د. بسمة عصمت بشير*
لا يزال التدخين يُمثّل تحدياً كبيراً للصحة العامة في كافة أنحاء العالم، حيث يُقدر عدد المُدخّنين بأكثر من 1.1 مليار مُدخّن على مستوى العالم. ومما يثير قلقنا هو الانتشار المتزايد للتدخين بين الشباب؛ حيث إنه ناجم عن طبيعة النيكوتين التي تُسبب الإدمان الشديد. ففي مجالنا، يتجه هذا المنحنى إلى أمر مخيف، حيث نشهد ارتفاعاً ملحوظاً في معدلات التدخين بين الأطفال والمراهقين.
مخاطر التدخين الضارة على الصحة والمجتمع:
التدخين له تأثير بعيد المدى على الصحة. فهو السبب الرئيسي لأمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض الجهاز التنفسي وأنواع مختلفة من مرض السرطان. وعلاوة على ذلك، يُشكّل التدخين السلبي مخاطر جسيمة على صحة غير المُدخّنين، وخاصةً الأطفال. مما ينتج عنه مشاكل تنفسية مزمنة ومتلازمة موت الرضع المفاجئ. ومن الناحية الاجتماعية، يُسهم التدخين في أعباء اقتصادية ضخمة على المجتمع، بما في ذلك تكاليف الرعاية الصحية وانخفاض الإنتاجية.
استراتيجيات الحد من إدمان التدخين:
لمكافحة هذا الوباء، علينا اعتماد نهج شامل ومُتعدد الجوانب. أولاً، تُعدّ البرامج التعليمية المُتعلقة بالتوعية بمخاطر التدخين بالغة الأهمية. فمن خلال دمج التثقيف حول أضرار التدخين ضمن المناهج المدرسية، يمكننا إعلام الشباب بمخاطر التدخين قبل أن يفكروا حتى في تجربته. ويمكننا إطلاق حملات التوعية العامة لتعزيز الوعي بأهمية الإقلاع عن التدخين على نطاق أوسع. وثانياً، تُعدّ اللوائح الصارمة ضرورية. حيث إن حظر بيع منتجات التبغ للأشخاص دون سن 21 عاماً من شأنه أن يؤدي إلى الحد من الوصول إليها وتأخير إمكانية بدء التدخين. فلا يقل التطبيق الصارم لهذه القوانين أهميةً عن ضمان فاعليتها. وأخيراً، يُعدّ توفير الدعم اللازم للراغبين في الإقلاع عن التدخين بالفعل أمراً جوهرياً. فمن خلال تقديم برامج الإقلاع عن التدخين، بما في ذلك الاستشارات وعلاجات استبدال النيكوتين، يساعد ذلك الأشخاص على الإقلاع عن التدخين وعيش حياة أكثر صحة.
الخلاصة:
من خلال العمل معاً، وعن طريق برامج التوعية وسن القوانين وتقديم الدعم، يمكننا إحداث تأثير كبير في الحد من انتشار التدخين وبناء مجتمع أكثر صحة.
* استشارية طب الأسرة- مستشفى إن إم سي رويال - الشارقة