عادي

23 لوحة في معرض «إيقاعات بألوان الفرح»

00:05 صباحا
قراءة دقيقتين
مصطفى أبالسيد يقدّم شرحاً لأعماله بحضور علي المغني ود. عمر عبد العزيز

الشارقة: «الخليج»
نظم النادي الثقافي العربي في الشارقة، مساء الخميس الماضي، معرضاً تشكيلياً للفنان مصطفى صالح أبالسيد بعنوان «إيقاعات بألوان الفرح»، وصاحبت المعرض جلسة نقاشية تحدث فيها الفنان عن تجربته، وعقّب عليه الدكتور عمر عبد العزيز، رئيس مجلس إدارة النادي، بمداخلة عن «تراسل الفنون» في تجربة مصطفى أبالسيد، وأدار الجلسة الفنان تاج السر حسن، وذلك بحضور علي المغني، نائب رئيس مجلس إدارة النادي.
تضمّن المعرض 23 لوحة متوسطة الحجم، بألوان الفرح الفاتحة التي يعرف جيداً كيف يواشج بينها في تناغم إيقاعي جميل يستهوي العين لتتأمله، وتغوص في بناء الأشكال التكعبية والتجريدية لتموجات تلك الألوان عبر الرسم، علها تقارب اللحظة الفنية التي أنتجتها. وقد قدمت تلك اللوحات مستويات متعددة لتجربة صالح الممتدة على مدى خمسة عقود بدأها في السودان في كنف عائلته التي هي عائلة فنية تتداول الشعر والرسم والموسيقى، فأبوه هو الشاعر الغنائي السوداني المشهور أبو صلاح، ليهاجر أبالسيد بعد ذلك إلى أمريكا في بداية ثمانينات القرن الماضي، وهناك تتعمق تجربته الفنية، ويقيم الكثير من المعارض التشكيلية التي لقيت رواجاً، وكانت له معارض أيضاً في السعودية وألمانيا وبريطانيا.
وفي حديثه عن تجربته الفنية قال أبالسيد: «إن الفن الذي ينتجه الفنان هو شرائح جمالية لتجارب حياتية كان قد عاشها باحتكاكه وتفاعله مع معطيات العالم الخارجي، هذه التجارب تجمعت وخزنت في اللاوعي من كياني، حيث تحوّلت إلى تجارب جمالية أحسُها وأعيشها».
وأضاف: «أما خطوطي وألواني فتأتي بمثابة محاولات لمشاركة الآخرين في هذه التجربة، وبلوحاتي أبتغي نقل تجربتي الجمالية مع العالم البصري والحسي الذي يجمعنا، محاولاً إشراك الآخرين فيها، إضافة إلى محاولة إزاحة الغشاوة التي تنشأ من التكرار في رؤية هذا العالم، والتي تترسب عالقة بالمعايشة الروتينية له، في محاولة لإظهاره كعالم نقي، باهر وسعيد».
وختم أبالسيد بقوله: «الفن هو بحث حثيث لاكتشاف الجمال في الطبيعة وفي الكون وفي الإنسان».
الدكتور عمر عبد العزيز في مداخلته حول المعرض قال: «لاحظت أن هناك تراسلاً فنياً واضحاً في تجربة مصطفى صلاح أبالسيد. حيث تتراءى للناظر ظلال لعدة فنون أخرى أثرت في لوحة الفنان وأكسبتها تناغماً وعمقاً كبيراً، فهناك أثر واضح لفن الموسيقى من خلال التكرار والتناظر اللوني الذي هو سمة بارزة في عمله، وخاصة ألوان الفرح الزاهية، وهناك حضور لفن الخط العربي، حيث يقيم الفنان عبر عدة لوحات أشكالاً تجريدية مستوحاة من الحرف العربي باعتباره شكلاً هندسياً يستفيد منه خاصة في تجاربه التكعيبية، وهناك التعبير الفني الدرامي الناجم عن تعارض الثنائيات، حيث يستخدم صالح تلك الثنائيات كثيراً في أعماله، لينشىء مقابلة أو صراعاً درامياً يمكن للمتأمل أن يغوص في دلالاته».
وختم د. عبدالعزيز بتأكيده أن الفنان أبالسيد يقيم توليفة فنية خاصة به، وتدل على تفرد أعماله، لكنّ لها جذوراً في تكعيبية بيكاسو، وتجريدية موندريان، وفراغات كاندسكي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/y2s2tpc8

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"