عادي
تحليل تاريخي لفترات حكم الرؤساء الأمريكيين في 3 عقود

ديمقراطي أم جمهوري في البيت الأبيض.. أيهما أفضل للأسواق ؟

00:31 صباحا
قراءة 7 دقائق
الانتخابات الأمريكية

تميل أسـواق الأسهم إلى تحقيق أداء أفضل في العام الأول الذي يلي رئاسة الديمقراطيين للبلاد، حيث حققت مؤشرات مثل مؤشر راسل 2000 وناسداك مكاسب أقوى. وقد شهدت فترات الرئاسة أداءً متبايناً، حيث استفادت بعض القطاعات مثل الطاقة والصناعات من إلغاء القيود التنظيمية.

وغالباً ما يحقق الذهب أداءً جيداً بغض النظر عن حزب الرئيس، ولكن لوحظت قمم كبيرة خلال فترات الرئاسة الجمهورية بسبب عدم اليقين الاقتصادي والتوترات الجيوسياسية. تشهد فترات الرئاسة الديمقراطية عموماً استقـــراراً أو انخفاضـاً في أسعار الذهب مع تحسن الاستقرار الاقتصادي. 

أما بالنسبة لأسواق النفط، فالأداء المتباين هو أمر معتاد، ولكن عادةً ما نشهد ارتفاعات أكثر أهمية في ظل الرئاسات الجمهورية بسبب السياسات الداعمة لقطاعات الوقود الأحفوري. فيما قد تركـز سياسات الديمقراطيين بشكل أكبر على الطاقة المتجددة، مما يؤدي إلى استقرار واعتدال في الأرباح.

إلى ذلك، تظـل أسواق السندات مستقرة بشكل عام في ظل كلا الحزبين. ولا تُظهر مكاسب ثابتــة أو خسائر مرتبطة مباشرة بحزب الرئيس. ويؤثر الطلب في الأصول الآمنة والسياسات الاقتصادية بشكل كبير على الأداء.


توقعات 2025 تحت قيادة الديمقراطيين والجمهوريين

استناداً إلى خلفية الاقتصاد الكلي الحالية والنتائج التاريخية، هذا ما يمكن أن نتوقعه في عام 2025 بعد فوز رئيس ديمقراطي أو جمهوري بالرئاسة في نوفمبر 2024:

في حال فوز رئيس ديمقراطي

  • الأسهم: من المتوقع تحقيق أداء إيجابي. تاريخياً، تميل أسواق الأسهم إلى الأداء الجيد في السنة الأولى لرئاسة ديمقراطية. غالباً ما تُظهر المؤشرات الرئيسية مثل راسل 2000 وناسداك مكاسب أقوى. بالنظر إلى المستويات المرتفعة الحالية لمؤشرات مثل ناسداك وإس آند بي، يمكن توقع استمرار الأداء الإيجابي، خاصة إذا تم تنفيذ إجراءات تحفيز مالي.
     
  • الذهب: قد تستقر أسعار الذهب أو تنخفض قليلاً. في ظل وجود رئيس ديمقراطي، فقد يؤدي تحسن الاستقرار وتراجع مخاوف التضخم إلى انخفاض الطلب على الذهب. حيث يتجه الذهب إلى الذروة خلال أوقات عدم الاستقرار الاقتصادي، والتي قد لا تكون واضحة بشكل كبير تحت القيادة الديمقراطية.
     
  • النفط الخام: أداء معتدل. قد يشهد النفط الخام مكاسب مستقرة إلى معتدلة. علـــى الرغــــــم من أن السياســـات الديمقراطيـــة قـــد تركـــز علـــى الطاقـــة المتجددة، إلا أن الطلـــب قصــير الأجـــل على النفـــط مدفوعـــاً بالتعافـــي الاقتصادي يمكـــن أن يجعل الأسعار مستقرة أو أعلى قليلاً.
     
  • سندات الخزانة الأمريكية: قد تشهد سندات الخزانة الأمريكية عوائد مستقرة. غالباً ما تتبع الرئاسات الديمقراطيــــة سياســات تحافــــظ على الاستقــــرار الاقتصادي، مما قد يؤدي إلى تغييرات طفيفة في أسعار الفائدة وأداء متوازن في أسواق السنــدات.

