عادي
الحجز يتخطى 1500 درهم والانتظار يتجاوز 6 أشهر

بحثاً عن المواعيد.. «شنغن» تنعش «السوق السوداء»

23:01 مساء
قراءة 6 دقائق

دبي: حازم حلمي

وصلت إلى محمد (مقيم في الإمارات) دعوة لتغطية حدث إعلامي في دولة اوروبية، وكان بحاجة إلى تأشيرة «شنغن» من أجل السفر لحضور الفعالية، دخل إلى المواقع الإلكتروني ل«في إف إس جلوبال» VFS Global، للبحث عن موعد وتقديم الطلب، لكن كانت المواعيد محجوزة بالكامل. 
اتصل محمد بالعديد من مكاتب السياحة والسفر في الدولة من أجل المساعدة في الحصول على موعد، وبعد محاولات، قال مكتب «يمكن إيجاد موعد لك لتقديم الأوراق مقابل 850 درهماً، وهي لحجز الموعد دون رسوم التأشيرة وحجز الفندق وتذاكر الطيران والتأمين الصحي»، وتفاجأ من السعر، والذي بحسب رأيه مبالغ فيه لدرجة كبيرة.
قال محمد ل«الخليج»، قمت بإلغاء سفري، بسبب عدم توافر المواعيد، كما أن الفعالية في منتصف سبتمبر/أيلول الجاري، ومن الصعب الحصول على الموافقة اللازمة للسفر.
يقول مدير مكتب وكالة سياحة وسفر في دبي، فضل عدم ذكر اسمه، إن السوق السوداء لهذه التأشيرة بدأت تبرز لكثرة الطلبات التي تصل إلى مكاتب السياحة والسفر في الآونة الأخيرة، ونية المقيمين زيارة دول ال «شنغن» بتأشيرة واحدة.
وأضاف: «المكاتب لا تبيع المواعيد، بل هناك أشخاص معينون يحصلون على أموال من المتقدمين، مقابل حجز موعد لتقديم الأوراق والمستندات المطلوبة في مكاتب«في إف إس جلوبال» في دبي، وتبلغ رسوم الحجز نحو 500 درهم أو أكثر في بعض الأحيان».
وأكد أن صعوبة الحصول على مواعيد، شجعت الأفراد على البحث عن أشخاص يقومون بحجز المواعيد بمقابل مادي كبير، ناصحاً الجميع بعدم التعامل مع هؤلاء الأشخاص الذين يحصلون على أموال كبيرة مقابل خدمة بسيطة جداً.

