متابعة: علي نجم
دخل «الأبيض» الإماراتي بسرعة أجواء موقعته المقبلة المهمة أمام منتخب إيران في 10 سبتمبر الحالي في استاد هزاع، وذلك بعد عودته من الدوحة بفوز مهم على «العنابي» القطري 3-1 ضمن منافسات المجموعة الأولى للدور الحاسم من تصفيات مونديال 2026.
وستكون المباراة أمام إيران مهمة لأن حصد «الأبيض» ل6 نقاط في أول مباراتين سيشكل أكبر دافع في المباريات المقبلة.
كان منتخب الإمارات عاد من رحلة الدوحة بفوز تاريخي، تحقق بالتفوق على منتخب قطر بطل آسيا في آخر نسختين، بنتيجة هي الأفضل لمنتخبنا في الدوحة على مر تاريخ لقاءات المنتخبين.
ومنح الفوز على قطر في بداية مشوار الدور الحاسم 8 إيجابيات هي:
1-منح الفوز على العنابي، منتخبنا فرصة اعتلاء صدارة ترتيب المجموعة الأولى بفارق الأهداف عن إيران وأوزبكستان.
2-منح الفوز على العنابي، جماهير الأبيض جرعة كبيرة من الثقة، بقدرات الفريق واللاعبين على تحقيق الحلم الكبير، وهو ما سيترجم بزحف جماهيري كبير أمام المنتخب الإيراني في لقاء الثلاثاء في ملعب هزاع بن زايد.
3-أكد الفوز على العنابي، وفي الدوحة، أن حسابات الورق، والتصنيف، وعامل الأرض والجمهور، لا يكون مؤثراً أو صاحب كلمة الحسم، قياساً إلى ما ظهر فوق أرض ملعب استاد أحمد بن علي، وما حدث في 45 دقيقة.
4-برهن المدير الفني البرتغالي باولو بينتو، مرة جديدة، أنه «ملك المفاجآت» على صعيد هوية العناصر الأساسية، الذين يراهن عليهم في التشكيل الأساسي، أو حتى الخيارات التي يدفع بها خلال الحصة الثانية من زمن المباراة.
5-وضوح جاهزية غالبية اللاعبين بدنياً، لاسيما الذين يحظون بفرصة المشاركة الكاملة مع فرقهم في المسابقات الرسمية، وهو ما أكد صوابية رؤية الجهاز الفني الذي راهن على المسابقات المحلية من أجل تحضير اللاعبين، بدلاً من دخولهم في معسكر تدريبي مع الأبيض، لن يؤتي الثمار التي يتحصل عليها اللاعب من خلال الاحتكاك في المباريات الرسمية.
6-ثقة المدرب بالعناصر التي يعرف قدراتها من قبل، حيث لم يدفع سوى بكوامي مدافع العين من ضمن قائمة الرباعي الجديد الذي وقع عليه الاختيار في التشكيلة الأساسية، بينما اكتفى هانت القادم من الدوري الإنجليزي بالمشاركة بديلاً في الدقائق الأخيرة من زمن المباراة.
شراكة ناجحة
7-نجاح شراكة كوامي- خليفة الحمادي، في الحد من خطورة وفعالية الهداف القطري المعز علي، الذي كان «ضيف شرف» طوال الدقائق التسعين، ولم يلمس الكرة داخل المربع إلا في مرات لم تتعد عدد أصابع اليد الواحدة.
8-أكدت كرة القدم مرة جديدة أن لغة الأرقام تبرز الحقائق، لكنها ليست المقياس للحكم على هوية الفائز، بعدما اكتفى منتخبنا بنسبة 31% من الاستحواذ على الكرة، لكنه خرج فائزاً بالثلاثة، في وقت لم يسدد العنابي سوى تسديدة واحدة على مرمى خالد عيسى رغم امتلاك الكرة بنسبة 69%، مقابل 4 تسديدات إماراتية سجل منها لاعبونا 3 أهداف.
سيناريو الفوز
وضعت القرعة منتخبنا الوطني في موقف لا يحسد عليه كثيراً، حين وضعت في طريقه الثنائي الأعلى تصنيفاً في المجموعة (قطر وإيران) للعب بمواجهة الثنائي في أول مرحلتين من زمن التصفيات.
كانت مباراة قطر، أقرب ما تكون إلى مفتاح رئيسي، حتى تتضح مسيرة المنتخب، وإن كانت نتيجة المباراة ليست حاسمة كما وصفها المدرب البرتغالي بينتو قبل اللقاء، لكنها كانت بلا شك، ستكشف عن ملامح وهوية الأبيض وجاهزية خوض التصفيات المونديالية. واستغل أصحاب الأرض جزءاً من الفراغ في الوسط، وتباعد الخطوط ما بين الرباعي الدفاعي وأهل الوسط، لصنع الخطورة عبر تمرير الكرة إلى أكرم عفيف الذي تلاعب بالظهير خالد الظنحاني قبل أن يمرر كرة إلى الواعد إبراهيم الحسن، ليسجل منها هدف التقدم لأصحاب الأرض.
الأداء الهجومي في الشوط الأول، بدا خجولاً ولم يصنع يحيى الغساني وحارب عبد الله الكثير من الخطر، بينما مارس كايو دور المزعج الذي لا يكل ولا يمل ولم يجد الدفاع العنابي سبيلاً من أجل إيقافه سوى بالمخالفات.
كانت تعليمات بينتو بين شوطي المباراة واضحة المعالم، اللعب بجرأة، وعدم الخوف، والتماسك والتوجه بنسبة أكبر نحو مرمى المنتخب المضيف، على حد تعبير يحيى الغساني بعد نهاية المباراة.
نجح حارب عبد الله، أكثر عناصر منتخبنا نشاطاً من أدراك التعادل، حين تسلم الكرة داخل المربع القطري بعد تمريرة رائعة من يحيى نادر، ليتلاعب بالثنائي الدفاعي، وليسدد كرة لولبية خدعت الحارس برشم، وسكنت الشباك، لتمنح المنتخب الإماراتي هدف التعادل الثمين.
لعبة الأورق
شهد ربع الساعة الأخير لعب بالأوراق الرابحة بين المدربين بينتو من الجانب الإماراتي ولوبيز من الجانب القطري، فزج مدرب منتخبنا بالجناح علي صالح من أجل استغلال المساحات في الدفاع القطري بعد الاندفاع العنابي هجومياً لتسجيل هدف التقدم.
جاءت الدقيقة 80، لتعلن عن الهدف الثاني حين انطلق الظهير خالد الظنحاني من منطقته الدفاعية، ليخترق الوسط العنابي، وليتبادل الكرة مع حارب، قبل أن يسدد كرة من خارج المربع بطريقة ولا أروع سكنت مرمى أصحاب الأرض، لتعلن عن هدف التقدم.
وفي الوقت بدل الضائع، تمكن علي صالح من تسجيل الثالث، وعن الحصول على أول وأغلى ثلاث نقاط في رحلة التصفيات نحو بلوغ نهائيات مونديال 2026.
الجدير بالذكر أن الجولة الثانية من التصفيات المونديالية ستشهد مواجهات من العيار الثقيل في المجموعة الأولى، حيث سيلتقي منتخبنا مع إيران في العين، بينما يحل المنتخب القطري ضيفاً على كوريا الشمالية، في وقت سيحل منتخب أوزبكستان (3 نقاط) ضيفاً على قيرغزستان.