عادي

البرازيل تشدّد إجراءاتها في مواجهة الهجرة غير النظامية باتجاه أمريكا

23:13 مساء
قراءة 3 دقائق

ساو باولو - أ ف ب
قرّرت البرازيل تشديد شروط الدخول إلى أراضيها لمواطني دول معيّنة اعتباراً من الاثنين، وذلك للحدّ من تدفّق المهاجرين الذين يصلون عبر مطار ساو باولو الدولي، قبل محاولتهم التوجّه إلى الولايات المتحدة برّاً.
وتشكّل أكبر دولة في أمريكا اللاتينية، جزءاً من الطريق المفضّل لدى «المنظمات الإجرامية التي تمارس تهريب المهاجرين والاتجار بالبشر»، حسبما أوضحت وزارة العدل البرازيلية في بيان.
ويتوجه أغلب المهاجرين غير النظاميين إلى أكبر مطار في البلاد في غوارولوس قرب ساو باولو التي تعد أكبر مدينة في أمريكا اللاتينية.
وفي هذا الإطار، أفادت الشرطة الفيدرالية بزيادة «متسارعة في عدد الوافدين الذي من المفترض أن يتوقّفوا لفترة وجيزة في غورولوس، غير أنّهم يبقون في المكان في إطار محاولتهم دخول البرازيل بدلاً من الوصول إلى وجهتهم النهائية المذكورة في تذاكر الطائرة الخاصة بهم.
وفي الانتظار، يبقون أحياناً لأسابيع في منطقة العبور في المطار، في ظروف محفوفة بالمخاطر.
ويتحدّر معظم المهاجرين من دول آسيوية كما يحملون تذاكر سفر إلى وجهات نهائية في بلدان أخرى في أمريكا اللاتينية.
وتوضح الشرطة الفيدرالية، أنّ «منظمات إجرامية توجّههم لطلب اللجوء بهدف الدخول إلى الأراضي البرازيلية».
وإذا نجحوا في ذلك، فإنّهم يواصلون سفرهم برّاً وصولاً إلى كولومبيا، ثمّ بنما عبر غابة دارين الخطيرة، على أمل الوصول في النهاية إلى الولايات المتحدة أو كندا.
لهذا السبب، قررت حكومة الرئيس اليساري لويس إيناسيو لولا دا سيلفا أنّه ابتداء من، الاثنين، سيتعيّن على المسافرين القادمين من البلدان التي تتطلّب البرازيل الحصول على تأشيرة إليها، أن يقوموا بذلك حتى لو كان الهدف التوقّف في البلاد لفترة وجيزة، الأمر الذي لم يكن ضرورياً في السابق.
كذلك، تُجبر القواعد الجديدة طالبي اللجوء على إثبات ما إذا كانوا يعانون اضطهاداً أو عنفاً في بلدانهم الأصلية.
تدفّق متزايد
يعدّ مطار غوارولوس أحد أكثر المطارات ازدحاماً في أمريكا اللاتينية، حيث يستقبل 35 مليون مسافر سنوياً.
وأفادت البيانات الرسمية بأنّ عدد طلبات اللجوء في هذا المطار ازداد بمقدار 60 ضعفاً خلال عشر سنوات، حيث ارتفع من 69 في عام 2013 إلى 4239 في عام 2023.
وهذه الأرقام آخذة في الارتفاع هذه السنة، إذ تمّ تقديم 5428 طلب لجوء من كانون الثاني/يناير إلى تموز/يوليو، أي متوسط 25 طلباً في المتوسّط يومياً، وما لا يقل عن 864 طلباً في الفترة من الأول من آب/أغسطس إلى 21 آب/أغسطس (41 طلب لجوء يومياً).
ونتيجة لذلك، تكدّس مئات المهاجرين في منطقة عبور تفتقر إلى شروط الاستقبال اللازمة، وأظهر آخر تعداد صادر عن السلطات وجود 481 شخصاً في تلك المكان الأربعاء الماضي.
ووسط كلّ ذلك، شكّلت وفاة رجل من الجنسية الغانية في 13 أغسطس/آب بعد وصوله بخمسة أيام، محطّة فاصلة في إطار الإجراءات الأخيرة المتخذة، وأوضحت الشرطة الفيدرالية أنّه «شعر بتوعّك وعولج من قبل فريق طبّي ونُقل إلى مستشفى عام حيث توفّي بعد إصابته بأزمة قلبية»، من دون تقديم مزيد من التفاصيل.
«مأساة إنسانية»
أشار تقرير صادر عن الدفاع العام البرازيلي وهو هيئة تقدّم مساعدة قانونية للفقراء، إلى «حالات متكرّرة من انتهاكات حقوق الإنسان» خصوصاً بالنسبة إلى أطفال ومراهقين غير مصحوبين ببالغين ونساء «في حالة ضعف شديد».
وأوضح التقرير أنّ المهاجرين «ينامون على الأرض... بينما يزداد الطلب بشكل مستمر على الرعاية الطبية»، مشيراً أيضاً إلى «سوء النظافة وظروف الغذاء».
وبعد اجتماع طارئ دعت إليه النيابة الأسبوع الماضي، عزّزت السلطات البرازيلية عدد الفرق التي تعالج طلبات اللجوء لتقليل فترات التأخير.
وأعربت منظمة إغاثة اللاجئين الأفغان التي تتخذ من ساو باولو مقراً، عن أسفها لقرار البرازيل مواجهة هذه «المأساة الإنسانية»، من خلال طلب تأشيرات دخول للمهاجرين.
واعتبرت المنظمة أنّ «تهريب (أشخاص) يجب أن يُكافَح، ويجب أن يتم استقبال الأشخاص الضعفاء وعدم معاملتهم كما لو كانوا مجرمين».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2wd9yter

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"