الصورة


وحتى كتابة هذا التقرير حاولنا حجز موعد عبر الموقع الإلكتروني لشركة «في إف إس جلوبال»VFS Global، في الإمارات، إلا أننا لم نتمكن من حجز أي موعد في القريب، وحتى لأشهر بعيدة، لكثرة الحجوزات التي تقدم بها المسافرون، وهذا بدوره شجع الأفراد الذين يودون السفر للأعمال أو لحضور مناسبات اجتماعية، أو للعلاج، على شراء المواعيد من مكاتب سياحة أو أشخاص وبأسعار مرتفعة جداً، لاسيما أن حجز المواعد عبر الموقع الإلكتروني يكون مجاناً وبدون رسوم.
وأكدت«في إف إس»، أن حجز موعد للحصول على التأشيرة مجاني، ولا يتم فرض رسوم مقابل المواعيد، مشيرة إلى أنه يتعين دفع رسوم المعالجة فقط، والتي تستحق قبل الحضور لمقابلة التأشيرة في القنصلية المعنية.
البحث عن المواعيد
يقول أكرم محمد، الرئيس التنفيذي لشركة «Vip بلاتينيوم كونسيرج»: «إن بعض الشركات تقوم بتوظيف أشخاص مهمتهم فقط البحث عن مواعيد للتأشيرة، وحجزها على الفور، ويتم بيعها بمقابل مادي يصل إلى 1500 درهم، للأشخاص الذين يودون السفر سريعاً، وفي بعض الأحيان تبدأ الأسعار من 500 وحتى 1000 درهم، وحسب احتياجات الأشخاص».
ولفت إلى أن الكثير من مكاتب السياحة والسفر في الإمارات تحجز المواعيد بشكل مجاني للمسافرين، الذين يريدون السفر معهم، إذا كانوا يودون السفر من خلالهم، ويشمل الحجز، الفندق، وتذاكر الطيران، والرحلات السياحية الداخلية، والتنقل، واستأجر مركبة، والتأمين الصحي، وغيرها من الاحتياجات التي يريدها المسافر.
ولفت الرئيس التنفيذي إلى أن «في إف إس»، لا يمكنها السيطرة على حجز المواعيد، عبر موقعها الإلكتروني، لأن المواعيد تتحكم فيها سفارات وقنصليات البلدان التي تعمل في الإمارات.
وأوضح أن بيع المواعيد أصبح منتشراً بين الأشخاص الذين ييأسون من الحصول عليها، فيبحثون عمن يقوم بتأمينها لهم ولو بمقابل مادي كبير.
الحذر من المحتالين
كانت«في إف إس» في الإمارات، المختصة في استخراج التأشيرات، دعت بداية الصيف جميع المتقدمين إلى توخي الحذر من المحتالين، الذين يزعمون تقديم المساعدة للحصول على التأشيرة، مقابل مبلغ مالي كبير.
وأضافت، أن تحصيل الرسوم من المقيمين في الإمارات غير مسموح به إطلاقاً، مقابل تأمين مواعيد. ونظراً للعدد الكبير من الأشخاص الذين وقعوا بالفعل ضحية لمثل هذه الاحتيالات في الدولة، نصحت رئيسة مكتب«في إف إس» في الإمارات، موناز بيليموريا، الجميع بتحديد مواعيدهم بأنفسهم.
رسوم مرتفعة
يقول إياد نقاش، مدير مكتب أطلس للسياحة والسفر:«نسمع بين الفينة والأخرى أن بعض مكاتب السياحة والسفر باتت تأخذ رسوماً مرتفعة بشكل كبير من العملاء، مقابل حجز موعد لتقديم الأوراق إلى مكاتب «في إف إس»، مع العلم أن حجز الموعد عبر الموقع الإلكتروني للشركة مجانية، وحالياً غير متاح».
وأضاف:«نستغرب من حصول بعض الشركات على مواعيد بسرعة وفي أوقات قريبة جداً، وتقوم ببيعها للمتقدمين، بينما تقوم الكثير من الشركات بتوظيف أشخاص لمراقبة المواعيد عبر الموقع الإلكتروني، لحجزها للمراجعين والزبائن وبرسوم رمزية، وفي كثير من الأحيان تكون مجانية».
وأكد أنهم في الشركة لا يأخذون إلا نحو 150 درهماً لتجهيز الأوراق وتفقدها، وحجز تذاكر السفر والفندق والتأمين الصحي للمتقدمين لقاء هذه الخدمة، وفي كثير من الأحيان تكون بلا رسوم.
ودعاء مدير مكتب أطلس للسياحة والسفر، إلى ضرورة وضع حد لتسريب المواعيد التي تحصل عليها مكاتب دون غيرها، وأن تكون المواعيد فقط متاحة عبر الموقع الإلكتروني ل «في إف إس»، وألا تباع خارج المكاتب ومن قبل أشخاص معينين.
الكثير من الأشخاص الذين كانوا يودون السفر إلى دول «شنغن» في الصيف لم يتمكنوا من الحصول على موعد لتقديم أوراقهم، لأنها وبحسب قولهم محجوزة بالكامل، ولا يمكن حجز موعد لتقديم الوثائق والمستندات، وبعضهم حول وجهته إلى دول يسهل الحصول على تأشيرتها أو السفر إليها من دولة الإمارات وبدون تأشيرة مسبقة نحو (10 دول).
شراء المواعيد
وقال بعض المسافرين، والذين فضلوا عدم الكشف عن اسمهم، إنهم تمكنوا عن طريق مكاتب معينة، من الحصول على مواعيد لتقديم أوراقهم، رغم عدم توافرها عبر الموقع الإلكتروني ل «في إف إس»الإمارات، لكن برسوم تجاوزت ال500 درهم لكل طلب.
يقول إياد:«حاولت في شهر يوليو/ تموز الماضي، الحصول على موعد، لكن للأسف لم أتمكن من ذلك، والسبب أن جميعها محجوزة، وبعد مراقبة الموقع لأسابيع، تمكنت من الحصول على موعد في منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني القادم».

