«الخليج» - متابعات
نعت حركة فتح، الخميس، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، والعضو السابق للجنة منظمة التحرير التنفيذية، ورئيس الدائرة السياسية فيها، القيادي الفلسطيني فاروق القدومي، «أبو اللطف»، والذي عرف بمعارضته الشديدة للخلاف بين حركتي فتح وحماس. عن عمر ناهز 93 عاماً.
وتوفي القدومي في العاصمة الأردنية، عمّان، بعد رحلةٍ طويلة مع المرض، بحسب ما أعلنت عائلته، لتأتي وفاته بعد أقل من شهرين على وفاة زوجته نبيلة النمر، تاركاً بذلك الرئيس الفلسطيني محمود عباس بصفته آخر المؤسسين البارزين الأحياء للحركة.
وقالت حركة فتح، في بيانٍ، إنّه برحيل «أبي اللطف»، فقدت الحركة قامةً وطنيةً كبيرة، ومناضلاً أمضى حياته مدافعاً عن شعبنا وقضيته الوطنية وحقوقه المشروعة في العودة وتقرير المصير والحرية والاستقلال.
وذكّرت «فتح» بمناقب الراحل الكبير، وعطائه وعمله القيادي في صفوف حركة «فتح» ومؤسساتها، وأهم المحطات التي شارك فيها.
عباس يعزي
وهاتَفَ الرئيس الفلسطيني، رامي ولطف فاروق القدومي، معزياً بوفاة والدهما، وقال عباس، في بيان: «أنعى أخاً وصديقاً ورفيق درب في النضال والعمل الدؤوب من أجل فلسطين، التي تفقد بغيابه واحداً من رجالاتها المخلصين والمناضلين والأوفياء، والذين قدموا الكثير من أجل خدمة فلسطين وقضيتها وشعبها».
صديق لياسر عرفات
في بداية حياته السياسية، انضم القدومي إلى «حزب البعث العربي الاشتراكي، منذ أربعينيات القرن الماضي، وفي أثناء دراسته في مصر، التقى ياسر عرفات، وصلاح خلف وعملوا معاً على تأسيس حركة فتح في نهاية الخمسينيات، بمشاركة خليل الوزير، وفي وقت لاحق، أسس حركة التحرير الوطني الفلسطيني والتي ظهرت مع بداية عام 1965.
وفي عام 1969، رشّحته حركة فتح لعضوية اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، فأصبح رئيساً لدائرة التنظيم الشعبي، إلا أنّه انتقل إلى الدائرة السياسية.
كان القدومي ضمن قيادات منظمة التحرير الفلسطينية التي غادرت بيروت إلى تونس عام 1983، بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان، وعارض «اتفاق أوسلو» الموقّع عام 1993، كما رفض العودة مع قيادات منظمة التحرير إلى الأراضي الفلسطينية، وبقي مقيماً بتونس.
وعرف بمعارضته الشديدة للخلاف بين حركتي فتح وحماس، وأكد أنّه «سيؤدي إلى صراع شامل بين مختلف الفصائل الفلسطينية»
ووُلد القدومي في قرية جينصافوط في محافظة قلقيلية في الضفة الغربية، عام 1931، وهاجر مع أسرته إلى مدينة حيفا عام 1948 قبل أن يعود من جديد إلى نابلس.
درس القدومي الابتدائية في جينصافوط، والثانوية في مدينة يافا. وفي عام 1954، التحق بالجامعة الأمريكية في العاصمة المصرية القاهرة، حيث أنهى دراسته الجامعية في تخصص الاقتصاد والعلوم السياسية، والتحق بعدة وظائف وظائف في عدة بلدان عربية، وبعد تخرجه في الجامعة الأمريكية عمل في مجلس الإعمار الليبي، ثم في وزارة النفط السعودية، ثم في وزارة الصحة الكويتية.
وشُيع، الجمعة، جثمان القدومي، بعد تأدية صلاة الجنازة عليه في مسجد أبو عيشة إلى مقبرة العائلة في منطقة سحاب في العاصمة الأردنية عمّان.
وشارك في تشييع الجثمان وفد من القيادة الفلسطينية ضمّ رئيس الوزراء محمد مصطفى وأعضاء من اللجنة المركزية ومن المجلس الثوري لحركة فتح، وأعضاء من اللجنة التنفيذية وأمناء الفصائل الفلسطينية وسفير دولة فلسطين لدى الأردن عطاالله خيري إلى جانب عائلة أبو اللطف ورفاقه وكوادر سفارة دولة فلسطين لدى الأردن.