مبارك الرصاصي
رغم خسارة منتخب الإمارات في مباراته أمام المنتخب الإيراني الخبير المتمرس، وأقوى المرشحين للصعود إلى المونديال عن المجموعة الأولى، إلا أن محصلة أول مباراتين نراها جيدة وموفقة في البدايات، عطفاً على نتيجة الفوز الذي جاء على المنتخب القطري بطل آسيا، والأداء والعمل الجماعي من الجيل الشاب لعناصر الأبيض الذي جاء مختلفاً، ليغيرّ به الوجه الشاحب الذي أبداه منذ نهائيات كأس آسيا، والخروج الحزين أمام الفريق الطاجيكي، ويظهر بوجه مغاير ومختلف أمام خصوم متمرسين.
ثلاث نقاط في الرصيد قد تمنح المنتخب دفعه معنوية وخطوة إلى الأمام، في الطريق الطويل الشاق والمرهق في تصفيات المونديال، ويعزز بها ثقة الجمهور وتكبر معها الأحلام وتزداد الآمال، فرغم العثرات والمطبات والخسائر، إلا أنه بإمكانك تدارك الأمر والعمل لتصحيح المسار، وتعويض الخسارة أمام إيران في جولتي شهر أكتوبر، ومن المهم أن تكون البداية رائعة ومميزة، وبوادر العمل الجماعي تظهر على سمات الشخصية والهوية، والروح القوية بين الأفراد والعناصر.
خسارة مباراة لا تعني شيئاً في ظل نظام التصفيات الحالي، ونتيجة إيجابية وموفقة خارج الميدان تعزز في الفريق الثقة بإمكانياته وقدراته لمواصلة المشوار لتحقيق الهدف المنشود، لكن ينبغي أيضاً استغلال عاملي الأرض والجمهور أفضل استغلال بمسؤولية كبيرة مع كسب ثقة الجماهير في جدول مليء ومزدحم بالمباريات في المرحلة المقبلة، واستثمار خلاصة الجولتين الأوليين، ما يمنحك هامشاً من التفوق ويحفزك ويدفعك لباقي الجولات والتصفيات.
المرحلة المقبلة تتطلب التركيز والعطاء من جميع الأطراف والبناء على هذه النتائج الايجابية والاستغلال الأمثل للبدايات القوية وتصحيح العيوب وسد الفراغات، فمشوار البطولة طويل ومرهق قد تتغير فيه المعطيات، وستكون الحسابات صعبة أمام أكثر فرق القارة تطوراً، مع إمكانية دعوة المدرب بينتو لمجموعة من اللاعبين قد يستعين بهم لتعزيز صفوفه، ومن أولئك اللاعبين المسموح لهم بالانضمام للمنتخب، ما سيتيح أمامه خيارات متعددة ويعمل لإيجاد التنافس المطلوب لكتابة التاريخ من جديد.
[email protected]