الزيارة الرسمية التي سيقوم بها سموّ الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، إلى جمهورية الهند الصديقة، اليوم الأحد، تؤكد عمق ومتانة الروابط التاريخية الراسخة والاقتصادية والثقافية التي تجمع بين دولة الإمارات العربية المتحدة والجمهورية الصديقة، والتي تمتد لما قبل قيام دولة الاتحاد، حيث جمعت شعبي البلدين علاقات متنوعة تسيّدتها التجارة البينية، وجمع قادة الدولتين تاريخ طويل من اللقاءات المثمرة والبناءة.
اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي شهدها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وناريندرا مودي رئيس الوزراء الهندي، في شهر يناير 2017، تعد نقلة نوعية في العلاقات الثنائية التي تربط البلدين، وشكلت منطلقاً سليماً للتعاون في كثير من مجالات، بهدف تعزيز استقرار المنطقة وتطوير اقتصاداتهما على أساس شراكة قوية ومستدامة، وهذه الشراكة ارتقت من مجرد تعاون تجاري فقط، إلى شراكة تغطي مختلف المجالات السياسية، الاقتصادية، الثقافية، والدفاعية.
كما تم توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة (CEPA) بين البلدين، وتهدف إلى زيادة الاستثمار والتدفقات التجارية على أساس التعريفات المنخفضة وزيادة الكفاءة التنظيمية، وهوالأمرالذي يمهد الطريق لزيادة حجم التبادل التجاري الثنائي غير النفطي إلى 100 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2030، والذي يندرج في إطار توجهات القيادة الرشيدة لتنويع الاقتصاد، والارتقاء به إلى مستويات أرحب.
علاقات البلدين تعد الأقوى بين دول الخليج العربي وجنوب آسيا، حيث تمتد هذه العلاقة عبر قرون طويلة، انطلقت في ذلك الوقت بتبادل تجاري وثقافي قوي، وتطورت على مر الزمن لتشمل المجالات السياسية، والاقتصادية، والثقافية، والعسكرية، وتعتبر الدولة واحدة من أكبر المستثمرين في الهند.
البلدان يتعاونان في المحافل الدولية والإقليمية لتعزيز الاستقرار في القارة والمنطقة، وتهدئة الجبهات المشتعلة، لصالح الإنسان بالدرجة الأولى، خلال الزيارة الرسمية يلتقي سموّ الشيخ خالد بن محمد ومودي، مع عدد من كبار المسؤولين في الهند، في العاصمة نيودلهي لبحث سُبل تعزيز فرص التعاون المشترك في القطاعات الحيوية الاقتصادية المختلفة، والعلاقات التجارية والاستثمارية الثنائية، والتعاون في مجال الطاقة النظيفة والذكاء الاصطناعي، والتنسيق الوثيق بشأن قضايا الأمن الإقليمي والعمل الإنساني، والبناء على ما وصلت إليه الشراكة الاستراتيجية من تطور خلال السنوات الماضية، بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين الصديقين.
التعاون بين الإمارات والهند يمثل نموذجاً ناجحاً للعلاقات الثنائية التي تجمع الدول تستند إلى الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. وهو ما عملت وتعمل عليه قيادتا البلدين.
[email protected]
https://tinyurl.com/52yz84dn