عادي

كينيا تحقق في ملابسات حريق بمدرسة أودى بحياة 18 تلميذاً

20:32 مساء
قراءة 3 دقائق

انداراشا - أ ف ب
تتسارع تحقيقات الشرطة الكينية، السبت، لكشف ملابسات حريق اندلع في مسكن تابع لمدرسة ابتدائية أودى بحياة 18 تلميذاً، فيما تترقب العائلات بقلق بالغ الأنباء عن أبنائهم المفقودين.
وقال المتحدث الحكومي آيزاك مواورا في إيجاز صحفي في أكايديمية هيلسايد إندراشا؛ حيث اندلع الحريق: «إنها كارثة تفوق تصورنا».
واجتاح الحريق مهاجع كان ينام فيها أكثر من 150 صبياً.
وأضاف مواورا، أن 18 طفلاً قضوا في حريق المدرسة الواقعة في مقاطعة نييري في الوسط، وقال: «من المروع أن تخسر أمتنا هذا العدد من الفتيان الكينيين الواعدين. قلوبنا مفطورة».
وقال نائب الرئيس الكيني ريغاثي غاتشاغوا للصحفيين، الجمعة: إن 70 طفلاً ما زالوا في عداد المفقودين.
وقال مواورا إنه حدد مكان نحو 20 طفلاً السبت دون تقديم مزيد من التفاصيل.
ولم تعرف أسباب الحريق بعد، لكن محققين جنائيين وخبراء في الطب الشرعي كانوا في المدرسة السبت، فيما مُنعت وسائل الإعلام من الدخول.
ولا تزال جثث الضحايا المتفحمة، والتي قالت الشرطة، إن من الصعب التعرف إليها، في المهاجع التي باتت هيكلاً أسود انهار سقفه المصنوع من الصفيح بالكامل.
وقال كبير المحققين في جرائم القتل مارتن نيوغوتو لوكالة فرانس برس في مكان الفاجعة «اليوم نريد البدء في فحص الحمض النووي».
وأعلن الرئيس وليام روتو الحداد لثلاثة أيام، اعتباراً من الاثنين، بعد ما وصفه بأنه «مأساة لا يمكن تفسيرها»، وقال الجمعة إن 14 طفلاً أصيبوا بجروح ويتلقون العلاج في المستشفى.
وأكد روتو في بيان: «أتعهد بأن تتم الإجابة عن الأسئلة الصعبة التي طُرحت مثل كيف وقعت المأساة، ولماذا لم تأت الاستجابة في الوقت المناسب، بشكل كامل ومن دون خوف أو محاباة».
وأضاف: «ستتم محاسبة جميع الأشخاص والهيئات المعنية، وسنقوم بكل ما هو مطلوب حرصاً قدر الإمكان على عدم تكرار مأساة كهذه».
«لا يمكن أن يكون مات»
قالت اللجنة الوطنية للمساواة بين الجنسين في كينيا، إن التقارير الأولية تشير إلى أن المسكن كان «مكتظاً، في انتهاك لمعايير السلامة».
وسلّطت المأساة الضوء على مسألة السلامة في المدارس في كينيا بعد كوارث مماثلة في السنوات الماضية.
وقال البابا فرنسيس إنه «يشعر بحزن عميق» لموت فتية صغار، مؤكداً «قربه الروحي من كل الذين طالتهم هذه الكارثة، وخاصة الجرحى والعائلات الحزينة».
وتصاعد التوتر الجمعة بين الأهالي الذين تجمعوا في المدرسة لمعرفة الأنباء عن أحبائهم المفقودين.
وانهار عدد كبير منهم بعدما أخذهم مسؤولون لمشاهدة الجثث المتفحمة في المهاجع المدمرة.
وقالت امرأة وهي تنتحب: «أرجوكم ابحثوا عن ابني. لا يمكن أن يكون مات. أريد طفلي».
- دعم نفسي
وأعلنت جمعية الصليب الأحمر الكينية، إنها تنشط على الأرض لمساعدة فريق استجابة من وكالات عدة وتقديم الدعم النفسي للتلاميذ والعائلات المصدومة.
وقال موشال كيهارا، 56 عاماً، إنه عثر على ابنه ستيفان غاتشينغي البالغ 12 عاماً على قيد الحياة بعد أن هرع إلى المدرسة قرابة الواحدة بعد منتصف ليل الخميس الجمعة.
وصرّح لوكالة فرانس برس: «لا يمكنني أن أتصور ما الذي مر به. أنا سعيد لأنه على قيد الحياة، لكنه تعرّض لبعض الإصابات في رأسه فيما أثر الدخان على عينيه».
أضاف: «ما أريده هو أن يتلقى مساعدة نفسية لمعرفة ما إذا كان سيعود إلى حياته الطبيعية». وكان الرجل يجلس مع ابنه على مقعد قرب خيمة للصليب الأحمر، حيث تُقدم مساعدة نفسية للعائلات.
وسجلت حرائق عدة في مدارس كينيا وشرق إفريقيا.
ففي عام 2016 قضت تسع تلميذات في حريق في ثانوية للبنات في حي كيبيرا الفقير الشاسع في نيروبي.
وفي 2001 قُتل 67 تلميذاً في حريق متعمد استهدف مهاجع في ثانوية منطقة ماشاكوس جنوب كينيا.
ووجهت اتهامات لتلميذين بالقتل، ودِين مدير المدرسة ونائبه بالإهمال.
في عام 1994 قضت 40 تلميذة وأصيبت 47 في حريق دمر مدرسة للبنات في منطقة كليمنجارو بتنزانيا.
وفي 2022 دمّر حريق مدرسة للمكفوفين في شرق أوغندا. وقضى 11 تلميذاً بعدما حوصروا داخل غرفة نومهم المشتركة؛ لأن المبنى كان محصناً ضد السرقة، حسبما قال وزراء في الحكومة آنذاك.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ez5rvb5v

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"