حافلات المدارس

00:28 صباحا
قراءة دقيقتين

منذ أيام عادت الحياة إلى الميدان التربوي مجدداً، بعودة الطلاب إلى مقاعد الدراسة، وانتظام الهيئات بالدوام في مهمة جديدة لبناء الأجيال، فالتطلعات تخاطب عقول الجميع، وسقف الطموحات يعلو نحو مستقبل أفضل.
ومع بداية كل عام دراسي تكتظ الطرق بالحافلات المدرسية لنقل آلاف الطلاب من وإلى مدارسهم، إذ تشكل خدمة النقل المدرسي أحد مرتكزات المشهد التعليمي، ويعول عليها الآباء في ضمان سلامة وأمان الأبناء ذهاباً وإياباً.
ولكن على الرغم من أهمية هذه الخدمة في حياة الطلاب اليومية، إلا أن تجاوزات بعض قائدي الحافلات المدرسية لقوانين الطريق، تمثل خطراً جدياً يهدد سلامة الطلاب والمشاة وسائقي المركبات الآخرين. القانون لم يقصر في حق الحافلات الصفراء وقادتها، إذ منحها كل الحقوق ووضع ضوابط وإجراءات وعقوبات للمخالفين، ليضمن لها التحرك المرن والوقوف بأمان حفاظاً على سلامة الطلاب، ولكن مازال لدينا شريحة من السائقين، لا تراعي قوانين السير، وتتجاهل الآخرين، ولا تدرك مسؤولية نقل الطلاب.
مشاهداتنا في الأسبوع الأول من الدراسة، رصدت تجاوزات متنوعة لبعض سائقي الحافلات، أبرزها تجاوز السرعة المقررة في المناطق السكنية، على الرغم من وجود قوانين صارمة تحدد السرعة المسموح بها في مختلف المناطق، وعدم التزام البعض بالتوقف عند المواقف المخصصة للحافلات، ما يضطر الطلاب إلى النزول في أماكن غير آمنة، مع إعاقة كبيرة في حركة السير.
لا يحق لسائقي الحافلات الصفراء التجاوز الخاطئ في المناطق السكنية المزدحمة، لما قد يجلبه من حوادث ومخاطر كبيرة، كما أن هناك من يدمن استخدام الهواتف المحمولة أثناء القيادة، فالسماعات لا تغادر أذنه، ولا يتوقف عن الحديث طوال رحلة الذهاب والإياب الطلابي، ما يشتت الانتباه ويزيد من احتمال وقوع حوادث.
وإذا بحثنا في أسباب تلك التجاوزات، نجد أن الضغط الزمني يشكل أحد أهم الأسباب، إذ يعمل قائدو الحافلات تحت ضغط لإنهاء مساراتهم في وقت محدد، ما يدفعهم للسرعة أو تجاوز القوانين، وهنا على إدارات المدارس وضع برامج زمنية ممنهجة ومدروسة، تصاحبها آليات مرنة، وسيناريوهات دقيقة لعمل الحافلات. والإشكالية الأكثر شيوعاً بين سائقي الحافلات تكمن في تواضع التدريب والتأهيل للتعامل مع المواقف الصعبة أو الطارئة، فضلًا عن الإهمال واللامبالاة لدى البعض الذي لا يدرك عواقب تجاوزاته، وهنا نحتاج لرقابة دائمة، ليست على سائقي الحافلات فحسب، بل على القائمين على الإشراف عليهم وتدريبهم وتأهيلهم أيضاً.
إن تجاوزات الحافلات المدرسية لقوانين السير ليست مجرد مخالفات عابرة، بل تهديد حقيقي لسلامة الطلاب ومستخدمي الطريق، والرقابة هي السبيل لتحقيق الالتزام الذي يعد أفضل الخيارات.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ykjhdf5v

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"