«جامعة سري»
يؤثر سماع نفس المعلومات مراراً وتكراراً على قراراتنا بشكل كبير وعلى طريقة تفكيرنا واتخاذنا للخيارات.
ومن بين النتائج الرئيسية التي توصلت إليها الأبحاث حول المعلومات المتكررة قوة التكرار في حد ذاته، فعندما نتعرض لنفس المعلومات عدة مرات تميل أدمغتنا إلى إدراكها باعتبارها أكثر أهمية ومصداقية، وهذه الظاهرة معروفة باسم «تأثير الحقيقة الوهمية»، وتدفعنا إلى تصديق معلومات كاذبة لمجرد أننا سمعناها مراراً وتكراراً.
وأظهرت الدراسات أنه حتى عندما ندرك أن المعلومات كاذبة، فإن التعرض المتكرر لها يمكن أن يؤثر على قراراتنا، وهذا يسلط الضوء على التأثير الدقيق والهام الذي يمكن أن يحدثه التكرار على عمليات التفكير لدينا.
كما أن تكرار المعلومات يعزز معتقداتنا وتحيزاتنا القائمة، ما يؤدي إلى ما يسمى بالانحياز التأكيدي. فعندما نسمع بشكل متكرر معلومات تتوافق مع أفكارنا المسبقة، من المرجح أن نقبلها على أنها صحيحة، بغض النظر عن دقتها.
وأدى صعود وسائل التواصل الاجتماعي وموجزات الأخبار المخصصة إلى إنشاء غرف صدى حيث نتعرض لمعلومات تؤكد معتقداتنا وتستبعد الآراء المعارضة وهذا التعزيز المستمر لآرائنا يؤدي إلى تشويه قراراتنا بشكل أكبر والحد من قدرتنا على النظر في وجهات نظر بديلة.
وهناك عامل آخر يساهم في كيفية تأثير المعلومات المتكررة على قراراتنا، هو دور الذاكرة والألفة، فعندما نسمع المعلومات عدة مرات تصبح مألوفة بالنسبة لنا، وهو ما قد يؤدي إلى الشعور بالراحة والثقة في تلك المعلومات.
إن أدمغتنا مصممة لتفضيل المألوف، وهذا التفضيل يؤثر على عمليات اتخاذ القرار لدينا. وحتى لو كانت المعلومات الجديدة تتعارض مع ما سمعناه من قبل، فإن المألوفية التي توفرها المعلومات المكررة تؤثر على اختياراتنا.
وألقى البحث الضوء على التأثير القوي الذي قد تخلفه المعلومات المتكررة على قراراتنا، فمن تأثير الحقيقة الوهمية إلى التحيز التأكيدي ودور الذاكرة، هناك آليات مختلفة تلعب دوراً في تشويه تفكيرنا وتضليلنا.