الصورة


ارتفاع الطلب
وقال مقيمون من جنسيات مختلفة في دولة الإمارات، إنهم واجهوا صعوبات كبيرة خلال الصيف في حجز موعد للحصول على تأشيرة، مرجعين السبب إلى ارتفاع الطلب على وجهات الاتحاد الأوروبي.
وقال موقع«شنغن نيوز»:«يتعين على الهنود والباكستانيين والبنغلاديشيين، الجنسيات الأكثر شيوعاً في دولة الإمارات، الحصول على التأشيرة للسفر إلى دول الاتحاد الأوروبي، على عكس مواطني دولة الإمارات، الذين يمكنهم زيارة المنطقة بدون تأشيرة».
شاركت إحدى المقيمات في الإمارات، تجربتها، وكشفت عن الصعوبات التي واجهتها عند محاولة التقدم بطلب للحصول على التأشيرة.
وقالت:«تمكنت من الحصول على موعد بعد انتظار طويل، لكن الموقع كان به الكثير من الخلل، مما اضطرنا إلى المحاولة أربع أو خمس مرات، كما لم نتمكن من الحصول على موعد لابنتي على الرغم من المحاولات المتعددة في كل من دبي وأبوظبي، وفي كل مرة كان الموقع يتجدد بمجرد وصولنا إلى صفحة الدفع».
أسباب الارتفاع
في مارس/آذار الماضي، كشفت «في إف إس» في الإمارات أن المقيمين أكثر حرصًا على التقدم بطلبات الحصول على التأشيرات، وقد يكون هذا مرتبطاً بالأحداث الرياضية الكبرى التي تستضيفها دول الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك بطولة كأس الأمم الأوروبية والألعاب الأولمبية 2024.
وأرجعت وكالات السياحة والسفر في الإمارات، الطلب الكبير من المقيمين للحصول على مواعيد، خلال صيف العام 2024، لسببين أولهما، حضور بطولة الأمم الأوروبية 2024، والتي استضافتها ألمانيا، ودورة الألعاب الأولمبية الصيفية 2024، التي استضافتها العاصمة الفرنسية باريس.
وأوضحت الوكالات أن الأحداث الرياضية الدولية لها جمهور كبير داخل الدولة، وبدأت مع انطلاق موسم الإجازات.
الحصول على موعد
يقول صاحب مكتب سياحة وسفر في دبي، إن هناك مجموعة عبر واتساب لعدد من مكاتب السياحة والسفر، تطرح بعضها عروضاً ونقاشات عن الأسعار والتأشيرة، وفي الأسبوع الأول من سبتمبر/ أيلول الجاري، كتب مدير مكتب سياحي في دبي أن شركته توفر مواعيد للتقدم للتأشيرة، تشمل العديد من الدول، بينما عبر الموقع الإلكتروني ل «في إف إس»الإمارات، لا يوجد أي موعد متاح لشهرين على الأقل، متسائلاً كيف لهذا المكتب أو غيره أن يتحصل على مواعيد جديد، دون غيره من المكاتب.
الحاصلون على التأشيرة
وكانت مصادر خاصة كشفت ل«الخليج»، أن المقيمين في دولة الإمارات تقدموا، خلال عام 2023، بنحو 234 ألف طلب للحصول على التأشيرة، وتم منح 175,601 شخص من المتقدمين التأشيرة، ورفض 52,485 طلباً. وأوضح المصدر، أن 3 دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي، تلقت أكبر عدد من طلبات التأشيرة للمقيمين في دولة الإمارات، وهي، ألمانيا وإسبانيا وهولندا.
 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2vbea23x

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"