وفق رزنامة الأيام والفصول، مازال الصيف رفيقنا ومازال أمامنا متسع من الوقت كي نكمل جدول إجازاتنا والاسترخاء.. لكن وفق أجندة العام الدراسي، فنحن نودع الصيف، ولم يبق على انطلاق العام الجديد سوى أيام قليلة، حيث تستقبل المدارس طلبتها يوم الاثنين المقبل، وكل البيوت تتأهب لتهيئة الأجواء المناسبة ليرافق أولياء الأمور أبناءهم إلى المدرسة في أول يوم.
لفت الشعار الذي أطلقته وزارة التربية والتعليم لحملتها الوطنية والتي استعدت فيها لاستقبال العام الدراسي الجديد مع أبنائها الطلبة وفق سلسلة ترتيبات وإجراءات تراها مناسبة لتطوير المنهج التعليمي وتحفيز الطلاب على العمل بشكل أفضل.
«من طالب إلى قائد» شعار يجعلك ترى الهدف مباشرة، وهو السعي لجعل كل طالب مشروع قائد، ويعني أيضاً أن الوزارة تضع في حساباتها بناء الشخصية وتأهيل الطلبة في كل مراحلهم التعليمية ليكونوا على قدر المسؤولية في المستقبل، وليتمكنوا من استكمال رحلة بناء الدولة والمجتمع.
رؤية ثاقبة فيها الكثير من الأمل والطموح، نتمنى أن تلقى تجاوباً، وأن ما يتم تطبيقه يوازي نفس قدر الأحلام والطموحات، وأن يكون عاماً دراسياً مكللاً بالنجاح والتطور والإنجازات، خصوصاً أن الوزارة وضعت في حساباتها إشراك أولياء الأمور في تحمل المسؤولية، فبناء المستقبل وصناعة قادة قادرين على تحمل مسؤولية المجتمع في الغد، لا ولن تتوقف على عاتق المدارس والمدرسين فقط، لأن تهيئة الأجواء المناسبة وتكوين الفكر والتربية السليمة والدعم الحقيقي يجب أن ينطلق من المنزل ومن داخل الأسرة، فتتلاقى الجهود بين ما يزرعه الأهل في البيت وما يشكله المدرسون والموجهون في المدرسة، فيجني المجتمع بناة وقادة للمستقبل، ويجني كل طالب ثمار التعب والجهود نجاحاً وفخراً وإنجازات ترافقه مدى الحياة.
المفروض أن تكون أحلام وزارة التربية والتعليم وأحلام أولياء الأمور واحدة، وأن يتحمل الجميع مسؤولية السير على نهج واحد من أجل دعم الطلبة، والمفروض أن يتهيأ الجميع لاستقبال العام الدراسي، حتى سائق الحافلة المدرسية وكل سائق يخرج إلى عمله في أوقات المدارس، وحتى صاحب البقالة والمخبز والمكتبات.. كلنا شركاء وكلنا نشعر بالاستعداد لاستقبال العام الدراسي حتى ولو لم يكن في بيتنا طالب، وكلنا نشعر بتغير مواعيد الحياة والحركة في كل مكان تماشياً مع عودة الطلاب إلى المدارس.. كلنا شركاء وكلنا نتمنى أن يكون كل طالب رجلاً مسؤولاً يسهم في بناء المستقبل وتطوير الحياة على هذه الأرض نحو الأفضل.