في حال فوز رئيس جمهوري

  • الأسهم: من المتوقع أن تشهد أسواق الأسهم أداءً متبايناً. حيث قد تستفيد بعض القطاعات، ولا سيما الطاقــة والصناعة، من تخفيف القيود وتطبيق سياسات داعمة للأعمال. 
    ومع ذلك، نظـــراً للتقييمــــات المرتفعــة الحالية، قد تزداد التقلبات مع تحول المستثمرين إلى الحذر.
     
  • الذهب: شهد الذهب، تاريخياً، أداءً إيجابياً خلال فتــــرات الرئاسات الجمهورية، خاصـــة فـي أوقات عـــدم الاستقرار الاقتصـادي أو التـوتر الجيوسياسي. 
    وفي حال زادت حالة عدم الاستقرار في السوق، فقد يرتفع سعـــر الذهـــب باعتباره ملاذاً آمناً.
     
  • النفط الخام: من المتوقع أن يشهد خام غرب تكساس الوسيط مكاسب كبيرة. وغالباً ما تفضل السياسات الجمهورية صناعة الوقود الأحفوري، مما يؤدي إلى زيادة الإنتاج وربما ارتفاع الأسعار مدفوعاً بتخفيف القيود ودعم إنتاج النفط المحلي.
     
  • سندات الخزانة الأمريكية: قد تشهد سندات الخزانة الأمريكية أداءً متبايناً. ففي حين قـد يزيد الطلب على الأصول الآمنة، مما يؤدي إلـى استقـــرار أو انخفـاض طفيف فـي العوائد، فـإن السياسـات الاقتصاديـة الداعمة للنمو قد تؤدي أيضاً إلـى ارتفاع معـــدل الفائــدة المحايــــد، مما قد يضغط على سندات الخزانة طويلة الأجل.

الرؤساء الديمقراطيون
 

بيل كلينتون

الصورة
1

الفترة الأولى 1993 والثانية 1997

  • السياق الاقتصادي: شهدت أوائل التسعينيات نهاية الركود الاقتصادي، تلتها فترة من النمو الاقتصادي القوي. وغالباً ما ترتبط فترة رئاسة كلينتون بالانضباط المالي والازدهار التكنولوجي والعولمة.
     
  • الأسهم: استفادت من الانتعاش الاقتصادي القوي، والتقدم التكنولوجي، وارتفاع ثقة المستهلكين. وبحلول عام 1997، شهدت سوق الأسهم أداءً أقوى، حيث ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز بنحو 33%.
     
  • الذهب: بينما ارتفعت أسعار الذهب بنسبة 17.64% في عام 1993 بسبب الآثار المتبقية من الركود الذي شهدته أوائل التسعينيات، والمخاوف من استقرار العملة، والمخاوف من التضخم، انخفضت أسعار الذهب في عام 1997 بنسبة 21.48% مدفوعة بقوة الدولار الأمريكي، وتراجع المخاوف من التضخم، والنمو الاقتصادي القوي.
     
  • النفط الخام: انخفضت أسعار نفط خام غرب تكساس الوسيط في عام 1993 نتيجة زيادة الإنتاج من الدول غير الأعضاء في منظمة الأوبك، وتباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، والاستقرار الجيوسياسي النسبي في الشرق الأوسط. كما شهد عام 1997، المزيد من انخفاض الأسعار الناجم عن الأزمة المالية الآسيوية التي أدت إلى انخفاض الطلب، وزيادة إنتاج النفط العالمي، وعودة العراق إلى سوق النفط، مما أدى إلى زيادة العرض.
     
  • سندات الخزانة الأمريكية: شهدت ارتفاعاً مدعوماً بالسياسة النقدية التيسيرية التي انتهجها مجلس الاحتياطي الفيدرالي من خلال خفض أسعار الفائدة لدعم الانتعاش الاقتصادي في عام 1993، واتباع نهج حذر مع تعديلات طفيفة في معدلات الفائدة للحفاظ على النمو والسيطرة على التضخم في عام 1997.

باراك أوباما 

الصورة
1

الفترة الأولى 2009 والثانية 2013

  • السياق الاقتصادي: ورث أوباما الأزمة المالية الكبرى، مما أدى إلى تحديات اقتصادية كبيرة. نفذت إدارته تدابير تحفيزية وإصلاحات مالية لتحقيق الاستقرار في الاقتصاد.
     
