دبي: «الخليج»
يصادف اليوم التاسع من سبتمبر، الذكرى السنوية الخامسة عشرة، لتشغيل مترو دبي، حيث افتتحه صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في تاريخ 9/9 / 2009، ليسهم هذا المشروع الاستراتيجي في ربط مختلف المناطق الحيوية في إمارة دبي، ويوفر تنقّلاً سهلاً ومستداماً لسكان وزوار الإمارة، ويلبي متطلبات النمو السكاني والعمراني الذي تشهده المدينة.
وحقّق «مترو دبي» خلال مسيرته نجاحات كبيرة في الكفاءة التشغيلية، والدقة في الالتزام بمواعيد الرحلات، وتطبيق أعلى معايير السلامة العالمية.
سجّل نمواً مستمراً في عدد مستخدميه، إذ بلغ خلال 15 سنة قرابة 2.4 مليار. وبات الخيار الأول لنقل الكثير من السكان والزوار، حيث يقدر اليوم متوسط عدد الركاب بنحو 730 ألفاً يومياً. وبلغت نسبة الالتزام بمواعيد جدول الرحلات 99.70%، وهي تفوق المستهدف في تحقيق أعلى معايير السلامة العالمية والكفاءة التشغيلية في الالتزام بدقة مواعيد الرحلات، التي بلغت منذ تشغيل المترو حتى سبتمبر الجاري، نحو 4.3 مليون رحلة. فيما بلغ عدد الكيلومترات المقطوعة 26.8 مليون.
وقال صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد «15 عاماً مرت منذ افتتاح مترو دبي.. نقل خلالها 2.4 مليار مسافر في 4.3 مليون رحلة. ونسبة الالتزام بمواعيد رحلاته بلغت 99.7%، ونريدها 100% بإذن الله. الالتزام بالمواعيد ثقافة، وفضيلة، وقيمة حضارية نبيلة. مشروع مترو دبي، يمثل ثقافة دبي القائمة على الجودة والالتزام بالمواعيد، وخلق أفضل بيئة للعيش والعمل في العالم. وشكرنا وتقديرنا لجميع العاملين في مترو دبي، لجهودهم في الحفاظ على هذه القيمة الحضارية».
فيما قال سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع «برؤية محمد بن راشد وفي 9 / 9 / 2009 انطلقت الرحلة الأولى لمترو دبي. كان المشروع استثنائياً بكل المقاييس، فهو أول مشروع في المنطقة وسجل أرقاماً قياسية عالمية. بدأت مسيرته ب 20 ألف راكب يومياً، ليرتفع إلى 730 ألفاً يومياً. هذا المشروع يجسّد طموح دبي والجرأة في اتخاذ القرار والسرعة في التنفيذ. شكراً فريق هيئة الطرق والمواصلات على جهودكم ومشاريعكم التي ترسخ مكانة دبي، نموذجاً عالمياً في التنقل المستدام».
العمود الفقري
وقال مطر الطاير، المدير العام، ورئيس مجلس المديرين في هيئة الطرق والمواصلات «يُعدُ مترو دبي إحدى الأفكار السديدة لصاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، في توفير بنية تحتية عالمية المستوى لمنظومة النقل الجماعي، تسهم في تعزيز مكانة مدينة دبي مركزاً عالمياً للمال والأعمال، نظراً لأهمية نظام المترو في تحقيق وتوفير متطلبات النمو السكاني والعمراني الذي تشهده المدينة، وقد أراد سموّه، أن يكون المترو العمود الفقري لنظام مواصلات عالي الكفاءة والاعتمادية، لربط مختلف المناطق الحيوية في الإمارة، وتوفير إمكانية التنقّل السهل والآمن للركاب، حيث وجّه بأن تكون مرافق المترو على أعلى مستوى من الرقي وتكامل الخدمات والإبداع في التصميم».
وأكد أن مترو دبي، حَظِيَ برعاية كريمة ودعم مطلق من صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، وبمتابعة مستمرة من سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، وسموّ الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الأول لحاكم دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية، في إطار اهتمامهم بأن تكون منظومة النقل الحضاري في دبي نموذجاً عالمياً متطوراً يُقتدى في كل جوانبها وضمن مختلف مكوناتها.
نجاحات متوالية
وأضاف الطاير «سجّل مترو دبي نجاحات متوالية خلال مسيرته ومنذ افتتاحه، وحتى سبتمبر الجاري، حيث زاد طول خطوطه من 52 كيلومتراً، إلى نحو 90 كيلومتراً، وارتفع عدد المحطات من 10 محطات إلى 53 محطة، وكذلك عدد القطارات المشغلة من 79 إلى 129، وارتفع عدد مستخدميه من 20 ألف راكب في 10 سبتمبر 2009، إلى 767 ألفاً يومياً في 3 سبتمبر 2024. ووصل عدد الركاب في بعض الأيام، مثل رأس السنة الميلادية وأيام الأعياد والمناسبات الكبرى، إلى 900 ألف في اليوم الواحد. كما أسهم في توفير فرص العمل للمواطنين، حيث يقدر عدد المواطنين العاملين في الشركة المشغلة لمترو دبي 228 موظفاً.
