* منى اليافعي:
تجسيد لرؤيتنا في توفير بيئة تعليمية وتدريبية متطورة
مع بداية العام الدراسي الجديد، استقبلت مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية طلابها، يوم الاثنين، 26 أغسطس/ آب، في مبانيها الجديدة، ضمن أجواء مفعمة بالأمل والتفاؤل.
يأتي الحدث بمثابة نقلة نوعية في مسيرة المدينة، حيث يعكس التزامها المستمر بتوسيع نطاق خدماتها، وتعزيز قدراتها في تقديم الدعم والرعاية المتكاملة لذوي الإعاقة. والمباني الجديدة، التي تم تصميمها وفق أحدث المعايير، تسهم في توفير بيئة تعليمية وعلاجية متطورة تدعم تطور الطلاب، وتحقيق إمكاناتهم الكاملة.
وأعربت منى عبدالكريم اليافعي، مدير عام المدينة، عن سعادتها بافتتاح المباني الجديدة، وقالت: «يُمثّل اليوم لحظة تاريخية في مسيرة المدينة، حيث نحتفل ليس بافتتاح هذه المنشآت الجديدة فقط، بل أيضاً بانطلاقة فصل دراسي جديد، يحمل في طيّاته الكثير من الأمل والتفاؤل. إن هذه المباني ليست مجرد إضافة لمرافق المدينة، لكنها تجسيد لرؤيتنا الطموحة في توفير بيئة تعليمية، وتدريبية، متطورة ومتكاملة».
وقالت: «هذا الإنجاز ثمرة للجهود المتواصلة، والدعم اللامحدود الذي يقدمه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، حفظه الله ورعاه، وقيادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي، رئيس المدينة».
وأضافت: «من المتوقع أن يصل عدد المستفيدين من خدمات المدينة التعليمية والإرشادية للعام الدراسي 2024-2025، إلى 1294 مستفيداً، واعتماداً على الإحصاءات، يكون توزيعهم على المراكز والفروع وفقاً للتالي: مركز التدخل المبكر 198 مستفيداً، مدرسة الوفاء لتنمية القدرات 130 مستفيداً، مدرسة الوفاء لتنمية القدرات 227 مستفيداً، مركز الإعاقات الشديدة 54 مستفيداً، مركز الشارقة للتوحد 119 مستفيداً، روضة الأمل للصم 17 مستفيداً، مدرسة الأمل للصم 69 مستفيداً، مركز مسارات للتطوير والتمكين 152 مستفيداً، فرع خورفكان 155 مستفيداً، فرع الذيد 71 مستفيداً، وفرع كلباء 102 مستفيداً».
وأكدت منى اليافعي أن هذه الأرقام تُعد مؤشراً على الجهود الكبيرة التي تبذلها المدينة في توفير بيئة تعليمية وإرشادية تدعم تطوير وتمكين ذوي الإعاقة مع استمرارها في تعزيز خدماتها، وتوسيع نطاقها، لضمان تلبية احتياجات جميع المستفيدين بفعالية وكفاءة.
وأوضحت أن المنشآت الجديدة صممت لتلبية احتياجات الطلاب بأعلى معايير الجودة والابتكار، بما يتيح لهم الاستفادة من أحدث الوسائل والتقنيات التعليمية والعلاجية. «ونحن على أتم الاستعداد لاستقبال الطلاب في هذه البيئة الجديدة، حيث نحرص على تقديم تجربة تعليمية تحفّزهم على الإبداع والتميز، وتدعمهم في تحقيق أهدافهم الشخصية والمهنية».
وعبّرت منى اليافعي عن التزام المدينة العميق بتوفير فرص متساوية لجميع الطلاب، وضمان حصولهم على الرعاية والدعم اللازمين لتطوير مهاراتهم، وإمكاناتهم. كما عبّرت عن الشكر الجزيل لكل من أسهم في إنجاز هذا المشروع الرائع، مؤكدة مواصلة العمل بجدية لتقديم أفضل الخدمات وتلبية احتياجات مجتمعنا. حيث يعكس التوسع إصرار المدينة على تحقيق التميز والابتكار في كل ما تقدمه، والعزم على تحقيق المزيد من النجاحات في المستقبل».
إنجاز كبير
أفادت د.أسماء الدرمكي، مدير فرع المدينة في كلباء، ونائب المدير العام لشؤون الأفرع: «نفخر بهذا الإنجاز الذي تم بافتتاح المباني الجديدة لهذا العام وفق أحدث الممارسات، توفيقاً من الله، بعد سنوات من العمل على هذا المشروع، حيث يمثل الحدث إنجازاً كبيراً في مسيرتنا نحو الريادة، وضمان بيئة تعليمية وعلاجية متكاملة».
