قلب الشارقة في إيطاليا

00:51 صباحا
قراءة دقيقتين

زيارة لمكتبة عريقة، وجولة عميقة، ذات سكون وتاريخ، وبحث في شغف الكتب وأصول الأشياء، في إيمان بقيمة الوجود الإنساني الحضاري، وفي صوت للعربية وثقافتها وإرثها، في حضرة الحبّ ومن رسّخ عمره في الثقافة ونشرها، وحفظها وصونها، ونقلها إلى العالم برؤى أصيلة تحتضن التسامح، والتعارف، والتعايش بحقيقة الوجود وأصل الكون وجماله، في ترقب دائم لما هو قادم، واحتضان قلقه على العالم وكيف يرانا، وكيف نعود ونزوره في أرضه محمّلين بالوفاء لأصل العلوم وثقافة الشعوب وحفظ قيمنا، وما ورثناه من حقيقة الدين، والعلم، والعروبة والقيم.
هذا هو سلطان الثقافة والأدب والعلم والتاريخ، يمشي بخطى النور في إيطاليا.
تابعنا على مدى أيام زيارة صاحب السموّ الشيخ الوالد الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة لمكتبة «أمبروزيانا»، واطّلاعه على أهم المخطوطات التي احتوتها أروقتها التاريخية، في زيارة هي جسر سلام وبناء واتصال، وربط للجذور، وترسيخ لقاعدة أن العلم هو ما يربط الشعوب ويرتقي بها.. هو السلاح الذي نريد العالم كله أن يحمله ويتقنه، ليأتي اليوم الثاني مشرقاً في افتتاحه المعهد العربي الثقافي في ميلانو. افتتاح بدأ بنشيد يعزّ على كل مسلم ومسلمة «طلع البدر» الذي استقبل به أهل المدينة أشرف خلق الله، رسولنا الكريم، محمد صلى الله عليه وسلم، تلك اللحظة التي غيّرت تاريخ البشرية وبدأت عهداً جديداً في الخروج من الظلمات للنور.
وكأني أرى أن هذا الاستهلال نور جديد يطلّ على المسلمين والعرب في بقاع عرفت بالفن والعمارة والعلوم والتاريخ. ما نراه كل يوم من حضور لسموّه وألقه ليس إلا دليل على الحب الكبير الذي يملكه في قلبه للعالم، وحب العالم له؛ فهو من جعل الكتاب عالمياً، وهو من جعل الإمارات ممثلة، بالشارقة، في قلب كل عرس ثقافي محلي وعالمي، في مختلف الفعاليات والاتجاهات.
إن الاحتفاء الذي وجدناه، وسنجده دائماً من العالم لنا، هو الصورة الحقيقية لجهود قيادتنا في مختلف المجالات، وهي الخطى السديدة التي يمشون بها مكملين رحلة التأسيس والنضج والعالمية.
السعادة في الإنجاز حين يكون لخدمة الإنسان وعالمه، والسعادة حافلة في قلب سلطان، الذي لا يكلّ ولا يملّ، بل مستمر في أداء حق العلم عليه؛ وقد قال «الإنسان هو حجر الأساس»، وهذا الأساس، من دون علم وركيزة وثبات لا يمكن أن يمضي.
كلّنا فخر واعتزاز وتطلع لأن نكون دائماً قيمة مضافة في عالم الثقافة والتاريخ، ونبقى مؤثرين بخير في تاريخ البشرية واستمراريتها في نور. دُمنا جميعاً مرفرفين في زهوّ في ظلال الكتب وبحر العلوم والثقافة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2wnnnaz9

عن الكاتب

مؤلفة إماراتية وكاتبة عمود أسبوعي في جريدة الخليج، وهي أول إماراتية وعربية تمتهن هندسة البيئة في الطيران المدني منذ عام 2006، ومؤسس التخصص في الدولة، ورئيس مفاوضي ملف تغير المناخ لقطاع الطيران منذ عام 2011

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"