد على السندات لأجل عامين بما يصل إلى 23 نقطة أساس إلى 3.65% يوم الاثنين، في حين تم تداول سعر الفائدة لمدة 10 سنوات عند 3.68%. وتجاوزت سندات السنتين سندات العشر سنوات بما يصل إلى 111 نقطة أساس في مارس 2023، وهو أكبر انعكاس منذ أوائل الثمانينات، وفقًا للبيانات التي جمعتها «بلومبيرغ».
هل «وول ستريت» في منطقة تصحيح؟ وهل أمريكا في ركود؟
انخفضت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية في وقت مبكر من يوم الاثنين بعد أسبوع متقلب لوول ستريت، حيث انخفض مؤشر ناسداك المركب إلى منطقة التصحيح. وانخفضت العقود الآجلة لمؤشر داو جونز الصناعي بنحو 600 نقطة، أو 1.5٪. انخفضت العقود الآجلة لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 والعقود الآجلة لمؤشر ناسداك 100 بنسبة 2.8٪ و 4.9٪ على التوالي.
مخاوف الركود تتفشى في آسيا.. و«نيكاي» الياباني يهوي 12.5%
قادت طوكيو انهيارا في أسواق الأسهم الآسيوية يوم الاثنين، بينما سجل الين أعلى مستوى في ستة أشهر بعد أن أثارت بيانات الوظائف الأمريكية الضعيفة مخاوف من ركود في أكبر اقتصاد في العالم وعززت الرهانات على عدة تخفيضات في أسعار الفائدة من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي.
موجة الهبوط تمحو ربع تريليون دولار من قيمة العملات المشفرة
هبطت القيمة الإجمالية للعملات المشفرة بنحو 270 مليار دولار، إثر انخفاض «بيتكوين» بنسبة 13٪ إلى 51560 دولارا في أكبر هبوط يومي لها منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2022 وأدنى مستوى لها منذ فبراير/ شباط. وانخفضت عملة الإيثريوم «إيثر» بنسبة 21٪ إلى أدنى مستوى لها منذ منتصف يناير كانون الثاني عند 2277 دولارا.