إعداد: خنساء الزبير
يمكن وصف العاصمة المجرية بودابست، بأنها مدينة المنتجعات الصحية، ففي هذه المدينة ذات الثقافة العالية لا يوجد شيء يساعد على الاسترخاء أفضل من الغطس في حمام سباحة حراري وسط المياه الدافئة الغنية.
والمجر بشكل عام دولة غير ساحلية، ولكنها تتمتع بالينابيع الطبيعية الساخنة التي تتدفق من تحت الأرض. وبفضل حمّاماتها الأنيقة الشهيرة تعد بودابست الوجهة الأفضل للباحثين عن الاسترخاء والشفاء وسط ثقافة محلية متميزة.
وهي ليست مجرد حمامات قديمة، بل عجائب معمارية وبوابات إلى الماضي، وملاذات للصحة والعافية، ونقاط جذب اجتماعية، وجزء أساسي من تجربة بودابست.
وسواء كان الزائر يبحث عن وسيلة للتخلص من ضغوط الحياة اليومية أو مجرد الاستمتاع بأسلوب الحياة المحلي، يجد في التالي كل ما يود معرفته عن الحمامات الحرارية في بودابست.
علاج واسترخاء
يوجد في المجر أكثر من ألف ينبوع في البلاد، وأكثر من مئة ينبوع في بودابست وحدها، وتنتج نحو 40 ألف متر مربع من المياه الدافئة الغنية بالمعادن كل يوم.
وتعمل معظم الحمامات طوال العام، وهي رائعة للزيارة في كل موسم، ولكن التجربة الأكثر جمالاً هي غمر الجسم في مياه الحمام في الهواء الطلق في الشتاء، ومشاهدة البخار يتصاعد للأعلى بينما يجمد الثلج الشعر.
وفي عطل نهاية الأسبوع، وخلال موسم العطل الشتوية، يكون الازدحام هائلاً، لذا يوصى بالذهاب في أيام منتصف الأسبوع أو في الصباح الباكر للتمتع بأوقات أكثر هدوءاً.
وتختلف أوقات العمل حسب يوم الأسبوع والحمام، وبعض الحمامات تفتح ليلاً في عطل نهاية الأسبوع. وتتضمن معظم الحمامات مطاعم جيدة أو كافتيريا، ما يجعل من الممكن قضاء يوم كامل هناك.
ويجب ألا يقل عمر الأطفال عن 14 عاماً لاستخدام الحمامات الحرارية، إذ يمكن أن تتأثر أنظمتهم القلبية الوعائية بدرجات حرارة المياه المرتفعة، كما يُنصح النساء الحوامل بعدم الاستحمام في المياه الحرارية. وللاستمتاع بالسباحة المناسبة للعائلة يمكن تجربة أحد المسابح المفتوحة العديدة في المدينة.
ويخصص قسم الحمام التركي في روداس يوماً في الأسبوع للنساء فقط، عندما لا يكون الوقت ذروة موسم الزوار.
وتتميز العديد من حمامات بودابست بمياه ذات خصائص علاجية تتدفق من شبكة من الكهوف تحت الأرض، وهي غنية بالمعادن المذابة مثل الكالسيوم وكربونات الهيدروجين والمغنيسيوم والصوديوم وكلوريدات الكبريتات وحمض الميتابوريك. ولا يقتصر الحمام المعدني على التدليل والتهدئة، فهو علاجي أيضاً.
روداس
حمام روداس هو على الأرجح الحمام التركي الأكثر شعبية في العصور الوسطى ببودابست.
وما يميزه هو المسبح البانورامي الحديث الموجود على السطح، والذي يطل على نهر الدانوب، والعديد من قوارب الرحلات النهرية في بودابست والبرلمان والجسور التاريخية والكثير، وغير ذلك من المناظر التي لا تنسى. كما يضم حماماً حرارياً يعود تاريخه إلى القرن السادس عشر في داخله، ويُسمى الحمام التركي.
ويقدم المنتجع فرصة خاصة للاستحمام في وقت متأخر من الليل، مع ساعات عمل خاصة طوال الليل كل يوم جمعة وسبت.
ويتسم الحمام بالمرافق الحديثة إلى جانب السحر التاريخي، وإضافة إلى الاسترخاء تقدم حمامات روداس خدمات متنوعة تجعل الشخص يشعر بالانتعاش والنشاط.
وهناك مسبح على السطح، حيث يمكن للشخص الغطس داخل مسبح دافئ على ارتفاع من الأرض، بينما ينظر حوله ليجد نهر الدانوب المهيب وأفق المدينة.
وأثناء الاستمتاع بالحمامات يوصى بالتوقف عند نافورات الشرب، فهي ليست نافورات عادية، بل منبع لمياه معدنية طبيعية يقال إنها تتمتع بخصائص علاجية.
جيليرت
الحمامات الحرارية المصممة على طراز فن الآرت نوفو هي الأكثر شهرة في بودابست وكذلك في أوروبا. وتم تأسيس جيليرت في عام 1918، وزيارته تجربة جميلة وتاريخية.
ويمكنك زيارة القاعة الرئيسية أو قضاء يوم كامل من الاسترخاء في جيليرت، أو «قصر الحمامات» كما يُسمى غالباً.
ويوجد 10 حمامات سباحة بأحجام ودرجات حرارة مختلفة، ويفتح حمام جيليرت كل يوم من الصبح حتى وقت المساء، حتى في أيام العطل الرسمية.
وإضافة إلى حمام السباحة الخارجي الذي يتميز بموجات عالية، والذي يحظى بشعبية كبيرة في أشهر الصيف، هناك العديد من حمامات السباحة الحرارية الأرضية المفتوحة للرجال والنساء. كما يمكن الحصول على علاجات التدليك: تدليك سبا جيليرت، والاستمتاع بالساونا، وتراس التشمس المطل على تل جيليرت، والاسترخاء بجانب حمامات السباحة الحرارية الأرضية.
سيشيني
أحد أفضل وأكبر حمامات السبا في أوروبا، ويضم 15 حماماً داخلياً و3 حمامات سباحة خارجية كبيرة وساونا وغرف بخار وغرفة زجاجية للسبا على السطح.
وتم بناؤها في عام 1913 وهي معلم الجذب الأكثر زيارةً وإشادة في بودابست، حيث توصف بأنها مريحة وممتعة وبأسعار معقولة.
وإضافة إلى مياه الينابيع الساخنة الطبيعية العلاجية الرائعة في 18 حمام سباحة، هناك 10 غرف ساونا وبخار، والعديد من علاجات التدليك، وعلاجات الوجه.
ويقع حمام سيشيني في أكبر حديقة خضراء في بودابست، في حديقة المدينة، بالقرب من مجموعة من مناطق الجذب في بودابست.
وتم بناء القصر المصمم على الطراز الباروكي الجديد خصيصاً لاستضافة حمامات سيشيني.
والمبنى الجميل لحمام سيشيني هو تصميم جيوزو سيجلر الذي بدأ بناء سيشيني فوردو في عام 1909.