بدأت حملة التطعيم ضد شلل الأطفال وسط قطاع غزة، أمس السبت، بعد إعلان الأمم المتحدة الموافقة على «هدن إنسانية» للسماح بتطعيم الأطفال، فيما استهدفت غارة إسرائيلية محيط مستشفى المعمداني في مدينة غزة، ما أدى إلى سقوط ضحايا بين قتيل وجريح، بينما قال مسؤولون إسرائيليون، إن المفاوضات الجارية بشأن هدنة في غزة على وشك الانهيار، متهمين حكومة بنيامين نتنياهو بالتصرف بناء على اعتبارات سياسية، بينما نقل الإعلام الإسرائيلي تصريحات منسوبة لمسؤول أمريكي تحدثت عن «أمور سرية» تجري مناقشتها في المفاوضات الجارية بين القاهرة والدوحة.
وأكد مسؤول صحي في قطاع غزة، أمس السبت، بدء حملة التلقيح ضد شلل الأطفال. وقال الطبيب موسى عابد، مدير الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة في قطاع غزة، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن فرق وزارة الصحة بالتعاون مع الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية بدأت «(السبت) بحملة التطعيم ضد شلل الأطفال في المنطقة الوسطى».
وبعدما غاب 25 عاماً عن الأراضي الفلسطينية، تأكدت أول إصابة بشلل الأطفال في غزة لدى طفل في شهره العاشر في دير البلح، بعد رصد الفيروس في عيّنات مياه جمعت نهاية يونيو في خان يونس ودير البلح. وأرسلت الأمم المتحدة 1,2 مليون جرعة، واللقاحات عبارة عن قطرات فموية وليست حقناً.
وقال فلسطينيون قدموا مع أطفالهم؛ إنهم حضروا من أجل تلقي الجرعة الأولى خوفاً من انتشار الأوبئة بين الأطفال، وكلهم تقريباً من النازحين. وأعلنت منظمة الصحة العالمية، الخميس الماضي، أن إسرائيل وافقت على سلسلة «هدن إنسانية» يستمر كلّ منها ثلاثة أيام في وسط القطاع وجنوبه وشماله؛ لتنفيذ حملة تلقيح ضد شلل الأطفال تشمل 640 ألف طفل في أنحاء غزة.
في غضون ذلك، لفي ثلاثة فلسطينيين حتفهم وأصيب آخرون، في قصف إسرائيلي استهدف مستشفى المعمداني بمدينة غزة.
وقالت مصادر فلسطينية، إن الجيش الإسرائيلي قصف مبنى الدم بمستشفى المعمداني بصاروخ أطلقته مقاتلة من «نوع إف 16»، أمريكية الصنع. وكان الموقع المستهدف مزدحماً بالمصابين والمرضى، مع وجود تجمعات كبيرة من النازحين في محيط المنطقة. ويعد المستشفى الأهلي المعمداني هو المستشفى الوحيد الذي يعمل داخل مدينة غزة.
وفي اليوم 330 للحرب، قالت وزارة الصحة في غزة، إن الجيش الإسرائيلي ارتكب 5 مجازر ضد العائلات خلال اليومين الماضيين أسفرت عن 89 قتيلاً و205 جرحى. وأكدت الوزارة، في بيان، ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 40691 قتيلاً و94060 مصاباً منذ السابع من أكتوبر الماضي.
من جهة أخرى، ما زال مصير مفاوضات بشأن إبرام صفقة لتبادل الأسرى والمختطفين ووقف إطلاق النار في غزة مجهولاً، بينما نقلت «القناة ال13» الإسرائيلية عن مسؤولين قولهم بأن المفاوضات على وشك الانهيار، وأن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تتصرف بناء على اعتبارات سياسية، بعد تصديقها على البقاء في محور فيلادلفيا الذي يشكّل نقطة خلافية في المفاوضات.
وأفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، مساء أمس السبت، أن المفاوضات بين حركة «حماس» وإسرائيل في العاصمة القطرية الدوحة «لم تحقق أي تقدم أو انفراج» في أي من القضايا البارزة، بينما اعتبرت مصادر مطلعة تصويت مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر على بقاء القوات الإسرائيلية في محور فيلادلفيا، إغلاقاً كاملاً لباب المفاوضات.
وبموازاة ذلك، نقل موقع «والا» الإسرائيلي عن مسؤول أمريكي تأكيده وجود ما وصفها ب«أمور سرية» يجري نقاشها في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، وأن هذه الأمور «لا يمكن الحديث عنها علانية». وذكر هذا المسؤول، بحسب الموقع ذاته، أن «جميع الأطراف كانت ممثلة في اجتماعات القاهرة والدوحة، وإن المشاورات مستمرة».
بدوره، أفاد موقع «أكسيوس» الأمريكي، بأن المحادثات التي جرت في الدوحة بشأن صفقة الرهائن كانت مفصلة وبناءة، حيث حضرتها جميع الأطراف المعنية. وأضاف أن المشاورات ما زالت مستمرة، مع التركيز حالياً على تفاصيل تنفيذ الصفقة لضمان نجاحها.
وتحاول الولايات المتحدة تركيز المفاوضات على الملفات الأقل صعوبة؛ مثل آليات الإفراج عن الرهائن، ومواصفات الأسرى الفلسطينيين الذين سيجري إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى من عملية التبادل، لكن مصادر مطلعة قالت إن «هذا الأسلوب لم يحقق أي اختراق؛ إذ واصل الجانب الإسرائيلي تحفظه على أسماء 65 أسيراً فلسطينياً، وتمسكه بمبدأ إبعاد عدد كبير من الأسرى إلى خارج الأراضي الفلسطينية». وقال مسؤولون في حركة «حماس» إن «الجانب الأمريكي لا يقوم بأي ضغوط على الجانب الإسرائيلي، الأمر الذي يضع شكوكاً عميقة حول فرص نجاح هذه الوساطة». (وكالات)
