كثرت المؤسسات والجهات الخيرية المختلفة في مجتمعنا، والأغلبية تملك شريحة واسعة من المتعاملين مع مبادراتها ومساعداتها الخيرية، وأصبحت تملك مكانة اجتماعية طيبة بين أفراد المجتمع، وخاصة تلك الجهات التي تتلمس حاجة أفراد المجتمع وتسعى جاهدة الى أن تقدم ما بوسعها لتسد الحاجة وتخدم أكبر شريحة ممكنة، أو لتقدم ما يمكن أن يساعد تلك الشريحة على تغيير حياتها للأفضل.
ومن بين تلك الجهات مؤسسة صقر بن محمد القاسمي للأعمال الخيرية والإنسانية، التي تسعى جاهدة الى أن تقدم خدمات مبتكرة ومبادرات من شأنها أن تغير الأحوال الى الأفضل، وذلك حسب رسالتها ورؤيتها التي تسعى من خلالها الى أن تطبق ما أوصى به الشيخ صقر حاكم رأس الخيمة السابق رحمه الله، حيث كان من أولويات الخدمات التي يصر على إنجازها تسهيل خدمات التعليم والصحة، وهو ما يؤكد عليه دائماً الشيخ أحمد بن صقر القاسمي الذي يترأس مجلس أمناء المؤسسة ويتابع بنفسه تنفيذ المشاريع، ويركز على تسهيل ودعم خدمات التعليم والصحة ويساهم بدعم شرائح المجتمع بهذه الخدمات قدر المستطاع، وهي التي أثمرت جهودها مؤخراً في دعم المستشفيات بالأجهزة المتطورة والمتعددة التي تساعد في تسهيل خدمات التطبيب وتطورها، ولم تقف عند تزويد المستشفيات بتلك الأجهزة إنما تابعت تدريب الكوادر الطبية عليها لتضمن استخدامها واستغلالها.
وقد أقرت المؤسسة تدشين المجالس الاجتماعية لمختلف المناطق في إمارة رأس الخيمة، والتي تساعد أهل الأحياء على الاجتماع في المناسبات الاجتماعية، وتوفر لهم خدمات توثق وتزيد الترابط المجتمعي. كما أطلقت من ضمن مبادراتها خدمة «تم» لنقل المرضى وخاصة من أصحاب الأوزان الثقيلة في حافلات معدة لذلك بكافة تجهيزاتها، ولم يكن الأمر مجرد توفير مركبة إنما دعمتها بحيث تنقل المريض من على سريره الى أن يصل الى مقر العلاج وبالعكس بانسيابية وتسهيل كبير، كما خصصت موظفيها لتلك الخدمة المجتمعية، التي لم يفكر أحد في تقديمها، إلا من كان يعمل بنية صادقة في كيفية تسهيل حياة أفراد المجتمع من خلال العمل الخيري البحت.
ويا حبذا لو تتعاون وتتنافس جميع المؤسسات الخيرية بمثل تلك الخدمات والمبادرات، فالمؤسسة التي تسخر جميع إمكاناتها لتفعل دورها بالمجتمع، تصبح أيقونة بارزة وتلعب دوراً كبيراً في دفع عجلة التنمية بمختلف أوجهها حتى الاقتصادية منها، والثقافية والاجتماعية، وتسد الكثير من الثغرات التي يغفل الكثير عنها، لتتكامل الأدوار بين مؤسسات المجتمع وأفراده، وتنمي وتغرس أهمية العمل الخيري والتنافس في تقديمه.
https://tinyurl.com/53jjj5tm