مشيراً إلى أنه حافظ على مكانته كأطول مشروع مترو في العالم دون سائق، بينما يظل أحد أهم مشروعات الهيئة، ومنظومة النقل الجماعي في الإمارة. كما حافظ على مكانته العالمية في السلامة واتباع الحلول الفعّالة الصديقة للبيئة، وتعزيز أسس الاقتصاد الأخضر أيضاً، مع تحقيق الكفاءة التشغيلية والدقة في مواعيد الرحلات.
مؤشرات إيجابية
وأعرب الطاير، عن سعادته بالمؤشرات الإيجابية للنمو المستمر في عدد مستخدمي المترو، التي تؤكد أن الاستثمارات الضخمة التي ضخّتها حكومة دبي في تطوير البنية التحتية، لقطاع النقل الجماعي، أثبتت نجاحها وفاعليتها، وأسهمت في دعم مسيرة التنمية التي تشهدها إمارة دبي، وتعزيز الحركة الاقتصادية، والأنشطة السياحية، وزيادة التنافسية العالمية للإمارة، في تنظيم الأحداث والفعاليات العالمية، مثل المعارض والمؤتمرات والاجتماعات الدولية؛ ولعل أهمها فوز مدينة دبي باستضافة معرض «إكسبو 2020» إلى جانب المحافظة على البيئة وخفض التبعات المالية للاختناقات المرورية، وخفض الطلب على استخدام المركبات الخاصة والتحول نحو استخدام وسائل النقل الجماعي. كما أسهم المترو في إحداث تحول وتطور في ثقافة المجتمع تجاه وسائل النقل الجماعي، حيث بدأ الناس يتلمّسون فوائد منظومة النقل الجماعي، ومنها الراحة النفسية والجسدية في التنقل بكل يسر وسهوله، وتقليل نفقات الوقود وصيانة المركبات.
الشركاء الاستراتيجيون
وتقدّم الطاير، بالشكر للشركاء الاستراتيجيين الذين كان تعاونهم وجهودهم سبباً في نجاح الهيئة، في تشغيل مترو دبي بنجاح؛ وفي مقدمتهم القيادة العامة لشرطة دبي، ممثلة في الإدارة العامة لأمن المواصلات، وشركة «كيوليس إم إتش آي»، التي تتولى تشغيل المترو.
كما تقدّم بالشكر لمستخدمي مترو دبي، الذين أصبح خيارهم الأول في التنقل بين مختلف مناطق إمارة دبي، على التزامهم باللوائح والقوانين التي تنظم استخدام المترو، وحفاظهم على مرافق المشروع، حيث لم تسجل طوال السنوات الماضية، أية أعمال إخلال أو إتلاف متعمّد لمرافق المترو.
وأثنى على موظفي الهيئة، وخصّ بالشكر موظفي مؤسسة القطارات، على جهودهم في الإشراف والمتابعة على عملية تشغيل المترو.
نموّ متصاعد
شهد عدد ركاب مترو دبي، نمواً مستمراً منذ تشغيله، حيث بلغ 6 ملايين و89 ألف راكب، خلال أربعة أشهر، من سبتمبر حتى نهاية ديسمبر عام 2009. وارتفع إلى 38 مليوناً و89 ألف راكب عام 2010. ثم إلى 69 مليوناً وألف راكب عام 2011. وشهد عام 2012، قفزة ليصل إلى 109 ملايين و49 ألفاً راكب. وعام 2013 إلى 137 مليوناً و76 ألف راكب، ليرتفع عام 2014 إلى 164 مليوناً و31 ألفاً.
وعام 2015 ارتفع إلى 178 مليوناً و65 ألف راكب. وعام 2016 إلى 191 مليوناً و33 ألفاً. وتجاوز حاجز ال 200 مليون و75 ألفاً عام 2017، ليسجل عام 2018 النسبة الأعلى في عدد الركاب، منذ تدشين المشروع، ب 204 ملايين و41 ألفاً. وعام 2019 وصل العدد إلى 202 مليون و98 ألفاً.
وعلى الرغم من جائحة «كورونا»، التي اجتاحت العالم عام 2020، نقل المترو 113 مليوناً و63 ألف راكب. وارتفع الرقم إلى 151 مليوناً و26 ألفاً عام 2021.
وسجّل رقماً قياسياً عام 2022، وصل إلى 225 مليوناً و142 ألف راكب. واستمر عدد الركاب في النمو عام 2023 ليصل إلى 260 مليوناً و34 ألفاً. بينما بلغ منذ بداية العام الجاري، حتى نهاية أغسطس الماضي (ثمانية أشهر)، 175 مليوناً و460 ألفاً.
مسار 2020
في 29 يونيو 2016 اعتمد صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، ترسيّة عقد مشروع «مسار 2020» لتمديد الخط الأحمر لمترو دبي من محطة «جبل علي» إلى موقع معرض «إكسبو 2020» على تحالف «إكسبولينك»، الذي يضم شركات فرنسية وإسبانية وتركية بكلفة 10.6 مليار درهم.
