يُعد التوجيه التربوي عنصراً حيوياً في تطوير العملية التعليمية، وضمان تحقيق الأهداف المرجوة، إذ يركز على تحسين أداء المعلمين، وتعزيز كفاءات الطلاب بنصائح وإرشادات وتوجيه في مختلف جوانب العملية التعليمية، كما يسهم بفاعلية في خلق بيئة تعليمية متكاملة متناغمة.
هناك 6 مهام رئيسية تكمن فيها أهمية التوجيه التربوي، على رأسها تحسين الأداء التعليمي، وتحقيق الأهداف التربوية، والتنمية المهنية للمعلمين، ودعم الطلاب في التحصيل الدراسي، وتعزيز التواصل بين المدارس والمجتمع، وضمان الجودة، والمراقبة والتقييم المستمرين، لتحديد الجوانب التي تحتاج إلى تحسين والعمل على تطويرها.
ولكن تطورات التكنولوجيا وانتشار أدوات الذكاء الاصطناعي بقوة في الوقت الراهن، أفرزت أدواراً جديدة للموجهين في الميدان التربوي، إذ إن تطوير مهاراتهم وقدراتهم وممكناتهم يشكل ضرورة ملحة، لتمكينهم من «توجيه وإرشاد وتقييم» معلمي عصر التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.
ولا ننكر أن التحولات، فرضت تحديات جديدة تتطلب من الموجهين اكتساب مهارات وخبرات تتناسب مع عصر الذكاء الاصطناعي، فلماذا لا يكون الموجه مستشاراً للتعلم الرقمي، ليعمل كخبير، يدرك أهمية وكيفية دمج البرمجيات، والمنصات، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي بشكل فعال في الفصول الدراسية، لتخصيص التعلم وتعزيز مشاركة الطلاب.
وفي ظل توفر العديد من البيانات التعليمية عبر الأنظمة التكنولوجية، يتعين على الموجهين في الميدان، تطوير القدرة على التحليل المستند إلى البيانات، لاستخلاص معلومات دقيقة حول أداء الطلاب والمعلمين، وتحديد نقاط القوة والضعف، ووضع استراتيجيات تعليمية مخصصة لكل طالب.
وإذا نظرنا إلى قدرات الذكاء الاصطناعي، نجد أنه يعزز التعلم المستقل للطلاب عبر تقديم تجارب تعليمية مخصصة، وهنا يحتاج الموجهون إلى مساعدة المعلمين على كيفية تشجيع الطلاب على استخدام هذه التكنولوجيا بشكل فعّال ليصبحوا متعلمين مستقلين وقادرين على إدارة تعلمهم الشخصي.
كما أن التعليم الحديث يتطلب تطوير محتوى تعليمي مخصص، يتناسب مع احتياجات كل طالب، وهذا يفرض على الموجهين إدراك وسائل جديدة لمساعدة المعلمين في تصميم المحتوى، بطرق مبتكرة.
ويعد إتقان مهارات القيادة الرقمية الآن، أمراً إلزامياً على الموجهين، ليكونوا قادرين على تدريب المعلمين على الأدوات الجديدة واستراتيجيات التدريس المبتكرة.
https://tinyurl.com/45cye9ry