تنتهج المرشحة للانتخابات الرئاسية الأمريكية كامالا هاريس أسلوب منافسها دونالد ترامب من ناحية التركيز على إثارة المشاعر بدلاً من الخوض في السياسات في الحملة الانتخابية وتأمل أن تساعدها دعوتها «للفرح» على إلحاق الهزيمة بالجمهوري في اللعبة التي يجيدها، فيما توجّه المرشح الجمهوري دونالد ترامب إلى ولاية ويسكونسن، وهي ولاية حاسمة قد تسهم في تحديد نتيجة الانتخابات، لعقد مؤتمر انتخابي أمس السبت في محاولة لتعزيز قاعدته من الناخبين الأمريكيين من الطبقة العاملة والبيض في المناطق الريفية.
منذ انسحاب الرئيس جو بايدن من الانتخابات وترشيح الحزب الديمقراطي لها في يوليو لخوض المعركة، تتسارع حملة هاريس فيما لم يبق سوى شهرين على الاستحقاق في نوفمبر.
وبخلاف استثناءات قليلة تجنّبت المؤتمرات الصحفية والمقابلات والنقاشات المطولة بشأن السياسات، بل إن المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي الذي سماها رسمياً، ركز على شعار بث «الفرح».
ويبدو أن أسلوب مخاطبة المشاعر ينجح.
فبينما كان ترامب يتقدم بفارق كبير عن بايدن، حققت هاريس تقدماً وبات المرشحان متقاربين في ست ولايات رئيسية بحسب أحدث استطلاعات الرأي.
والتحول في الأسلوب لبث رسالة تثير المشاعر، بحسب خبراء، استراتيجية سياسية فعالة.
وقالت أستاذة الاتصالات في جامعة إيه أند إم بتكساس جنيفر ميرسيكا «نظنّ أننا نفكر مثل العلماء، نحسب الأدلة والوقائع أمامنا بانتباه وموضوعية».
ومخاطبة ما يسمى بالحقائق العاطفية، أي الأشياء التي «تبدو حقيقية»، حتى لو لم تدعمها الأدلة التي خلصت إليها التجارب، أمر قوي، وفق ميرسيكا. و«عندما يحاول المتحدثون الإقناع بناء على حقائق مؤثرة، يصبح من الصعب مساءلتهم لأنه من الصعب النقاش ضد مشاعر ما».
والابتعاد عن حملة بايدن التي اعتمدت بشدة على اعتبار ترامب «تهديداً للديمقراطية»، كان مدهشاً.
ومنذ انسحابه من السباق الانتخابي أظهر استطلاع أجرته نيويورك تايمز/سيينا «تراجع الغضب والاستسلام بين الناخبين من الحزبين فيما ارتفع منسوب الفرح».
وقالت الأستاذة المساعدة في مجال القانون والعلوم السياسية بجامعة هارفارد، مشاعل مالك إن انعطافة هاريس يمكن تفسيرها من خلال «الإرهاق» الذي يمكن أن تسببه المشاعر السلبية.
أضافت «أعتقد أن الخوف فشل في إلهام شريحة أوسع من الناخبين الديمقراطيين المحتملين والذين استنفدت طاقة العديد منهم نتيجة السلبية التي سيطرت على الأخبار».
وتابعت «يبدو أن الرسالة حول الفرح تسعى لتخفيف بعض هذا الإرهاق وتقديم بديل للخوف».
ورأت في ذلك وسيلة لهاريس لتمييز نفسها عن رئيسها الحالي بايدن.
ويصبح الأمر أكثر صعوبة عند التعمق في القضايا وليس التركيز على الأجواء.
يستخدم المرشح الجمهوري منذ سنوات أسلوب مخاطبة المشاعر، وكثيراً ما كانت خطاباته مشبعة بالبلاغة وتنقصها الحقائق، أو يملأها الخيال.
في هذه الحملة ركز الرئيس السابق على ما أسماه «غزو» المهاجرين للولايات المتحدة. ويطلِق على مدن أمريكية «مناطق حرب».
في خطاب خلال حملته مؤخراً في ميشيغان قال ترامب إن «كامالا هاريس ستجلب الجريمة والفوضى والدمار والموت».
وفي مقابلة أجريت في 27 أغسطس مع مقدم البرامج الحوارية فيل ماكغرو، كرر ترامب عبارة من خطابه الانتخابي «إذا فازت، فسوف يدمرون بلدنا».
قد تكون الرسالة مضللة لكنها تخاطب مشاعر يعتبرها أنصار ترامب حقيقية.
وقالت مشاعل مالك إن خطاب ترامب بشأن الفخر والاستياء «يشبه إلى حد كبير خطاب الشعبويين في جميع أنحاء العالم، ليس فقط في أوروبا ولكن أيضاً في أمريكا اللاتينية وجنوب آسيا».
واعتبرت ذلك «قصة مألوفة... وعادة لا تنتهي الأمور على خير».
في سياق آخر، صدمت قواعد المناظرة المرتقبة بين هاريس وترامب بعد غد الثلاثاء فريق هاريس وخشية من فشلها أمامه، بعدما تم الاتفاق على إسكات الميكروفانات.
(وكالات)
https://tinyurl.com/5n7jdtnw