عادي

رئيس الوزراء الياباني يتعهّد بتحسين العلاقات مع كوريا الجنوبية

22:03 مساء
قراءة 3 دقائق

سيؤول - أ ف ب
التقى رئيس الوزراء الياباني المنتهية ولايته فوميو كيشيدا الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول الجمعة، لإجراء جولة أخيرة من المحادثات، آملاً تعزيز العلاقات بين البلدين قبل أن يغادر منصبه.
وتجمع البلدين خلافات بشأن قضايا تاريخية مرتبطة باحتلال اليابان لشبه الجزيرة الكورية بين عامَي 1910 و1945، بما في ذلك العبودية والعمل القسري.
لكن يون سعى خلال السنوات الأخيرة لدفن الأحقاد، فأحيا محادثات منتظمة مع كيشيدا وعزز التعاون العسكري في مواجهة التهديدات المتزايدة من كوريا الشمالية المسلحة نووياً.
وقال يون «بناء على الثقة المتينة بين بلدينا، تحسّنت العلاقة بين كوريا واليابان بشكل كبير على مدى العام ونصف العام الماضي».
وأضاف «ما زالت هناك مسائل صعبة في العلاقة بين كوريا واليابان. أتطلع للعمل معاً بأسلوب استشرافي ليكون من الممكن أن تتواصل خطواتنا باتّجاه مستقبل أكثر إشراقاً».
وأفاد كيشيدا بأن «قلبه ينفطر» بالتفكير بأن عدداً كبيراً من الناس «شهدوا أوقاتاً حزينة وصعبة» في «بيئة صعبة كهذه»، في إشارة إلى ضحايا الخلافات التاريخية.
وأضاف أنه رغم أن لدى البلدين «تاريخاً.. من المهم جداً التعاون مع كوريا الشمالية باتّجاه المستقبل عبر وراثة جهود أجدادنا الذين تجاوزوا أوقاتاً صعبة».
وأفاد نائب مستشار الأمن القومي الكوري الجنوبي كيم تاي-هيو الصحفيين بأن الزعيمين أكّدا أن «أهمية العلاقات الكورية اليابانية لا تتغيّر بغض النظر عن الشخص الذي سيصبح رئيس وزراء (اليابان) المقبل».
ووصف بعض الخبراء القمة الـ12 بين الزعيمين بأنها «إنجاز كبير».
وقال الأستاذ في جامعة إيهوا في سيول ليف-إريك إيزلي في سيول «احتاج الأمر شجاعة سياسية من الجانبين لإزالة العقبات التاريخية أمام الدبلوماسية المكوكية».
وأضاف أن «القمم المتكررة لا تسهّل تنسيق السياسة فحسب، بل تدل على رغبة صحية في التعاون مع مسؤولين على مستوى العمل الذين يديرون القضايا الوظيفية، من الجمارك والهجرة وصولا إلى تغيّر المناخ».
كما وقّع يون وكيشيدا اتفاقاً لتسهيل جهود إجلاء مواطني البلدين في حال طرأ أمر ما في بلد ثالث وتسهيل إجراءات الهجرة.
«تحسين العلاقات»
وذكر كيم أن الزعيمين شددا على أهمية «التعاون بين كوريا واليابان ومع الولايات المتحدة للاستجابة إلى قضية كوريا الشمالية النووية».
والعام الماضي، التقى يون وكيشيدا الرئيس الأمريكي جو بايدن في كامب ديفيد في اجتماع هدف إلى تحسين ردهما المشترك على كوريا الشمالية.
وقال كيم إن الزعيمين «قررا المحافظة على جهوزيتهما لمنع» استفزاز كوري شمالي مدعوم من روسيا.
وذكرت وسائل إعلام يابانية أن كيشيدا قد يقوم أيضاً بزيارة أخيرة لواشنطن قبل تنحّيه، وأعلن كيشيدا أنه لن يسعى للترشح مرة أخرى كزعيم للحزب الليبرالي الديمقراطي الذي يحكم منذ مدة طويلة لدى انقضاء ولايته هذا الشهر.
ويتوقع أن يختار الحزب المحافظ زعيماً جديداً له في 27 أيلول/سبتمبر.
وقالت تشوي إيون-مي الباحثة في معهد آسان للدراسات السياسية لوكالة فرانس برس إن زيارة كيشيدا التي تأتي قبل ثلاثة أسابيع من انتهاء ولايته تظهر «استعداده وسعيه لمواصلة زخم تحسين العلاقات بين البلدين».
وأضافت أن الزيارة «ستكون رسالة لرئيس الوزراء المقبل لمواصلة هذه الجهود».
وتعرضت إدارة يون لانتقادات شديدة في تموز/يوليو بعد إضافة شبكة مناجم في جزيرة يابانية معروفة بالعمل القسري في زمن الحرب، إلى قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو بعدما أسقطت كوريا الجنوبية اعتراضاتها السابقة على إدراجها.
ونظّمت مجموعات المجتمع المدني احتجاجات مناهضة لزيارة كيشيدا الجمعة، وقال ناطق باسم منظمة محلية للسلام «في كل مرة يأتي كيشيدا يكون الرئيس يون باع حياة وسلامة الشعب الكوري الجنوبي».
وأفادت الشرطة فرانس برس بأنه تم توقيف شخصين بعدما حاولا الصعود على تمثال ضخم وسط سيؤول خلال تظاهرة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3k2aerac

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"