كلمات طيبة ليوم استثنائي

نور المحمود

مرة جديدة تؤكد الإمارات أنها «غير»، مختلفة خصوصاً في درجة وأسلوب اهتمام قادتها وشيوخها بأبنائهم المواطنين، ولعل يوم «العودة إلى المدارس» كان خير شاهد على مدى رعايتهم وحرصهم على مواكبة بداية العام الدراسي بشكل استثنائي لا نراه عادة في دول أخرى.
افتتاح العام الدراسي له نكهة مميزة في الإمارات، فهو يكون مصحوباً بمجموعة إجراءات وتدابير، وتستنفر كل الأجهزة المعنية وتتأهب الشرطة للمساهمة في تسهيل كل الأمور في هذا اليوم، خصوصاً المرور ليبدأ العام بسلاسة وفرح.. ويتكلل اليوم بالرسائل التي يوجّهها قادة الدولة وشيوخها لأبنائهم الطلبة وللمدرسين، كلمات طيبة تبعث في النفوس التفاؤل والحماسة والفخر سمعها الطلبة بصوت صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، لم تحمل فقط التهنئة ببداية العام الجديد، بل شدد فيها سموه على نقاط مهمة جداً، منها تأكيد أن «تكامل الأدوار بين أولياء الأمور والمعلمين يسهم في توفير بيئة مناسبة لنجاح أبنائنا الطلبة»، وقد جمع رئيس الدولة بين الماضي والمستقبل ليشدد على ضرورة التمسك بالموروث الإماراتي الأصيل ليكون هو المنارة التي تضيء طريق المستقبل، الماضي العريق الذي يتحصن به الأبناء ليجيدوا استغلال التطور العلمي والتكنولوجي والذكاء الاصطناعي في بناء مستقبل ناجح والمساهمة في بناء المجتمع والوطن.
كل الكلمات الطيبة التي وجهها رئيس الدولة والقادة والشيوخ للطلبة، خلال تمنيهم لهم بالتوفيق والنجاح في هذا العام الدراسي الجديد، ركزت على ضرورة الاستفادة من العلم والتسلح به وبالوعي من أجل مواصلة مسيرة الوطن في بناء الإنسان واستدامة العيش بأمان وتحقيق المزيد من الإنجازات في مختلف المجالات، واستكمال رحلة النجاح التي انطلقت بها الإمارات منذ سنوات ومازالت مستمرة.
في الإمارات لا تستغرب أن ترى كل هذا الاهتمام الأبوي من الشيوخ بكل الأبناء الطلبة، وهذا الحرص الشديد على مواكبتهم في اليوم الدراسي الأول بكل هذه الكلمات والرسائل التي تدعو إلى التفاؤل وتحث على العمل والبناء والتحدي، كلمات من قادة يعرفون جيداً أن بناء الأجيال وتشكيل وعيهم وعقولهم بشكل صحيح ينطلق من المدارس ويشارك فيه أولياء الأمور والكل يتحمل المسؤولية ويلعب دوراً مهماً في كيفية بناء المجتمع وتوفير البيئة المناسبة لتنشئة أجيال سليمة قادرة على تسلّم مهامها والمشاركة في مواصلة بناء المجتمع، والحفاظ على تراث الأجداد وعلى الأصالة في الإمارات والتحلي بالذكاء والوعي لتطوير الحياة دون الوقوع في فخ التحديات الجديدة وإبهار التكنولوجيا ومطبات الانفتاح على العالم.
[email protected]