أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن اتفاق وقف الحرب في غزة جاهز بنسبة 90%، فيما أكدت وزيرة الخارجية الألمانية إملينا بيربوك من تل أبيب أن العمل العسكري البحت ليس الحل للحرب في غزة، بينما يواصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طرح قضايا للتهرب من المفاوضات فضلا عن عرقلتها.
وقال بلينكن، خلال مؤتمر صحفي في هايتي التي وصلها مساء أول أمس الخميس، إنه جرى التوافق على نحو 90% من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، لكن هناك قضايا بالغة الأهمية لا تزال عالقة، بما فيها القضية المتعلقة بمحور فيلادلفيا على الطرف الجنوبي لقطاع غزة على الحدود مع مصر، وقوائم الأسرى.
وقال بلينكن إنه يتعين على إسرائيل و«حماس» حل القضايا المتبقية من أجل إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة. وأشار إلى أن واشنطن ستطرح مزيداً من الأفكار على طاولة المفاوضات خلال الأيام المقبلة. وأضاف «أتوقع في الأيام المقبلة أن ننقل لإسرائيل وأن تنقلا (قطر ومصر) لحماس أفكارنا، نحن الثلاثة، بشأن كيفية الحل». كما أكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي أكد النقيض من ذلك، مشيراً إلى أن «90% من الاتفاق شبه منجز، أعتقد أننا اقتربنا من ذلك»، وأضاف أنه «تم الاتفاق على الإطار، والنقاش حالياً حول تنفيذ التفاصيل، ولا سيما بالنسبة إلى تبادل الأسرى».
من جهته، نفى نتنياهو وجود اتفاق قريب، وقال في تصريح لشبكة «فوكس نيوز» الأمريكية: «لا، للأسف، لسنا قريبين (من الاتفاق)، لكننا سنبذل كل شيء لدفعهم إلى القبول باتفاق يسمح في الوقت ذاته بمنع إعادة تسليح غزة»، فيما قالت صحيفة «هارتس» إن نتنياهو «لا ينوي التوصل لاتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة في الوقت الراهن»، وأن «حياة الرهائن المتبقين بالقطاع أمر ثانوي بالنسبة له».
وتتبادل إسرائيل و«حماس» الاتهامات بعرقلة التوصل إلى اتفاق هدنة بعد مرور أحد عشر شهراً على بدء الحرب، في وقت يواجه فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضغوطاً داخلية متصاعدة لإبرام اتفاق من شأنه إطلاق سراح الرهائن الذين خطفوا خلال هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول.
وتقوم الولايات المتحدة وقطر ومصر بدور الوساطة بين الطرفين. وطرح الرئيس الأمريكي جو بايدن في 31 مايو/أيار مقترحاً لوقف إطلاق النار من ثلاث مراحل، لكن لا تزال هناك خلافات تعرقل إبرام اتفاق نهائي لوقف إطلاق النار وتحرير الرهائن المحتجزين في غزة.
وترفض «حماس» أي وجود إسرائيلي في محور فيلادلفيا، بينما يصر نتنياهو على أن إسرائيل لن تنسحب منه. وانضمتدول عربية عدة، فضلاً عن السلطة الفلسطينية، إلى مصر، في رفض طلب إسرائيل بإبقاء قوات في محور فيلادلفيا.
من جهتها، أكّدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، أمس الجمعة، أنّ الخيار العسكري البحت ليس الحل للحرب بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة. وقالت للصحفيين بعد اجتماعها مع نظيرها الإسرائيلي يسرائيل كاتس «أظهرت نهاية الأسبوع الماضي بشكل مأساوي أنّ خياراً عسكرياً بحتاً ليس الحل للوضع في غزة»، في إشارة إلى إعلان العثور على جثث ست رهائن في غزة الأحد. وأضافت «الضغط العسكري (...) يعرّض حياة الرهائن للخطر» في حين أن «مصير الرهائن المتبقين يشكل أكثر المسائل إلحاحاً».
ورأت وزيرة الخارجية الألمانية أن ثمن التوصل إلى اتفاق مع حماس مرتفع «لكن حياة الرهائن تستحق ذلك» مشددة على أنه «من الواضح أن وقف إطلاق النار يجب (..) أن يحصل الآن».
وعن العملية العسكرية الإسرائيلية الواسعة التي بوشرت في شمال الضفة الغربية المحتلة في 28 أغسطس/آب ضد فصائل فلسطينية مسلحة، قالت بيربوك إن «إسرائيل بصفتها قوة احتلال يحق لها اتخاذ تدابير ضد تشكيلات إرهابية». وأضافت «إلا أن ذلك يجب ألا يفضي إلى انعدام الأمن وإلى أعمال عنف جديدة»، منتقدة «مطالبة بعض أعضاء الحكومة الإسرائيلية باستخدام النهج نفسه المتبع في غزة، في الضفة الغربية».
وجاء كلام بيربوك تعليقاً على تصريحات لوزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير اليميني المتطرف الذي دعا إلى اعتبار القضاء على حماس في الضفة الغربية هدف حرب. (وكالات)
تحذير أمريكي لإسرائيل: حاملات طائراتنا لن تبقى في المنطقة إلى الأبد
أرسلت واشنطن رسالتين إلى تل أبيب تتعلق إحداهما بمصير وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، والأخرى بسياسات إسرائيل في المنطقة.
وأفاد تقرير للقناة 13 الإسرائيلية، أن الولايات المتحدة أبلغت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أنها تعارض الإقالة المحتملة لغالانت، مؤكدة «رضاها عن التعاون» معه. وأشارت إلى أن الرسالة كانت «مهذبة لكنها واضحة».
وفي رسالة أخرى تتعلق بحرب إقليمية شاملة محتملة وهجوم إيراني، أكدت واشنطن للحكومة الإسرائيلية ضرورة تخفيض التوترات في مرحلة ما، لأن «حاملات الطائرات الأمريكية لن تستطيع البقاء في المنطقة إلى الأبد»، حسب التقرير.
وتحدثت الأنباء عن أن نتنياهو أراد إقالة غالانت عندما عاد من زيارته للولايات المتحدة في وقت سابق من هذا العام، لكنه تراجع عن هذه الخطوة بعد هجوم مجدل شمس في الجولان، ومقتل زعيم «حماس» إسماعيل هنية في طهران، والقائد العسكري لحزب الله فؤاد شكر في بيروت.
وكان نتنياهو أقال غالانت في مارس/ آذار 2023، بعد أن حذر وزير الدفاع من الخطر الذي يهدد الأمن القومي جراء الخلافات التي قال: إنها تمتد إلى الجيش بسبب خطط الحكومة لإصلاح القضاء. ووسط الاحتجاجات العامة أعيد غالانت إلى منصبه بعد أسبوعين.
وفي الفترة الأخيرة دعا بعض أعضاء الحكومة نتنياهو مجدداً لإقالة غالانت، لا سيما على ضوء الخلاف بين غالانت من جانب ونتنياهو وحلفائه اليمينيين المتطرفين، من جانب آخر حول السيطرة على محور فيلادلفيا بين قطاع غزة ومصر. (وكالات)