عادي

الانتخابات المحلية بألمانيا: شولتس يدعو لاستثناء اليمين المتطرف من التحالفات

14:34 مساء
قراءة 3 دقائق
الانتخابات المحلية بألمانيا: شولتس يدعو لاستثناء اليمين المتطرف من التحالفات

الخليج - وكالات
حضّ المستشار الألماني أولاف شولتس، الأحزاب الرئيسية الاثنين، للوقوف في وجه «حزب البديل من أجل ألمانيا» المتطرّف، بعدما حقق الحزب مكاسب تاريخية في انتخابات محلية نُظّمت في مقاطعتين في الشرق.
وقال شولتس على فيسبوك إن هناك: «دعوة الآن إلى جميع الأحزاب الديمقراطية لتشكيل حكومات مستقرة من دون متطرّفين يمينيين» في مقاطعتي تورينغن وساكسونيا، واصفاً نتائج الأحد، بأنها «مقلقة».
حل ثانياً
فاز حزب «البديل من أجل ألمانيا» اليميني المتطرف بفارق كبير في الانتخابات الإقليمية في مقاطعة تورينغن، وحل ثانياً خلف المحافظين في مقاطعة ساكسونيا شرقي ألمانيا، الأحد، محققاً نتائج «تاريخية» تمثل نكسة لحكومة المستشار أولاف شولتس.
وأعلن حزب «البديل من أجل ألمانيا» المنتقد لسياسة استقبال اللاجئين، والذي «تثير صلاته بالكرملين شكوكاً»، الفوز في تورينغن، حيث تقدّم على خصومه بنسبة كبيرة من الأصوات.
وقال زعيم الحزب في ألمانيا تينو شروبالا: إن «البديل من أجل ألمانيا» حصل على «تفويض واضح للحكم»، مؤكداً أنه مستعد «للتحدث مع كل الأحزاب» لتشكيل أغلبية مطلقة.
ونُظمت الانتخابات في المقاطعتين في سياق أجواء متوترة بعد نحو أسبوع من مقتل ثلاثة أشخاص في عملية طعن في مدينة زولينغن غربي البلاد أقرّ مشتبه فيه بتنفيذها وتبنّاها تنظيم «داعش» الإرهابي، أثارت الجدل مجدداً بشأن الهجرة في ألمانيا.
وتصدر حزب البديل من أجل ألمانيا النتائج في تورينغن إحدى أصغر المقاطعات في البلاد حاصداً 33,1 في المئة من الأصوات، وتقدّم على حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي المحافظ الذي نال 24,3 في المئة من الأصوات، وفق التقديرات.
ويترأس بيورن هوكه حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف في تورينغن، وهو من أكثر الشخصيات تطرفاً في الحزب.
وفي ساكسونيا، تقدّم حزب «الاتحاد الديمقراطي المسيحي» وهو حزب المستشارة السابقة أنغيلا ميركل بفارق بسيط؛ إذ نال 31,7 في المئة من الأصوات، وحل حزب «البديل من أجل ألمانيا» ثانياً (31,4 في المئة) بنتيجة متقاربة.
ويشكل فوز حزب «البديل من أجل ألمانيا» في تورينغن سابقة في البلاد منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، حتى لو كان من غير المرجح أن يتولى السلطة الإقليمية مع رفض كل الأحزاب الأخرى عقد أي تحالف معه.
وقال الأمين العام لحزب «الاتحاد الديمقراطي المسيحي» كارستن لينيمان، الأحد: إن «الناخبين يعرفون أننا لن نشكل ائتلافاً مع حزب البديل من أجل ألمانيا»، داعياً إلى تشكيل حكومة.
نكسة كبيرة لشولتس
وحقّق حزب «بي إس في» اليساري المتطرف الجديد اختراقاً كبيراً؛ إذ حصل على أكثر من 10 في المئة من الأصوات في المقاطعتين، ويمكن أن يصبح صانع ملوك محتمل في تشكيل الحكومتين الإقليميتين في تورينغن وساكسونيا في المستقبل.
وقد أسست السياسية اليسارية زهرا فاغنكنخت هذا الحزب في كانون الثاني/يناير بعد استقالتها من حزب دي لينكه، وهي تدعو إلى إحلال السلام مع روسيا والتشدد حيال الهجرة.
ولقي كل من حزب «البديل من أجل ألمانيا» وحزب «بي إس في» قبولاً شعبياً في المقاطعتين الواقعتين شرقي البلاد بخطاباتهما العنيفة ضد الهجرة، ومن خلال الدعوة إلى وضع حد لشحنات الأسلحة التي ترسلها برلين إلى كييف، وهو موقف يحظى بشعبية كبيرة في هذه المناطق من جمهورية ألمانيا الديمقراطية الشيوعية السابقة، حيث ما زال الخوف من الحرب يسكن النفوس.
وأظهرت النتائج أيضاً تعرض الائتلاف الحكومي أي الحزب «الاشتراكي الديمقراطي» بزعامة المستشار أولاف شولتس، وحزب «الخضر» والحزب «الديمقراطي الحر» (ليبيراليون) لنكسة كبيرة قبل عام من الانتخابات التشريعية التي ستُجرى في 2025.
وسجل حزب شولتس نسبة تراوح بين 6,6 و7,8 في المئة من الأصوات.
وسيخرج «الخُضر» من برلمان تورينغن، ولن يكون لليبراليين من الحزب «الديمقراطي الحر» ممثلون في أي من المجالس الإقليمية بعد هذه الانتخابات.
وقد تحكم تحالفات كبيرة غير متجانسة من اليمين واليسار المقاطعتين اللتين تحظيان بامتيازات مهمة في النظام الألماني في مجالي التعليم والأمن.
تغييرات كبيرة
سعى زعماء حزب «البديل من أجل ألمانيا» إلى استغلال الصدمة التي أحدثها الهجوم في مدينة زولينغن غربي البلاد، متهمين الحكومات الفيدرالية المتعاقبة بنشر «الفوضى».
وأعلنت حكومة شولتس تحت الضغط تعزيز مراقبة الهجرة وتقييد استخدام السلاح الأبيض.
وتأسس حزب البديل من أجل ألمانيا في 2013 كمجموعة مناهضة لليورو، قبل أن يتحول إلى حزب معادٍ للهجرة بعد أزمة الهجرة في 2015 وجائحة كوفيد-19 والحرب الروسية الأوكرانية التي أضعفت الاقتصاد الأول في أوروبا ورفعت الأسعار.
وحقق الحزب نتيجة قياسية في الانتخابات الأوروبية في يونيو/حزيران، بحصوله على 15,9 في المئة من الأصوات. وهي أفضل نتيجة حققها على الإطلاق، ونتيجة جيدة بشكل خاص شرقي ألمانيا، حيث خرج كأكبر قوة.
وتزداد شعبية الحزب في مناطق جمهورية ألمانيا الشرقية السابقة، بسبب استمرار حال من عدم المساواة منذ إعادة توحيد البلاد في عام 1990، وأزمة ديموغرافية عميقة مرتبطة برحيل الشباب إلى مناطق أخرى على الرغم من الانتعاش الاقتصادي شرقي ألمانيا.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/55mayzs8

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"