كارولاينا الشمالية ضربة البداية في «مبارزة» ترامب - هاريس

الخليج - متابعات
بعد أشهر من تنظيم حملات وتجمّعات، بلغ السباق الانتخابي الأمريكي محطّة أساسية مع بدء التصويت عبر البريد الجمعة في ولاية كارولاينا الشمالية التي تعد ضربة البداية في «مبارزة ترامب-هاريس»، والتي من المتوقع أن تشهد منافسة حادة بين الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطية كامالا هاريس.
إرجاء الحكم ضد ترامب
تزامناً أرجأ القاضي المشرف على الدعوى المقامة ضد ترامب بتهمة شراء صمت الممثلة السابقة ستورمي دانيالز، الحكم، الجمعة، إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، في ما يمثل انتصاراً للمرشح الجمهوري.
وكان مقرراً أن يصدر الحكم على ترامب في 18 أيلول/سبتمبر بعد إدانته بتزوير وثائق تجارية للتستر على أموال دُفعت لقاء صمت الممثلة. لكن القاضي خوان ميرشان أرجأه إلى 26 تشرين الثاني/نوفمبر.
وقال ترامب على مواقع التواصل الاجتماعي إن الحكم أُرجئ لأن «الجميع يدركون أنه ليست هناك قضية. لم أرتكب أي خطأ».
وقال ميرشان: «هذا ليس قراراً تتخذه المحكمة باستخفاف، لكن من وجهة نظر هذه المحكمة، هذا هو القرار الذي يخدم مصلحة العدالة على أفضل وجه».
100 ألف بطاقة اقتراع
ومن المقرر أن تبدأ كارولاينا الشمالية بعد ظهر الجمعة إرسال أكثر من 100 ألف بطاقة اقتراع إلى الأشخاص الذين لا ينوون التوجّه شخصياً إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر.
ولهذه الخطوة أهمية خاصة، لا سيما أن هذه الولاية الواقعة في جنوب شرقي البلاد تعد واحدة من الولايات الست أو السبع التي قد تحدد الفائز في الانتخابات الرئاسية.
وكان ترامب فاز في كارولاينا الشمالية بفارق ضئيل على جو بايدن عام 2020. غير أن كامالا هاريس، تعتمد على الأمريكيين السود والشباب للفوز فيها على الملياردير الجمهوري، باعتبار أن ترشيحها أعاد تحفيز هاتين الفئتين الانتخابيتين.
ترامب لن يقبل نتائج الاقتراع 
يحقق المرشّحان للبيت الأبيض نتائج متقاربة حالياً في استطلاعات الرأي، ويُتوقع أن تجري الانتخابات في مناخ متوتر، فقد أشار ترامب مراراً إلى أنه لن يقبل نتائج الاقتراع إلا في حال فوزه.
ويعمل ترامب على استعادة الزخم تمهيداً للمناظرة المرتقبة ضد هاريس في العاشر من أيلول/سبتمبر، بعدما كان أحرز تقدماً كبيراً على جو بايدن في استطلاعات الرأي، قبل أن ينسحب الأخير من السباق في 21 تموز/يوليو.
وتوجّه ترامب إلى كارولاينا الشمالية للتحدث بعد الظهر أمام نقابة شرطة نافذة.
وقال من مدينة تشارلوت: إن «هاريس والشيوعيين تسببوا في حمام دم حقيقي في بلدنا».
ويتهم المرشح الجمهوري الرئيس الأمريكي ونائبته بالمسؤولية عن موجة من الجرائم المرتبطة بالهجرة غير النظامية، وهو ما تنفيه الإحصاءات.
لكن استطلاعات الرأي ما زالت تظهر شكوكاً في قدرة هاريس على معالجة ملفي الأمن والهجرة.
التحضير للمناظرة 
وسعى فريق حملتها إلى الرد، الجمعة، من خلال نشر رسالة دعم وقعها عناصر شرطة.
وجاء في الرسالة: «سيتعين على الأمريكيين في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل الاختيار بين شخص قضى حياته في تطبيق قوانيننا وشخص أدين بانتهاكها»، في إشارة إلى مسيرة هاريس القضائية والإدانة الجنائية لترامب في قضية دفوعات مالية غير معلنة لممثلة سابقة.
وينظم ترامب الذي يُحاكم في قضايا عدة أخرى، والمتهم خصوصاً بمحاولة قلب نتيجة انتخابات 2020، اجتماعاً انتخابياً، السبت، في ويسكنسن، وهي ولاية أخرى تشهد منافسة حادة.
من جهتها، توجّهت منافسته، الخميس، إلى ولاية بنسلفانيا استعداداً للمناظرة مع منافسها الجمهوري التي تنظّمها شبكة «إيه بي سي» في فيلادلفيا.
ولم تجرِ نائبة الرئيس إلا مقابلة واحدة منذ دخولها السباق الانتخابي، لكنها ستجري مقابلة أخرى مع محطة إذاعية ناطقة باللغة الإسبانية في منتصف النهار.
صندوق هاريس
وفقاً لتقارير إعلامية، يُنتظر أن تشارك في فعاليات عدة قبل المواجهة المتلفزة، لتخالف استراتيجية جو بايدن الذي توارى لأيام عدة استعداداً لمناظرته في حزيران/يونيو ضد دونالد ترامب.
وستعتمد المرشحة الخمسينية على الدعم المالي الكبير الذي حظيت به، فقد أعلن فريق حملتها جمع 361 مليون دولار في آب/أغسطس، أي «أكثر بثلاث مرات» مما جمعه معسكر ترامب.
وبذلك فإن «المبلغ الذي جمع منذ دخول هاريس الحملة الانتخابية، بلغ 615 مليون دولار»، وفق بيان للحملة.
وتملك المرشحة الديمقراطية احتياطياً من الأموال يبلغ 404 ملايين دولار، قبل أقل من شهرين من الانتخابات التي يتوقع أن تكون متقاربة جداً وستشهد إنفاق مبالغ هائلة من الجانبين.
وستنفق هاريس 370 مليون دولار على الأقل على الدعاية التي تنقل عبر التلفزيون والإنترنت بين الثاني من أيلول/سبتمبر وموعد الانتخابات في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر.
من جهته، أعلن فريق حملة ترامب، الأربعاء، جمع 130 مليون دولار منذ آب/أغسطس، وصندوقاً بقيمة 295 مليون دولار متاحة على الفور.