وفي الخامس من سبتمبر من العام ذاته، وضع سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم حجر الأساس لمشروع «مسار 2020» إيذاناً ببدء الأعمال الإنشائية في المشروع. وفي الثامن من يوليو عام 2020، دشّن صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، التشغيل الرسمي لمسار 2020 لمترو دبي، البالغ طوله 15 كيلومتراً، منها 11.8 كيلومتر، فوق مستوى سطح الأرض، و3.2 كيلومتر، تحت مستوى سطح الأرض، بإجمالي سبع محطات، منها محطة تبادلية مع الخط الأحمر، ومحطة في موقع «إكسبو»، وثلاث محطات علوية، ومحطتان تحت مستوى الأرض، ويخدم مناطق ذات كثافة سكانية عالية، يصل عددها إلى نحو270 ألفاً، مثل الحدائق، و«ديسكفري جاردنز»، و«الفرجان»، وعقارات جميرا للغولف، ومجمع دبي للاستثمار، وتقدر المدة الزمنية للرحلة من مرسى دبي، إلى محطة مترو إكسبو ب 16 دقيقة فقط، وتبلغ الطاقة الاستيعابية (لمسار 2020) نحو 46 ألف راكب في الساعة في الاتجاهين.
دقة التشغيل
يعد مركز التحكم في عمليات القطارات، أحد أكثر مراكز التحكم تطوراً في العالم، وتجري عبره عملية التشغيل اليومي لخدمة مترو دبي، على الخطين الأحمر والأخضر على مدار الساعة التي تتطلب مستوى عالياً من الدقة والسرعة، وتحقيق أعلى مستويات السلامة والأمان، وراحة الركاب.
وأسهم المركز في تحقيق مترو دبي أعلى معايير السلامة العالمية، والكفاءة التشغيلية في الالتزام بدقة مواعيد الرحلات، وحقق سرعة أكبر في تنفيذ عمليات الصيانة واتخاذ القرارات، وتقليل إمكانية حدوث الأعطال.
تجري عبر مركز التحكم عمليات الإشراف ومراقبة حركة القطارات، وأداء الأنظمة الآلية بتحرك القطارات وأنظمة الاتصالات والمحولات الكهربائية في القطارات ومحطات المترو.
كما يدير المركز نظام معلومات الركاب ودخول القطارات إلى المسار والتحكم في تشغيل وإيقاف القطار. كما روعي في التصميم والتنفيذ مراقبة التحكم البيئي والإشراف على أنظمة السلامة والإطفاء والتهوية والتكييف في الأنفاق والمحطات والقطارات، والتأكد من عمل المكابح والأبواب والمحركات في كل قطار.
الخط الأزرق
استمراراً لجهود الهيئة في تطوير منظومة النقل الجماعي، اعتمد صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، في 23 نوفمبر عام 2023، مسار الخط الأزرق بطول 30 كيلومتراً، وإجمالي 14 محطة، ويخدم مناطق حيوية يتوقع أن يصل عدد سكانها لنحو مليون نسمة، وفقاً لخطة دبي الحضرية 2040.
ويُعد الخط الأزرق خامس المشاريع الاستراتيجية في المواصلات العامة، التي شملت الخطين الأحمر والأخضر، وترام دبي، ومسار 2020 لمترو دبي. كما يُعد من أكبر المشاريع الاستراتيجية في قطاع النقل للمرحلة القادمة، ويسهم في تحقيق مستهدفات «أجندة دبي الاقتصادية D33»، وأهداف خطة دبي الحضرية 2040، في جعل دبي «المدينة الأفضل للحياة في العالم»، وتعزيز تنافسية دبي العالمية مركزاً جاذباً للفعاليات العالمية، كما يسهم في تحقيق الربط والتكامل مع الخطين الأحمر والأخضر، وتوفير ربطٍ مباشرٍ بين مطار دبي الدولي، وتسع مناطق حيوية واقعة على طول الخط، حيث يتوقع أن يراوح زمن الرحلة بين 10 و25 دقيقة.
جسر فوق الخور
ينفرد بعدد من السمات البارزة، فهو يضم أول جسر لمترو دبي يعبر فوق خور دبي، يبلغ طوله 1300 متر، ومحطتين أيقونيتين، الأولى في مرسى خور دبي، والثانية في واحة دبي للسيليكون (المركز الحضري الخامس)، وتتميزان بتصاميمها المعمارية الفريدة، وهما من تصميم الشركة الرائدة عالمياً «سكيدموري أوينغس وميريل» (SOM). وكذلك وجود أكبر محطة نفقيه انتقالية لشبكة المترو، تزيد مساحتها على 44 ألف متر مربع، وتقدر طاقتها الاستيعابية بنحو 350 ألف راكب يومياً. كما يتفرد الخط الجديد بكونه أول مشروع نقل مطابق لمواصفات المباني الخضراء: (الفئة البلاتينية).