  • الأسهم: شهدت أسواق الأسهم انتعاشاً قوياً بعد الركود الاقتصادي، مدفوعاً بتدابير التحفيز الاقتصادي وارتفاع ثقة المستثمرين. في عام 2013، حققت الأسواق أداءً متميزاً، حيث بلغت المؤشرات الرئيسية مستويات قياسية جديدة. 
    سجل كل من مؤشر ستاندرد آند بورز 500 ومؤشر داو جونز الصناعي مكاسب كبيرة بفضل استمرار التعافي الاقتصادي، ونمو أرباح الشركات، وسياسات نقدية داعمة من البنوك المركزية، لا سيما برنامج التيسير الكمي الذي تبناه الاحتياطي الفيدرالي.
     
  • الذهب: ارتفعت أسعار الذهب بشكل ملحوظ في عام 2009 مع تحول المستثمرين إلى الأصول الآمنة وسط حالة عدم اليقين الاقتصادي التي سادت خلال الأزمة المالية العالمية. ومع ذلك، شهدت الأسعار انخفاضاً بعد إعادة انتخاب الرئيس أوباما في عام 2012، بالتزامن مع بدء تعافي الاقتصاد العالمي، تراجع مخاوف التضخم، وبــدء الاحتياطــي الفيدرالي في تقليص إجراءات التحفيز.
     
  • النفط الخام: شهدت أسعار النفط الخام ارتفاعاً كبيراً لتصل إلى نحو 82 دولاراً للبرميل في عام 2009، تعافياً من الانخفاض الحاد خلال الأزمة المالية، مدعومة بالانتعاش الاقتصادي وزيادة الطلب. حيث استقرت الأسعار بعد إعادة انتخاب الرئيس أوباما في عام 2012، في نطاق 90 إلى 100 دولار للبرميل، بفضل النمو الاقتصادي العالمي المستمر وزيادة إنتاج النفط، لا سيما من خلال طفرة النفط الصخري الأمريكي.
     
  • سندات الخزانة الأمريكية: استفادت سندات الخزانة الأمريكية في البداية من الطلب عليها كملاذ آمن عقب الأزمة المالية العالمية لعام 2008. ومع ذلك، شهدت عوائد سندات الخزانة الأمريكية طويلة الأجل ارتفاعاً خلال عام 2009 على الرغم من السياسة التيسيرية التي تبناها الاحتياطي الفيدرالي. 
    في ظل تعافي الاقتصاد من الركود الكبير، أدت المخاوف من تضخم مستقبلي محتمل، ناجم عن التيسير الكمي وغيره من السياسات التحفيزية، إلى ارتفاع عوائد سندات الخزانة. بالإضافة إلى ذلك، تمويل برامج التحفيز المالي وباقات الإنقاذ الضخمة تطلب إصدار كميات كبيرة من سندات الخزانة. تزامن هذا العرض المتزايد مع تحول في شهية المستثمرين نحو المخاطرة، ما أدى إلى تحويل استثماراتهم من الأصول الآمنة إلى الأصول عالية المخاطر.

جو بايدن 

الصورة
1

2021

  • السياق الاقتصادي: بدأت فترة رئاسة بايدن في ظل جائحة كوفيد-19، بالإضافة إلى حدوث اضطرابات اقتصادية كبيرة وجهود التعافي اللاحقة.
     
  • الأسهم: أظهرت أسواق الأسهم أداءً إيجابياً عاماً مدفوعاً بعوامل عدة، من بينها طرح اللقاحات، الحوافز الاقتصادية، ومبادرات البنية التحتية. شهد قطاع التكنولوجيا نمواً ملحوظاً، حيث حققت شركات رائدة مثل آبل، مايكروسوفت، أمازون، وتيسلا مكاسب كبيرة. يعزى هذا الأداء القوي إلى زيادة الطلب على الخدمات والمنتجات الرقمية وسط الجائحة المستمرة والتوجه العام نحو التحول الرقمي.
     
  • الذهب: انخفضت أسعار الذهب خلال عام 2021 بشكل رئيسي نتيجة للإشارات التي أطلقها الاحتياطي الفيدرالي بشأن رفع أسعار الفائدة المحتمل، ما أدى إلى تعزيز الدولار الأمريكي وتراجع جاذبية الذهب كأصل آمن. كما تحول المستثمرون نحو الأصول عالية المخاطر مع تحسن آفاق الاقتصاد، مما قلص الطلب على الذهب.
     
