غزة ـ (أ ف ب)
تبادلت حركة حماس ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الاتهامات بشأن تعثّر المفاوضات للتوصل إلى اتفاق لوقف لإطلاق النار في قطاع غزة، بعد مرور أحد عشر شهراً على بدء الحرب.
وبعد ساعات على اتهام نتنياهو للحركة «برفض كلّ شيء» في محادثات الهدنة، ألقت حماس باللوم عليه في «إفشال» المساعي في هذا الإطار، عبر الإصرار على عدم الانسحاب من محور فيلادلفيا في قطاع غزة المحاذي للحدود المصرية.
ويأتي تبادل الاتهامات في وقت يواجه نتنياهو ضغوطاً لإبرام اتفاق من شأنه إطلاق سراح الرهائن، في أعقاب إعلان السلطات الإسرائيلية، الأحد، العثور على جثث ستة رهائن قتلوا على أيدي حماس في نفق في جنوب قطاع غزة.
وقال نتنياهو، الأربعاء: «رفضت حماس كلّ شيء، وعندما نحاول إيجاد أرضية تمهّد لإطلاق المفاوضات، يرفضون ويقولون، إنه ليس هناك ما يمكن مناقشته».
وتشترط الحركة من جهتها انسحاباً إسرائيلياً كاملاً من قطاع غزة. وأكدت في بيان، الخميس، أن «قرار نتنياهو التوصل لاتفاق بعدم الانسحاب من محور صلاح الدين (فيلادلفيا) يهدف لإفشال المفاوضات».
وقالت عبر تطبيق «تيليغرام»: «لسنا بحاجة إلى مقترحات جديدة»، مضيفة أن «المطلوب الآن هو الضغط على نتنياهو وحكومته، وإلزامهم بما تمّ التوافق عليه»، في إشارة إلى الاقتراح الذي كان تقدّم به الرئيس الأمريكي جو بايدن في مايو/أيار، ووافقت عليه حماس في يوليو/تموز، وينص على ثلاث مراحل تنتهي بانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة.
وقال مسؤول في إدارة بايدن، الأربعاء: «لا نرى أن هذا الاتفاق، المعقّد لكن الضروري، هو التسوية الأكثر قابلية للحياة، وربما الوحيدة القابلة للحياة لإنقاذ حياة الرهائن ووقف الحرب وجلب الانفراج إلى غزة مع أخذ أمن إسرائيل بالاعتبار».
وأضاف، «لا شيء في الاتفاق يلحظ ممر فيلادلفيا، لكن الاتفاق ينص على الانسحاب من المناطق المأهولة».
وأشار إلى أن الإسرائيليين «تقدموا خلال الأسبوعين الماضيين يخفّفون بموجبه وجودهم في محمور فيلادلفيا، ما يبدو وكأنه يتماشى مع مضمون الاتفاق».
وأثار العثور على جثث ستة رهائن في نفق تحت الأرض في مدينة رفح، حزناً وغضباً عارماً في إسرائيل، خصوصاً من عائلاتهم التي رأت أن اتفاقاً لوقف إطلاق النار كان كفيلاً بعودتهم أحياء. كما أعقب ذلك احتجاجات شعبية رافقها إضراب جزئي، الاثنين، في بعض البلدات والقطاعات الاقتصادية.
ويفترض أن تسير تظاهرة جديدة مساء اليوم في تل أبيب في إطار التحرك الشعبي نفسه.
ميدانياً، أفاد مصدر طبي بمقتل أربعة أشخاص، «جراء قصف لخيام نازحين في داخل مستشفى في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة».
وقال الجيش الإسرائيلي، إنّه ضرب «مركز قيادة» يستخدمه عناصر حركتي حماس والجهاد في دير البلح.
كذلك، قُتل شخص وأصيب آخرون بجروح جراء قصف إسرائيلي استهدف خيمة في منطقة المواصي غرب مدينة خان يوس في جنوب قطاع غزة، وفقاً لمسعفين في الهلال الأحمر الفلسطيني.
«يفجّر كل شيء»
بموازاة ذلك، يواصل الجيش الإسرائيلي عمليته العسكرية في الضفة الغربية منذ تسعة أيام.
وقال الجيش الإسرائيلي في منشور، إنّه شنّ «ثلاث غارات جوية محدّدة الأهداف ضدّ إرهابيين مسلّحين شكّلوا تهديداً للجنود» الإسرائيليين في منطقة طوباس التي تضم مخيّم الفارعة للاجئين.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية، إنّ غارة استهدفت سيارة أسفرت عن مقتل خمسة رجال تتراوح أعمارهم بين 21 و30 عاماً، وإصابة اثنين آخرين بجروح.
وأفاد شهود عيان باقتحام «عدد كبير» من القوات الإسرائيلية مخيّم الفارعة قرب طوباس «حيث سُمع دوي انفجارات».
وبدأت العملية العسكرية الإسرائيلية في 28 أغسطس/آب، وأطلقت عليها اسم «المخيمات الصيفية» وتشمل جنين وطوباس وطولكرم في شمال الضفة. وقُتل فيها 35 فلسطينياً، وفق وزارة الصحة الفلسطينية، بينهم أطفال.
ودمّرت القوات الإسرائيلية البنية التحتية في جنين وفي أماكن أخرى في الضفة الغربية. وقالت الأمم المتحدة، إنّ الجيش الإسرائيلي يقيّد الوصول إلى المستشفيات، ويستخدم «تكتيكات شبيهة بالحرب».
عادي
نتنياهو وحماس يتبادلان الاتهامات بإفشال مفاوضات وقف القتال
5 سبتمبر 2024
14:38 مساء
قراءة
3
دقائق
https://tinyurl.com/47cwa47r