دخلت الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة أمس السبت، شهرها الثاني عشر مع تزايد حدة القصف والغارات الإسرائيلية، وقتل 31 فلسطينياً أمس في غارات جوية وقصف مدفعي للجيش الإسرائيلي على القطاع الفلسطيني الذي تحول إلى أنقاض.
وكتب فيليب لازاريني، مفوض عام وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» في تغريدة على موقع إكس: «أحد عشر شهراً. كفى. لا أحد يستطيع أن يتحمل هذا الأمر لفترة أطول. يجب أن تنتصر الإنسانية. يجب وقف إطلاق النار الآن».
وقال شهود ومسعفون: إن 16 فلسطينياً على الأقل قتلوا، بينهم نساء وأطفال، في جباليا ومدينة غزة في الشمال، وكذلك في النصيرات والبريج في الوسط.
و أفادت مصادر طبية أن 33 فلسطينياً على الأقل أصيبوا بجروح في غارة جوية إسرائيلية على منطقة سكنية في بيت لاهيا.
في مخيم حباليا، قصفت خيمة للنازحين داخل مدرسة حليمة السعدية، بحسب شهود عيان. وقال أحمد عبد ربه لوكالة فرانس برس: «يوجد ما بين 3000 و3500 شخص في هذه المدرسة. كنا نائمين عندما سقط علينا صاروخ فجأة. استيقظنا مذعورين. وجدنا شهداء، بينهم أطفال ونساء».
وقال مسعفون: إن الغارة الجوية الإسرائيلية على مدرسة حليمة السعدية التي يلوذ بها نازحون أسفرت عن مقتل ثمانية وإصابة 15 آخرين. وذكر الجيش الإسرائيلي أن الهجوم استهدف مركز قيادة لحماس داخل مجمع المدرسة. واتهم حماس باستغلال المدنيين والبنية التحتية المدنية على نحو متكرر لأغراض عسكرية، وهو اتهام تنفيه حماس.
وقُتل خمسة آخرون في هجوم على منزل في مدينة غزة.
في مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، بكى فلسطينيون أمام جثث خمسة من أقاربهم قتلوا في النصيرات.
وتسبّبت حملة القصف والعمليات البرية الإسرائيلية في قطاع غزة بمقتل ما لا يقل عن 40939 قتيلاً على الأقل، وفقاً لوزارة الصحة. وتؤكد الأمم المتحدة أن أغلبية القتلى من النساء والأطفال. وقالت الوزارة في بيان: إنها أحصت خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية 61 قتيلاً، لافتة إلى أن عدد الجرحى الإجمالي ارتفع إلى 94616 في قطاع غزة منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر/ تشرين الأول.
وقالت الأجنحة العسكرية لحماس والجهاد وفتح: إنها قاتلت قوات إسرائيلية في مدينة غزة، في مناطق وسط المدينة وفي الجنوب بصواريخ مضادة للدبابات وبقذائف مورتر، وإنها فجرت قنابل في بعض الحالات لاستهداف دبابات ومركبات أخرى تابعة للجيش.
وقال شهود ومراسلو وكالات الأنباء: إن القوات الإسرائيلية تنفذ عمليات نسف متتالية جنوب حي الصبرة بمحيط الكلية الجامعية جنوب مدينة غزة، حيث تسمع أصوات انفجارات عنيفة، في حين تطلق الآليات العسكرية الإسرائيلية النار في محيط الكلية. وقال مراسل: إن قصفاً مدفعياً متواصلاً يستهدف منازل في محيط مسجد القسام بمشروع بيت لاهيا شمال قطاع غزة، حيث تم استهداف منزل عائلة شعلان بالقذائف المدفعية.
واستهدف القصف المدفعي الإسرائيلي مشروع بيت لاهيا شمال قطاع غزة ما أدى إلى إصابة 33 شخصاً، وفي وسط القطاع، استهدفت مدفعية الجيش الإسرائيلي محيط شركة الكهرباء شمال مخيم النصيرات. وقتل 5 فلسطينيين بينهم طفل، جراء قصف إسرائيلي بصاروخ استطلاع استهدف مجموعة من الأهالي أمام منزل يعود لعائلة أبو غوش مقابل مكتبة الرحمن في منطقة الحساينة غرب مخيم النصيرات. كما استهدف قصف مدفعي شقة سكنية شمال مخيم البريج، ما أدى إلى مقتل فلسطينيين وإصابة 8 على الأقل بجروح. كما شهد مخيم المغازي، تجدداً للقصف المدفعي الإسرائيلي، من دون ورود معلومات عن ضحايا. وفي جنوب القطاع، استهدف قصف مدفعي إسرائيلي المناطق الشمالية الغربية لمدينة رفح.
من جهة أخرى، توفيت السبت طفلة من مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، بسبب سوء التغذية ونقص العلاج ليرتفع عدد من ارتقوا بسبب سوء التغذية إلى 37 ط طفلة السبت من مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، بسبب سوء التغذيةفلاً وفق ما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا». وقالت مصادر طبية: إن «الطفلة يقين الأسطل توفيت نتيجة سوء التغذية والجفاف، ونقص الإمدادات».
وكان خبراء حقوقيون أمميون اتهموا إسرائيل في شهر يوليو/ تموز الماضي ب«شن حملة تجويع متعمدة وموجهة أسفرت عن موت آلاف الأطفال جوعاً في قطاع غزة». وقال 10 خبراء مستقلين تابعين للأمم المتحدة خلال بيان في ذلك الوقت: «نعلن أن حملة التجويع المتعمدة والمستهدفة التي تقوم بها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني هي شكل من أشكال عنف الإبادة الجماعية وأدت إلى المجاعة في جميع أنحاء غزة».
تواصل الأمم المتحدة بالتعاون مع السلطات الصحية المحلية حملة لتطعيم 640 ألف طفل في غزة بعد ظهور أول حالة إصابة بشلل أطفال منذ نحو 25 عاماً. وتسمح فترات توقف القتال المحدودة باستمرار الحملة.
وقال مسؤولون في الأمم المتحدة: إنهم يحرزون تقدماً، إذ تمكنوا من الوصول إلى أكثر من نصف الأطفال الذين يحتاجون إلى التطعيم في المرحلتين الأوليين بجنوب ووسط قطاع غزة.
وتنتقل الحملة غداً الأحد إلى شمال القطاع، وستكون هناك حاجة إلى جولة ثانية من التطعيمات بعد أربعة أسابيع من الجولة الأولى. (وكالات)