  • النفط الخام: شهدت أسعار النفط الخام ارتفاعات ملحوظة خلال عام 2021 مدفوعة بالانتعاش الاقتصادي العالمي الذي تزامن مع زيادة وتيرة التطعيم ضد كوفيد-19 ورفع القيود المفروضة. 
    أدى هذا إلى زيادة حادة في الطلب على مشتقات النفط. علاوة على ذلك، أسهمت تخفيضات إنتاج أوبك+ والاضطرابات في إنتاج النفط الأمريكي في تشديد المعروض، ما دعم ارتفاع الأسعار.
     
  • سندات الخزانة الأمريكية: انخفضت قيمة سندات الخزانة الأمريكية في عام 2021 نتيجة عدة عوامل، أبرزها ارتفاع توقعات التضخم والإشارات التي أطلقها الاحتياطي الفيدرالـي بشأن التراجع التدريجي في برنامج شراء الأصول. مع تعافي الاقتصاد من تداعيات جائحة كوفيد-19، زادت مخاوف المستثمرين من التضخم، مما دفعهم إلى مطالبة بعوائد أعلى. هذه العوامل مجتمعة قللت من جاذبية سندات الخزانة مقارنة بالاستثمارات الأخرى.

الرؤساء الجمهوريون

جورج دبليو بوش

الصورة
1

الفترة الأولى 2001 والثانية 2005

  • السياق الاقتصادي: شهدت فترة رئاسة بوش الابن آثار انفجار فقاعة الدوت كوم في أواخر التسعينيات وهجمات 11 سبتمبر مطلع الألفية، مما أدى إلى تحديات اقتصادية وتقلبات في السوق.
     
  • الأسهم: أظهرت الأسهم أداءً متقلباً، حيث شهــدت انخفاضات حادة في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001 وانفجار فقاعة الدوت كوم، إلا أنها تعافت لاحقاً.
     
  • الذهب: شهد أداءً قويـــاً كأصل آمن خلال فترات عـــدم اليقـــين الاقتصادي.
     
  • النفط الخام: سجل أداءً إيجابياً ملحوظاً في عام 2005 نتيجة التوترات الجيوسياسية وشح المعروض.
     
  • سندات الخزانة الأمريكية: حافظت على استقرار عام مع أداء إيجابي مدفوعاً بالطلب كملاذ آمن.
     

دونالد ترامب

الصورة
1

2017 

  • السياق الاقتصادي: ركزت رئاسة ترامب على التخفيضات الضريبية وإلغاء القيود والسياسات التجارية، مما أثر في أداء السوق.
     
  • الأسهم: استفادت أسواق الأسهم من موجة التفاؤل التي أعقبت تخفيضات الضرائب، على الرغم من تصاعد التوترات التجارية مع الصين. حقق مؤشر داو جونز الصناعي ومؤشر ستاندرد آند بورز ومؤشر ناسداك المركب أفضل أداء سنوي لهما منذ عام 2013. وقد شهد قطاع التكنولوجيا نمواً ملحوظاً، بقيادة شركات مثل أبل وأمازون وفيسبوك. ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بنحو 24%، ومؤشر ستاندرد آند بورز بنحو 19%، ومؤشر ناسداك بنحو 28%، مما يعكس القوة الشاملة التي سادت المؤشرات الرئيسية.
     
  • الذهب: سجل الذهب أداءً جيداً بشكل عام، انعكاساً للأوضاع الجيوسياسية غير المستقرة والتوترات التجارية.
     
  • النفط الخام: شهدت أسعار خام غرب تكساس الوسيط ارتفاعاً كبيراً في عام 2017، لتختتم العام عند نحو 60 دولاراً للبرميل، وهو أعلى مستوى لسعر الإغلاق منذ عام 2013. يعزى أداء النفط إلى تخفيضات إنتاج منظمة أوبك، والطلب العالمي القوي، وارتفاع صادرات النفط الخام الأمريكي إلى مستويات قياسية مدعومة بأسعار تنافسية.
     
  • سندات الخزانة الأمريكية: حافظت سندات الخزانة الأمريكية على استقرارها بشكل عام بفعل التوازن بين النمو الاقتصادي القوي والتضخم المنخفض. وعلى الرغم من ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي وتحسن أرباح الشركات، ظل التضخم تحت السيطرة، مما دفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى رفع أسعار الفائدة بوتيرة تدريجية ومحدودة. أسهم هذا التوازن بين المؤشرات الاقتصادية الإيجابية والتضخم المراقب في استقرار عوائد سندات الخزانة على مدار العام.

  • بقلم: ألثيا سبينوزي 
    رئيسة استراتيجية الدخل الثابت في «ساكسو بنك»
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/236zd2jd

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"