وقالت: «تأتي هذه التوسعة كجزء من استراتيجية المدينة الرامية لسد احتياجات المستفيدين، حيث نسعى جاهدين إلى تطوير القدرات والكفاءات، تماشياً مع رسالة المدينة التي نسعى من خلالها للحد من الإعاقة وتلبية جميع المتطلبات، سواء للأسر، أو الطالب، والمجتمع ككل».
تضم المباني الجديدة عدداً من المرافق المتطورة تهدف إلى رفع قدرات الطلبة الملتحقين من خلال توفير الفصول التدريبية والتعليمية، بكامل جاهزيتها من الوسائل والتكنولوجيا، إضافة إلى عدد من الفصول العلاجية (العلاج الطبيعي والوظيفي، النطق واللغة، العلاج بالموسيقى.. إلخ) المتخصصة والتي تلبي متطلبات جميع الفئات والمراحل العمرية للأشخاص ذوي الإعاقة.
وأضافت: «نحرص على الاستمرار في تطوير برامجنا التعليمية والعلاجية، بما يتناسب مع أحدث الأساليب والتقنيات، إذ نؤمن بأن توفير بيئة تعليمية داعمة وتشجيعية هو أساس نجاحنا، ونجاح الطلبة في تحقيق أهدافهم وتطوير مهاراتهم».
وتابعت: «عملنا أيضاً على تعزيز كفاءة الفريق المتخصص، ونتطلع إلى استقبال الطلبة في هذه المنشآت الجديدة، ونسعى للتعاون المستمر مع المجتمع، المحلي والخارجي، وأسر المستفيدين لضمان تحقيق أفضل النتائج. إن هذه التوسعة تعكس التزامنا الثابت بتحسين جودة الحياة للأشخاص من ذوي الإعاقة، وتُعد خطوة مهمة في تقديم خدمات شاملة ومتكاملة تلبي كل احتياجاتهم وفق أحدث الممارسات».
وقالت ندى المدفع، رئيسة مجلس الأمهات: «نحتفل اليوم بإنجاز كبير يعكس الدعم، والرعاية المستمرة التي تقدمها إمارتنا لهذه الفئة المهمة من المجتمع، والتي تسهم في تحقيق أهدافنا السامية في دمج ذوي الإعاقة ضمن المجتمع بشكل فعّال ومؤثر».
وأضافت: «نؤكد التزامنا العميق برسالتنا الرامية إلى تعزيز الوعي بين أمهات ذوي الإعاقة، وتعميق التعاون والتكامل بينهن وبين المدينة. رؤيتنا ترتكز على احتواء ومناصرة وتمكين ذوي الإعاقة لنضمن مشاركتهم الفعّالة واستقلالهم في المجتمع. كما نسعى جاهدين لتعزيز مفهوم التطوع والمشاركة المجتمعية، إيماناً منا بدور كل فرد في بناء مجتمع قوي ومتماسك، ونسأل الله تعالى تحقيق المزيد من النجاحات في هذا العام الدراسي، الذي نأمل أن يكون مملوءاً بالطموح والعزيمة».
المركز العلاجي
تضم المدينة العديد من الأقسام والمدارس والمراكز التي تقدم خدماتها لذوي الإعاقة وفق أفضل وأحدث الممارسات، ومن ضمنها المركز العلاجي الذي تأسس عام 2013 كإحدى الأذرع الأساسية للمدينة، ويقدم خدماته التأهيلية والعلاجية للأطفال المدمجين في المدارس، ورياض الأطفال، وكذلك للأطفال والشباب من ذوي الضعف الذهني البيني وذوي الإعاقة.
يضم المركز فريقاً من الاختصاصيين المحترفين الذين يستخدمون أحدث البرامج والمقاييس التشخيصية والعلاجية لضمان تقديم أعلى مستويات الجودة، كما يقدم المركز البرامج التدريبية المتطورة، مثل AEPS وTEACCH وPECS، ويستقبل المستفيدين من عمر ثلاث سنوات، فما فوق. وفي مطلع عام 2021 تم افتتاح فرع جديد له ضمن فرع المدينة في كلباء لتوسيع نطاق الخدمات.
أما مركز مدينة الشارقة للسمعيات، فقد تأسس عام 1993، وتطور ليصبح وحدة تشخيص مرخصة من وزارة الصحة ووقاية المجتمع في عام 2010، إذ يقدم تشخيصاً سمعياً كاملاً، ويصف الحلول المناسبة مثل المعينات السمعية وزراعة القوقعة، ويستقبل جميع الفئات العمرية من حديثي الولادة إلى الكبار في السّن، ويطبّق الاختبارات وفقاً للبروتوكولات الدولية لضمان دقة التشخيص وتقديم الرعاية الأمثل.