«ساينس آلرت»
الانهيارات الجليدية تحت الماء هي أحداث طبيعية قوية تحدث طوال الوقت تحت سطح المحيط، يستحيل رؤيتها، كما يصعب قياسها، ما يعني أننا لا نعرف سوى القليل عن كيفية حدوثها وأسبابها، غير أن هذه الظواهر تشكل خطراً على شبكات اتصالاتنا العالمية، إذ يتطلب انتشار الإنترنت، شبكة دائمة التوسع من كابلات الألياف الضوئية في قاع البحار، التي تنجز فعلياً جميع حركة الإنترنت العالمية.
وتشير التقديرات إلى وجود أكثر من 550 كبلاً نشطاً مطروحاً في قاع البحر حول العالم، بطول إجمالي يبلغ 1.4 مليون كيلومتر، وهو ما يكفي للالتفاف حول محيط الأرض 35 مرة، وعندما تقطع الانهيارات الجليدية تحت الماء، كابلات قاع البحر، يمكن أن تكون التأثيرات واسعة النطاق ومكلفة.
تسبب زلزال بينغتونغ في تايوان عام 2006 في حدوث انهيارات ثلجية تحت الماء قطعت العديد من كابلات قاع البحر التي تربط جنوب شرق آسيا ببقية العالم، وأبلغ أكبر مشغل للإنترنت في الصين عن خسارة 90٪ من حركة المرور إلى الولايات المتحدة في ذروة الحدث وشهدت تايوان خسارة تتراوح بين 74-100 ٪ في حركة المرور على الإنترنت إلى الجزر المجاورة.
وقد أضر هذا بالأسواق العالمية من خلال خفض حجم المعاملات المالية التي يمكن أن تحدث، واستغرق إصلاح الشبكة بكامل طاقتها 39 يوماً، وملايين الدولارات الأمريكية.
كان الانهيار الجليدي تحت الماء الذي أدى إلى قطع هذه الكابلات، سريع الحركة بسرعة قصوى بلغت 72 كم في الساعة، ولكنها كانت صغيرة نسبياً مقارنة بالانهيارات الجليدية العملاقة تحت الماء التي حدثت في المحيط الأطلسي، والخبر السار هو أن هناك الكثير من كابلات قاع البحر مقاومة لتأثيرات الانهيار الجليدي تحت الماء، ما يضمن استمرار خدمة الإنترنت في جميع أنحاء العالم.