بقي 22 عاماً، على موعد فتح الرسالة التي وضعها صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، داخل صندوق محكم، في محطة الاتحاد.
الرسالة التي فاجأ سموّه يومها، حضور حفل افتتاح مترو دبي في 9-9-2009، أي قبل 15 عاماً، لا يعرف أحد ماذا كتب فيها، بيد أن الفضول انتاب جميع الحضور، ليعرفوا ماذا خطّت يداه، وكانت الإجابة: الرسالة تفتح بعد 37 عاماً؛ وعن فحوها الذي سأل عنه كبار الحضور المرافقين لسموّه، قال: رسالة للتاريخ حرصت على أن أضعها في محطة تحمل اسم الاتحاد.
هل لأحد أن يتكهّن ماذا كتب محمد بن راشد، يومها؟
أما عن اختياره محطة تحمل اسم الاتحاد، فبالتأكيد، المقصود اتحاد دولة الإمارات، ولكن لماذا 37 عاماً، بدءاً من 2009؟ الجواب لدى صاحب الرسالة، وأنها ستفتح - لمن يكتب الله له عمراً- في عام 2046.
مترو دبي، الذي يطفئ اليوم شمعته الـ 15، إنجاز بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، فهو المشروع الذي راهن عليه كثُر وقت إطلاقه، بأنه مشروع لن يعمل بالصورة المراد لها، ولن ينجح في تعزيز مفهوم النقل الجماعي في دبي، خاصة أن المركبات جزء من تكوين الحياة بالنسبة لأهالي المدينة، كما قال بعضهم يومها.
الكلفة التي صرفتها دبي على المترو، كانت، كذلك، مدار حديث جلل، خاصة أن العالم بأكمله كان يعاني أزمة اقتصادية خانقة، لكن الشيخ محمد بن راشد، واصل المشوار، وأصرّ على المشروع.
الشيخ محمد بن راشد، وسموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، كانا أول من هنّأ، مترو دبي بعيده الخامس عشر، ليؤكدا أنه جزء من ثقافة دبي القائمة على الجودة والالتزام، وخلق أفضل بيئة للعيش والعمل في العالم.
المترو اليوم، مشروع حيوي يبحر في طرقات دبي يومياً، بعشرات الرحلات، بدأت مسيرته بـ 20 ألف راكب يومياً، ليرتفع إلى معدل 730 ألفاً يومياً.
مترو دبي قصة تحدّ ونجاح لدانة الدنيا، وما هو إلّا قيمة حقيقية لهذه المدينة المتقدة حيوية ونشاطاً،؛ وكيف لا، وهو الذي نقل في 15 عاماً قرابة 2.4 مليار، وزاد طول خطوطه من 52 كيلومتراً، إلى نحو 90 كيلومتراً، وارتفع عدد محطاته من 10 إلى 53، وعدد قطاراته من 79 إلى 129.
مشروع يليق به التحدي، وكان، وهل لأحد أن يتصور كيف ستكون طرقات دبي، لو لم ينجز المترو... ويبقى الأمل معقوداً على إنجاز قطار الاتحاد.
[email protected]
https://tinyurl.com/bde45hkj