«الذباب الإلكتروني».. يستهدف الوعي

01:30 صباحا
قراءة دقيقتين

إيمان عبدالله آل علي

تأثير «الذباب الإلكتروني» كبير في التلاعب بالرأي العام وتوجيهه في اتجاهات معينة، ما يكون له عواقب سلبية في المجتمع، حيث يُسهم في نشر المعلومات المضللة، وإشعال الفتن، وزرع الفرقة، إذْ تكمن خطورته في قدرته على استغلال منصات التواصل، لنشر الشائعات والأخبار الزائفة بسرعة كبيرة، ما يربك متابعي تلك الحسابات، ويجعل من الصعب عليهم التمييز بين الحقيقة والباطل.
وتتفاقم هذه الظاهرة خلال الأزمات، حيث يزداد الإقبال على المعلومات الفورية، ما يسهّل انتشار الأكاذيب والتحريض، ولا يقف الأمر عند هذا الحدّ، فتأثيره كبير يصل إلى أداة للتأثير في القرارات السياسية والاقتصادية في بعض الشعوب، ما يعرض استقرار الدول وأمنها للخطر.
حملة «مكافحة الذباب الإلكتروني» التي أطلقها الشيخ عبدالله بن محمد بن بطي آل حامد، رئيس المكتب الوطني للإعلام، حظيت بتفاعل كبير، وهذا يعكس أهمية مثل هذه الحملات التي تُسهم في زيادة الوعي المجتمعي، حيث إن التصدي لهذه الظاهرة، يبدأ بتعزيز الوعي لدى الأفراد بأهمية التحقق من صحة المعلومات التي يتلقونها، ويحمّل المجتمع دوراً محورياً في محاربة الذباب الإلكتروني، فعلى المواطنين والمقيمين ألّا يثقوا بأي مصدر للمعلومات، من دون التأكد من صدقيته عبر الوسائل الرسمية والمصادر الموثوقة. كما أن التعليم يؤدّي دوراً في تنمية مهارات التفكير لدى الأجيال الجديدة، ما يجعلها أكثر وعياً بالمحتوى الرقمي الذي تتعرض له.
المؤسسات الحكومية والخاصة، كذلك، لها دور أساسي في التصدي للذباب الإلكتروني، عبر تعزيز الشفافية، والإفصاح عن المعلومات الدقيقة في الوقت المناسب، حيث يمكن لهذه المؤسسات أن تحدّ من قلة المعلومات التي قد يستغلها مروّجو الشائعات، كما أن التعاون بين المؤسسات الإعلامية، ومواقع التواصل، يعدّ ضرورياً للحدّ من انتشار الحسابات الوهمية التي تُسهم في ترويج الأخبار الزائفة.
الرقابة على المحتوى الرقمي، إحدى أهم الوسائل لمواجهة هذه الظاهرة، ولكن يجب أن تتم بحذر وشفافية، لضمان احترام حرية التعبير والرأي، وللقضاء على الذباب الإلكتروني يجب تعاون جميع أطراف المجتمع، من أفراد ومؤسسات، لمواجهة هذه الظاهرة بشكل فعّال ومستدام، وإطلاق حملات توعية وتثقيف للتحذير من مخاطر نشر الشائعات والأخبار المضلّلة، عبر مواقع التواصل، أو أي وسيلة إعلامية. وينبغي اتخاذ إجراءات تنظيمية وتشريعية صارمة بحق المروّجين للشائعات، ونشر الأخبار المضللة، لتقليل تأثيرهم السلبي في المجتمع.
التقنية جاءت لخدمة الناس، وتسريع وصولهم إلى أهدافهم، لا العمل على إضرارهم.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2s3vsd9e

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"