قد يفوت على البعض أن أول عقبة تعترضهم وتعيق نجاحهم مصدرها منهم أنفسهم، وليست من عوامل خارجية، مثل الركون للكسل والوهن، حيث يراها البعض أنها حالة عابرة، سرعان ما تنتهي، لكن حقيقتها تختلف تماماً، خاصة وهي تكبر بشكل تدريجي وتنمو على فترات زمنية، ومع هذا فإن لها تأثيراً عميقاً على الحياة الشخصية وعلى الإنتاجية والتطور والنمو الذاتي، لذا تظهر الحاجة لفهم ومعرفة أسباب الكسل والوهن، والتي غالباً تكون نتيجة لعوامل نفسية وجسدية متعددة.
من الناحية النفسية، قد يكون الكسل نتيجة للاكتئاب، أو القلق، أو حتى الشعور بالإرهاق العاطفي. من الناحية الجسدية، قد يكون الكسل والوهن مرتبطين بنقص في النشاط البدني، أو التغذية غير السليمة، مما يؤدي إلى نقص الطاقة والدافعية. دراسة نشرت في مجلة Psychological Science، جاء فيها: «إن الأشخاص الذين يشعرون بالكسل غالباً ما يعانون من نقص في التحفيز الداخلي، وهو ما يعرف عادة بأنه غياب الهدف أو المعنى في المهام التي يقومون بها. وهذا يؤدي إلى حالة من الجمود الفكري والبدني، حيث يصبح من الصعب عليهم البدء في المهام أو الاستمرار فيها».
لذا نحن بحاجة لفهم الأسباب، سواء نفسية أو جسدية أو غيرها، ثم وضع أهداف واضحة ومحددة، لمحاربة هذا الوهن والكسل، من خلال العلاج الفعال وفق السبب الذي ظهر لنا. أيضاً من المهم أن نضع ونحدد أهدافاً قصيرة وطويلة المدى، خلالها نركز على المهام الضرورية، وتجنب الشعور بالضياع أو عدم الفاعلية.
أيضاً نحن بحاجة للتنظيم وتحديد الأولويات. وتنظيم الوقت يمكن أن يُسهم في تقليل الكسل، ومن الممكن أن تفيدنا التقنيات الحديثة مثل قائمة المهام أو تقنيات إدارة الوقت، لتقسيم المهام على فترات زمنية. أيضاً نحن بحاجة للنشاط البدني، حيث أظهرت الدراسات أن ممارسة النشاط البدني بانتظام تساعد في تحسين المزاج وزيادة مستويات الطاقة. دراسة نشرت في British Journal of Sports Medicine جاء فيها: «إن التمارين الرياضية يمكن أن تقلل من أعراض الاكتئاب والقلق، مما يُسهم في تقليل الشعور بالكسل والوهن».
إن التغلب على الكسل والوهن ممكن من خلال الاستراتيجيات الصحيحة والتحفيز الداخلي والتغيير في نمط الحياة. كل من يدرك مكمن الخطأ، يمكنه بناء مستقبل مشرق مليء بالنجاحات والإنجازات. المهم عدم الركون للكسل.
[email protected]
www.shaimaalmarzooqi.com
https://tinyurl.com/43s2m2sj